سفراء يدعون ساسة بلغاريا لمقاطعة السلطة
وفي تعليق مشترك ونادر من نوعه -من دبلوماسيين أجانب على الوضع الداخلي في بلغاريا- أعرب السفير الفرنسي فيليب أوتيه والسفير الألماني ماتياس هوفنر عن قلقهما إزاء الحالة الراهنة في أفقر دول الاتحاد الأوروبي.
وقال البيان المشترك للسفيرين "إن الانتماء إلى الاتحاد الأوروبي هو خيار حضاري، ونموذج "القلة المهيمنة" لا مكان له في ذلك، لا في بلغاريا ولا في أي مكان آخر".
وأضاف البيان الصادر عن سفيري أهم المساهمين في الصناديق البلغارية أن الحكم الجيد في مصلحة بلغاريا والاتحاد الأوروبي بأكمله.
وجاء البيان بعد 24 يوما على التوالي من مسيرات ضخمة مناهضة للحكومة، حيث يتجمع الآلاف كل مساء في شوارع صوفيا، وهم يهتفون ويطالبون باستقالة حكومة التكنوقراط المدعومة من الاشتراكيين، وشارك في تظاهرة الأحد ما بين 8000 و10000، حسب مراسل وكالة الصحافة الفرنسية.
وتأتي هذه التظاهرات بعد أربعة أشهر فقط من احتجاجات مماثلة أجبرت مجلس الوزراء السابق على الاستقالة، ولكنها ثارت مجددا استجابة لسياسات مثيرة للجدل، ولكن سرعان ما توسع نطاق الغضب ليشمل فئات حكومية وسياسية توصف بأنها فاسدة وغارقة في المصالح التجارية المشبوهة.
وأشار السفيران إلى قلق المجتمع البلغاري من تغلغل المصالح الخاصة في المجال العام، وأكدا ضرورة ترشيح أشخاص فوق الشبهات للمناصب العامة، خصوصا الوظائف الرئيسية في مجالات مكافحة الفساد والأمن والتجارة والطاقة. وأضافوا أن التعيينات التي لا تتم بشفافية تفيد فقط عالم الجريمة المنظمة.
يذكر أن بلغاريا انضمت إلى الاتحاد الأوروبي في العام 2007، وتخضع لآلية مراقبة خاصة من قبل بروكسل (مقر مؤسسات الاتحاد) لمراقبة إصلاحاتها القضائية البطيئة، والأداء الضعيف في المعركة ضد الجريمة المنظمة وعدم قدرتها على اجتثاث الفساد.