القمة الرباعية تنعقد بمينسك وتصعيد بشرق أوكرانيا

German Chancellor Angela Merkel, right, and French President Francois Hollande head for talks in Minsk, Belarus, Wednesday, Feb. 11, 2015. Leaders of Russia, Ukraine, France and Germany are gathering for crucial talks in the hope of negotiating an end fighting between Russia-backed separatist and government forces in eastern Ukraine. (AP Photo/Sergei Grits)
الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في مينسك أثناء توجههما لحضور القمة الرباعية (غيتي)

بدأ قادة كل من أوكرانيا وروسيا وألمانيا وفرنسا مساء الأربعاء قمة سلام في مينسك عاصمة روسيا البيضاء، بهدف إنهاء القتال في شرق أوكرانيا، الذي شهد تصعيدا كبيرا قبيل القمة، واعتبرت الأطراف المشاركة القمةَ فرصة مهمة للحل.

وقال المتحدث باسم الحكومة الأوكرانية سياتوسلاف تسيغولكو لوكالة الصحافة الفرنسية إن الرئيس الأوكراني بترو بوروشينكو ونظيره الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بدؤوا محادثات رباعية تهدف إلى إنهاء النزاع بشرق أوكرانيا.

وعقد الرئيس الأوكراني بترو بوروشينكو في البداية اجتماعا قصيرا مع المستشارة ميركل والرئيس الفرنسي هولاند، قبل أن يبدأ القادة القمة الرباعية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأعلن الرئيس الأوكراني أن بلاده وألمانيا وفرنسا "سيطالبون بعقد هدنة غير مشروطة" خلال مفاوضاتهم مع الرئيس الروسي، مشيرا إلى أنه مستعد لفرض الأحكام العرفية في جميع أنحاء بلاده "حال تصاعد أفعال المهاجمين مجددا".

وأكد بوروشينكو في وقت سابق أن المحادثات بمينسك تعد فرصة أخيرة لإنهاء الصراع، ونقلت وكالة أنباء "أنترفاكس" الروسية عنه قوله "إما أن يكون هناك وقف للتصعيد ووقف لإطلاق النار وسحب للأسلحة الثقيلة، وإلا فإن الوضع سيخرج عن السيطرة".

من جهته، قال المتحدث باسم الانفصاليين الأوكرانيين في مدينة دونيتسك سيرجي بورجين لوكالة الأنباء الألمانية إن القياديين الانفصاليين بشرق أوكرانيا ألكسندر ساخارتشينكو وإيجور بلوتنسكي، توجها لمينسك، لحضور محادثات السلام.

وأشار إلى أنهما على استعداد لتوقيع اتفاقية مع الجانب الأوكراني في حال نجاح الوساطة التي يقوم بها الرئيس الفرنسي والمستشارة الألمانية، بحسب قوله.

وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أكد -من جانبه- أن مفاوضات مينسك تعد الفرصة الأخيرة لحلٍّ في شرق أوكرانيا، وجدد معارضة فرنسا إرسال أسلحة إلى القوات الأوكرانية، بينما أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تفاؤله بالوصول إلى حل للأزمة.

وفي وقت سابق من يوم الأربعاء، تفاوضت ما تسمى "مجموعة الاتصال" الخاصة بأوكرانيا بشأن تفاصيل خطة السلام مع مبعوثين للانفصاليين، ولم يتم الإعلان عن نتائج المحادثات المغلقة.

وأشارت مصادر إلى أنه تم الاتفاق في اجتماع خبراء في برلين مع "مجموعة الاتصال" -التي تضم ممثلين عن روسيا وأوكرانيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا- على وقف لإطلاق النار في إقليم دونباس وسحب الأسلحة الثقيلة إلى مسافة 15 كيلومترا من خطوط التماس.

‪بقايا حافلة انفجرت الأربعاء بإحدى المحطات دونيتسك وخلفت ستة قتلى‬ بقايا حافلة انفجرت الأربعاء بإحدى المحطات دونيتسك وخلفت ستة قتلى (الأوروبية)
‪بقايا حافلة انفجرت الأربعاء بإحدى المحطات دونيتسك وخلفت ستة قتلى‬ بقايا حافلة انفجرت الأربعاء بإحدى المحطات دونيتسك وخلفت ستة قتلى (الأوروبية)

تصاعد العنف
وتأتي قمة مينسك مع تصاعد القتال بشرق أوكرانيا ومقتل 19 عسكريا أوكرانيا الأربعاء، وإصابة أكثر من ثمانين في هجمات للانفصاليين قرب بلدة ديبالتسيف، حسب متحدث عسكري أوكراني.

وقال المتحدث باسم الجيش الأوكراني فلاديسلاف سيليزنيوف إن 19 جنديا أوكرانيا قتلوا وجرح 87 آخرون، مشيرا إلى أن الجيش الأوكراني قتل بدوره أكثر من ثمانين مقاتلا من الانفصاليين بالقرب من نقطة تقاطع خطوط السكك الحديدية بمدينة ديبالتسفو.

وكان ستة أشخاص على الأقل قد لقوا حتفهم بعد ظهر الأربعاء إثر قصف محطة حافلات في مدينة دونيتسك التي تعد المعقل الرئيسي للانفصاليين، وأصيب تسعة آخرون.

وتدهورت الأوضاع في شرق أوكرانيا منذ الشهر الماضي بعد اتفاق هدنة هشة، حيث اشتدت المعارك بعد فترة من الهدوء النسبي، وتحدث الانفصاليون بإقليم دونباس عن مكاسب ميدانية منذ استئناف المعارك مطلع السنة الحالية ومحاصرة الآلاف من الجيش الأوكراني.

ويحاول الانفصاليون في الأيام الأخيرة فرض حصار على قوات الحكومة في ديبالتسيف، وهي موقع إستراتيجي سيتيح لهم ربط معاقلهم الرئيسية.

وتتهم كييف والغرب روسيا بإذكاء التمرد في شرق أوكرانيا وتزويد الانفصاليين بأسلحة ومقاتلين، وهو ما تنفيه موسكو باستمرار.

المصدر : وكالات