إسرائيل تواصل أكبر مناورات جوية في تاريخها

يواصل سلاح الجو الإسرائيلي مناورات هي الأكبر من نوعها في تاريخ إسرائيل بمشاركة اليونان وإيطاليا وسلاح الجو الأميركي، وذلك في مطار عوفدا بقلب صحراء النقب شمال مدينة إيلات، بالتزامن مع مناورات عسكرية أخرى بعسقلان تحاكي احتلال قطاع غزة.

وتركز المناورات على خوض معارك جوية وجها لوجه، والتصدي للمضادات الأرضية. وقال مراسل الجزيرة إلياس كرام إن المناورات الأولى تحمل عبر وسائل قتالية رسالة واضحة إلى الدول الست الكبرى -التي توصلت لاتفاق نووي مع إيران- وهي الضغط على تلك الدول لتحسين شروط الاتفاق وإبقاء خيار الحرب حاضرا بقوة على الطاولة.

وأضاف المراسل أن هذه المناورات -التي تركز على الخبرات القتالية الجوية بين المقاتلات ومحاكاة العمليات القتالية- تحمل أهمية تعزيز هذا التحالف الإستراتيجي، ولا سيما بعد انقطاع العلاقات العسكرية مع تركيا -التي كانت تشارك في هذه المناورات بشكل دوري- على خلفية الهجوم الإسرائيلي على سفينتها "مرمرة" التي كانت متجهة إلى غزة في مايو/أيار 2010.

يُشار إلى أن إسرائيل رفضت الاتفاق النووي المبدئي ووصفه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بأنه "خطأ تاريخي"، وذلك لأن تل أبيب تريد من إيران وقفا كاملا لعمليات تخصيب اليورانيوم، مؤكدا أن إسرائيل في حلّ من هذا الاتفاق وأنها "تحتفظ لنفسها بحق الدفاع عن أمنها الإستراتيجي دون الرجوع إلى أحد".

وكانت إسرائيل نفّذت قبل أسابيع مناورات عسكرية جوية للتدريب على بلوغ أهداف بعيدة المدى والتزود بالوقود في الجو، وهي عناصر مهمة في توجيه ضربات جوية للمنشآت النووية الإيرانية إذا ما اتخذ قرار بذلك.

وكان قائد البحرية الإسرائيلية الأدميرال رام روتبرغ بحث الأحد مع نظيره الأميركي الأدميرال جوناثان غرينيرت -الذي يزور إسرائيل- مسائل إستراتيجية تتعلق بالتعاون بين الجيشين الإسرائيلي والأميركي.

طائرتان إسرائيليتان من طراز  أف 16 (يسار) وأف 15 أثناء المناورات (الفرنسية)
طائرتان إسرائيليتان من طراز  أف 16 (يسار) وأف 15 أثناء المناورات (الفرنسية)

مناورات بعسقلان
ويأتي ذلك بالتزامن مع مناورات عسكرية بدأها الجيش الإسرائيلي لتحقيق أهداف على جبهة أخرى، ولا سيما أنها تحاكي احتلال قطاع غزة.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إجراء هذه المناورة بشكل واسع، لكن لا ينتشر فيها جنود بل يشارك فيها ضباط يتجولون في عسقلان بسيارات عسكرية ويحتلون شوارع المدينة.

ويشارك في هذه المناورات -التي تستمر حتى الأربعاء- سلاح البحرية للتدريب على التنسيق مع القوات البرية. وقال الجيش إنه تم اختيار مدينة عسقلان لإجراء المناورة فيها بسبب الشبه بينها وبين مدينة غزة.

وهذه ليست المرة الأولى التي يتدرب فيها الجيش الإسرائيلي على احتلال غزة، لكن هذه المناورة هي الأكبر من نوعها، وكانت قوات من أسلحة المشاة والمدرعات والهندسة قد تدربت في الماضي على احتلال غزة في القرية الفلسطينية الكبيرة التي أقيمت في قاعدة تسيئيليم للتدريبات البرية.

المصدر : الجزيرة