اجتماع بلندن لتقييم الحرب على تنظيم الدولة
محمد أمين-لندن
ويأتي الاجتماع عقب شهور من الطلعات الجوية التي نفذها التحالف على مواقع التنظيم في العراق وسوريا، وفي وقت تتصاعد فيه الشكوك حول نجاعة هذه الطلعات مع استمرار سيطرة التنظيم على مساحات شاسعة من البلدين.
وقالت الناطقة باسم الخارجية البريطانية فرح دخل الله للجزيرة نت إن الوزير فيليب هاموند سيترأس مع نظيره الأميركي جون كيري اجتماع الفريق المصغر عن التحالف، وبمشاركة ثماني دول عربية على الأقل من أصل العشرين دولة المشاركة، وأوضحت أن هذا الاجتماع يهدف إلى تنسيق الجهود الدولية ضد ننظيم الدولة.
وبخصوص الدول العربية المشاركة، بينت دخل الله أنها تضم العراق والأردن ومصر والكويت وقطر والسعودية إضافة غلى لبحرين والآمارات المتحدة. وأوضحت أن التصدي للتهديد الذي يشكله التنظيم يتطلب استجابة دولية شاملة ومنسقة على أجل طويل.
وأشارت دخل الله إلى أن المملكة المتحدة تساند الحكومة العراقية في توجيه الضربات الجوية وتزويدها بالمعدات وتدريب قواتها الأمنية وجمع المعلومات الاستخباراتية. كما كشفت أن وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي تعمل حاليا على إعداد مجموعة مدروسة وموجّهة من الاقتراحات لمكافحة الإرهاب وحماية الأمن.
مواجهة "التطرف"
ورغم ما يتداول عن مزيد من التنسيق الأمني والعملياتي للتحالف في مواجهة التنظيم، يرى مراقبون أن "الطريقة المثلى في مواجهة التطرف تكمن في التصدي للأفكار المتطرفة ونزع الشرعية عنها والانتباه إلى صعود التطرف واليمين في المجتمعات الغربية ذاتها".
وفي هذا الإطار، يقول المشارك بمركز "تشاتام هاوس" بلندن نديم شحادة للجزيرة نت إنه "يجب الاعتراف بأن المشكلة لها أبعاد غربية، فنمو المتطرفين في مجتمعاتنا المحلية بالغرب جزء من تحول هذه المجتمعات الغربية نحو اليمين".
وأشار إلى أن "الجهاديين الأوروبيين ظاهرة أوروبية خطيرة حتى قبل ذهابهم إلى القتال في سوريا أو أفغانستان"، ونبه إلى أن هناك "شهية للتطرف والراديكالية تشبه الشهية في الميل إلى اليمين المتطرف، وينبغي التصدي لها بنفس الطريقة التي يتم فيها التصدي للمتطرفين عبر سحب البساط من تحت أقدامهم بالتعامل مع الأسباب الجذرية للظاهرة".
تاتشر وكاميرون
وذكر شحادة بما فعلته رئيسة الوزراء الراحلة مرغريت تاتشر في التصدي للجبهة الوطنية عام 1980، وهو ما يعتقد أن رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون يفعله حاليا لمواجهة حزب الاستقلال ذي التوجهات اليمينية.
وبشأن ما أسماه "قتال الأفكار المتطرفة"، بيّن الباحث أن مواجهة هذه الأفكارالمتطرفة يتم عبر سحب الشرعية منها، وبالتالي فالتحالف ضد التطرف هو ذلك الذي ينزع الشرعية عن أفكار المتطرفين ويحارب أفكارهم على أرضهم، حسب قوله.
يذكر أن التحالف الدولي بدأ ضرباته في سبتمبر/أيلول الماضي، وتشكل من ستين دولة. ويشكل أهم ملف ينتظر الحسم إرسال قوات برية من عدمه، عقب اتضاح صعوبة هزيمة تنظيم الدولة من الجو.
وتواترت أخبار عن مشاركة مباشرة لبعض قوات التحالف في القتال ضد التنظيم، كان آخرها ما أعلنت عنه هيئة الأركان الكندية من أن قواتها الخاصة تبادلت أمس الأول إطلاق النار مع مسلحي تنظيم الدولة في العراق، في أول اشتباك بري يعلن عنه بين الطرفين.