أطراف صراع أوكرانيا تبدأ سحب أسلحتها الثقيلة
قطعت الأطراف المتحاربة في أوكرانيا خطوة كبيرة تجاه تخفيف حدة التوتر في شرق البلاد، أمس الخميس، بإعلانها البدء بسحب الأسلحة الثقيلة من جبهات القتال.
وتحدث مسؤولون أوكرانيون وآخرون يمثلون الانفصاليين الموالين لروسيا عن تراجع كبير في أعمال العنف، ومع ذلك تظل فرص التوصل إلى تسوية دائمة للصراع تكتنفها الشكوك.
ومن شأن سحب الطرفين أسلحتهما الثقيلة أن ينعش خطة سلام مترنحة، في وقت يتأهب فيه مجلس الأمن الدولي لعقد جلسة طارئة في وقت لاحق اليوم الجمعة لبحث اتفاق لوقف إطلاق النار.
ويعد هذا السحب المعلن جزءاً رئيسياً من اتفاق سلام جرى التفاوض عليه في وقت سابق من الشهر الجاري، كما يأتي بعد هدنة متأرجحة ترسخت الأيام الفائتة فقط وليس يوم 15 فبراير/شباط كما كان يؤمل لها.
غير أن وزارة الدفاع الأوكرانية حذرت، في بيان تزامن مع سحب الأسلحة، من أنها ستضطر إلى التراجع عن تلك الخطوة في حال وقوع أي هجوم.
وجاء في البيان أن "القوات الأوكرانية تقف على أهبة الاستعداد للدفاع عن الوطن". وقالت الوزارة إنها بدأت الخميس سحب مدافع عيار 100 ملم من جبهات القتال.
وأضافت وزارة الدفاع أن "هذه هي الخطوة الأولى نحو سحب الأسلحة الثقيلة الذي سيتواصل تحت إشراف منظمة الأمن والتعاون في أوروبا".
وفي رده على تحذير وزارة الدفاع، أبدى زعيم الانفصاليين في دونيتسك شرقي أوكرانيا، ألكسندر زاخارتشينكو، استعداد المتمردين للجوء للقتال على الفور في حال تعرضهم للاستفزاز.
وفي تطور ذي صلة، قال دبلوماسيون في الأمم المتحدة إن مجلس الأمن الدولي سيعقد جلسة طارئة اليوم الجمعة لمناقشة إمكانية التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بأوكرانيا، وذلك بطلب من فرنسا وألمانيا.
ومن المقرر أن يستمع أعضاء المجلس إلى تقرير من اثنين من ممثلي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بشأن الوضع الميداني، قبل الشروع في المحادثات خلف أبواب مغلقة.
من جهة أخرى، أعلن متحدث عسكري أوكراني أن الانفصاليين خرقوا وقف إطلاق النار 430 مرة منذ تفعيله في وقت سابق من الشهر الجاري.
وأوضح المتحدث باسم هيئة الأركان العامة الأوكرانية، فلاديسلاف سيليزنيوف، أن الانفصاليين كانوا يستهدفون خلال هجماتهم نقاط تمركز القوات الحكومية في عدد من مدن الشرق، فضلا عن المناطق السكنية المأهولة بالسكان.
وذكر سيليزنيوف أنهم كانوا يستخدمون في تلك الهجمات أسلحة ثقيلة وأنظمة صاروخية متعددة.
وقال أيضا إن تلك الهجمات تسببت في إلحاق أضرار كبيرة بعدد من المناطق السكنية، وإن كثيرا من المنازل باتت في حالة لا يمكن العيش فيها، على حد تعبيره.