أرمينيا تحيي مئوية "المجازر" وتركيا تدعو لفتح أرشيفها

French President Francois Hollande (R), Armenian first lady Rita Sargsyan (2-R), Russian President Vladimir Putin (3-R), Serbian President Tomislav Nikolic (4-R) and Catholicos of All Armenians Garegin II (5-R) attend a commemorative ceremony for victims of the mass killings of Armenians under the Ottoman Empire at the Tsitsernakaberd Armenian Genocide Memorial Center in Yerevan, Armenia, 24 April 2015. Armenians commemorate the 100th anniversary of the Armenian Genocide on 24 April. EPA/ALEXEY NIKOLSKY /RIA NOVOSTI / KREMLIN POOL MANDATORY CREDIT
هولاند وبوتين من بين قادة شاركوا في إحياء أرمينيا مئوية ما تسميه "مجازر" الأرمن بالأناضول التركية (الأوروبية)

أحيت أرمينيا اليوم بالعاصمة يريفان مئوية ما يوصف بمجازر الأرمن وسط مطالبات باعتراف دولي وتركي باعتبار تلك الأحداث "إبادة جماعية". وترفض تركيا هذا الوصف, وقد أحيت بدورها اليوم مئوية معركة "غاليبولي" في الحرب العالمية الأولى. 

وشارك رئيس أرمينيا سيرج سركيسيان ونظيراه الفرنسي والروسي فرانسوا هولاند وفلاديمير بوتين, وقادة آخرون في الاحتفال الذي وقف خلاله الحاضرون دقيقة صمت ترحما على أرواح الأرمن الذين قتلوا بين عامي 1915 و1917 في منطقة الأناضول شرقي تركيا في السنوات الأخيرة من عمر الإمبراطورية العثمانية.

وإلى جانب الاحتفال الرسمي, شاركت حشود من الأرمن في إحياء الذكرى. وطالب سركيسيان باعتراف دولي بما تعتبره أرمينيا "إبادة" للأرمن الذين كانوا يعيشون تحت الحكم العثماني لمنع تكرارها.

من جهته, قال هولاند إن "كلمات مهمة" قيلت من قبل تركيا بشأن ما يوصف بمجازر الأرمن, وإن المطلوب كلمات أخرى حتى يصير تقاسم الحزن تقاسما للمصير. وكان يشير إلى تصريح أدلى به قبل عام الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان -عندما كان رئيسا للوزراء- عبر فيه عن الحزن لمقتل آلاف الأرمن.

بدوره, قال بوتين إنه لا شيء يمكن أن يبرر "المجازر الجماعية", مشددا على ضرورة أن لا تتكرر تلك المجازرن حسب تعبيره. وتتحدث أرمينيا عن "إبادة" نحو 1.5 مليون أرمني بأيدي العثمانيين بين عامي 1915 و1917.

في المقابل تقدر السلطات التركية أن ما بين ثلاثمائة ألف وخمسمائة ألف أرمني فقط ومثلهم تقريبا من الأتراك ومن شعوب أخرى كانت تعيش ضمن الإمبراطورية العثمانية قتلوا في تلك الأحداث التي تقول إنها كانت عبارة عن حرب أهلية.

وتؤيد دول مثل روسيا وفرنسا مقولة "الإبادة" الأرمينية.

وبمناسبة مئوية تلك الأحداث, أقر البرلمان الألماني اليوم قانونا يصف أيضا ما حدث بالإبادة, وذلك بعد يوم من حديث الرئيس يواكيم غاوك عن "إبادة للأرمن".

أما برلمان النمسا -التي كانت حليفا للعثمانيين في تلك الفترة- فقد وقف اليوم دقيقة صمت ترحما على الأرمن. وكان البرلمان الأوروبي صوت قبل أيام بالأغلبية على قرار يدعم ادعاء الأرمن بتعرضهم للإبادة في أحداث عام 1915, وقد انتقدت تركيا بشدة هذا القرار. كما أن بابا الفاتيكان فرانشيسكو أيد مؤخرا وجهة نظر أرمينيا.

أردوغان يتحدث بإسطنبول بالتزامن مع بدء إحياء مئوية معركة
أردوغان يتحدث بإسطنبول بالتزامن مع بدء إحياء مئوية معركة "غاليبولي"(رويترز)

موقف تركيا
في المقابل, أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استعداد بلاده لفتح الأرشيف العثماني المدني والعسكري أمام الخبراء للبحث في حقيقة تلك الاتهامات.

ووصف أردوغان -بكلمة له مساء أمس في إسطنبول الأرقام الصادرة عن جهات أرمينية بخصوص عدد الضحايا- بأنها بلا سند أودليل. وكان أردوغان قد قال إن عشرات الآلاف من الأرمن يعيشون بسلام في تركيا.

وفي كلمة أخرى له ألقاها اليوم خلال قداس أقامته البطرياركية الأرمينية في إسطنبول, قال أردوغان إنه يشاطر الأرمن ما تعرض له أرمن الأناضول قبل مائة عام, ووصف أحداث تلك الفترة بالمؤسفة.

وتقول السلطات التركية إن الوثائق التي بحوزتها تؤكد تعرض عشرات الآلاف من الأتراك للقتل على أيدي الأرمن في تلك الفترة.

وبالتوازي مع إحياء أرمينيا مئوية ما تصفه بإبادة الأرمن في الأناضول التركية, أحيت تركيا اليوم في مدينة "جناق قلعة" بشمالي غربي تركيا مئوية معركة "غاليبولي" التي انتصرت فيها الجيوش العثمانية على قوات الحلفاء في الحرب العالمية الأولى.

وشارك في الاحتفال قادة 21 دولة في مقدمتهم الرئيس التركي, وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني, والرئيس العراقي فؤاد معصوم, ورئيسا وزراء أستراليا ونيوزيلندا, توني أبوت وجون كي, وولي العهد البريطاني الأمير تشارلز, ووفود من دول أخرى.

وقتل مئات الآلاف في هذه المعركة البرية والبحرية والجوية التي استمرت تسعة أشهر. وصدت القوات العثمانية والألمانية كل محاولات الحلفاء (بريطانيا وفرنسا وأستراليا ونيوزيلندا) لاقتحام شبه جزيرة غاليبولي من أجل احتلال القسطنطينية (إسطنبول حاليا).

المصدر : الجزيرة + وكالات