أشتون تدعو لمنع صراعات المياه

NIC032 - Nicosia, -, CYPRUS : A handout picture released by the EU Presidency shows Cypriot Minister of Foreign Affairs Erato Kozakou Marcoullis (R) and High Representative of the European Union for Foreign Affairs and Security Policy Catherine Ashton briefing the press during the Gymnich EU foreign ministers gathering, on September 8, 2012 in Nicosia.
undefined

 

 

دعت الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون الحكومات الأوروبية إلى ممارسة نفوذها ومهاراتها الهندسية بشكل أكثر كفاءة لمنع الصراعات بشأن إمدادات المياه، التي قالت إنها يمكن أن تهدد الأمن العالمي.

وقالت كاثرين أشتون -التي تستضيف اجتماعا لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في قبرص ناقش أمن المياه- إن حوض نهر النيل يمثل قلقا بشكل خاص، لكنها أضافت أنه إذا تمت إدارته بشكل جيد فإنه -أي النيل- يملك إمكانية تحفيز التكامل الإقليمي والمساعدة في تحقيق الازدهار والاستقرار لمنطقة واسعة.

وترى المسؤولة الأوروبية في تصريح لوكالة رويترز أن نهر النيل إذا أدير بشكل سيئ فإن كل دول النيل يمكن أن تشعر بالعواقب السلبية في اقتصاداتها وتنميتها الاجتماعية.

وعلى امتداد نهر النيل يؤدي تزايد الطلب على المياه -نتيجة النمو السكاني والاستثمارات الخارجية والتغير المناخي- إلى وضع مصر في مواجهة مع دول المنبع مثل إثيوبيا ورواندا والتي تشعر بإحباط بسبب ما تعتبره نصيب القاهرة غير المتناسب من مياه النيل.

وتحصل مصر على نحو 55 مليار متر مكعب من مياه النيل سنويا وفقا لاتفاق وقع عام 1959 مع السودان، يستند إلى تعهد بريطانيا عام 1929 بعدم تنفيذ مشاريع في مستعمراتها بشرق أفريقيا إذا كانت ستتداخل مع إمدادات المياه لمصر.

ولدى الاتحاد الأوروبي مصلحة إستراتيجية في ضمان الاستقرار في المناطق التي بها بعض من أكبر مشكلات المياه في العالم، ومن بينها شمال أفريقيا بعد ثورات الربيع العرب، وآسيا الوسطى التي تملك احتياطات مهمة من الطاقة.

ويقول خبراء إن بإمكان الاتحاد أن يساعد الدول التي تفتقر إلى المياه في شمال أفريقيا على تحسين إدارتها لاستخدام الماء مما يساعد في معالجة الانتقادات بأن أوروبا لم ترد بشكل فعال على التحديات الناجمة عن الربيع العربي.

سوء التخطيط
وفي آسيا الوسطى -وهي واحدة من أكثر مناطق العالم جفافا- أدى سوء التخطيط الذي يعود للعهد السوفياتي إلى ترك دول تعتمد اعتمادا كبيرا على محاصيل تحتاج مياها كثيرة، مثل القطن والحبوب مما أدى إلى توترات بشأن استخدام المياه وبناء السدود.

وقال رئيس أوزبكستان إسلام كريموف الجمعة إن أي خلاف بشأن موارد المياه يخاطر بإثارة صراع عسكري في المنطقة السوفياتية السابقة.

وفي نفس السياق، كشفت كاثرين أشتون أن الاتحاد الأوروبي سيعرض خبرته من أجل المساعدة في تهدئة التوترات في آسيا الوسطى، مشيرة إلى أن طلب هذه المنطقة المتزايد على مورد محدود ومشترك يحمل مخاطر، ولكن -تضيف أشتون- يحمل أيضا فرصا للتعاون في المنطقة كلها وسنواصل جهودنا لمساعدتها في هذا الاتجاه.

وتشير توقعات الأمم المتحدة إلى أنه مع توقع زيادة عدد سكان العالم لأكثر من تسعة مليارات نسمة في 2050 (سبعة مليارات نسمة حاليا)، فيرجح أن يزيد الطلب على الغذاء بنسبة 70% خلال الأربعة عقود المقبلة مما يضع ضغوطا غير مسبوقة على موارد المياه.

ورجحت المسؤولة الأوروبية أن يؤثر نقص المياه وسوء نوعية المياه والجفاف والفيضانات على مناطق كثيرة خلال السنوات القليلة المقبلة، وهذا يمكن أن يؤدي إلى عدم الاستقرار وعدم الأمن اللذين يمكن أن يكون لهما تأثير مباشر على أوروبا.

المصدر : وكالات