صربيا توقف مفاوضاتها مع كوسوفو

US Army and German KFOR soldiers guard the border crossing between Serbia and northern Kosovo in Jarinje on September 27, 2011
جنود أميركيون وألمان من قوات "كيفور" في المنطقة الحدودية شمال كوسوفو (الفرنسية)

أوقفت صربيا المفاوضات التي تجريها مع كوسوفو تحت رعاية الاتحاد الأوروبي احتجاجا على عملية قامت بها قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) في كوسوفو ضد الصرب الذين كانوا يعيقون الحركة على الحدود المتنازع عليها.

 
فقد أعلن كبير مفاوضي الصرب بوركو ستيفانوفيتش أمس الثلاثاء وقف المفاوضات بقوله إن الأولوية في الوقت الراهن للوضع على المعابر الحدودية مع كوسوفو.
 
وأضاف متحدثا لوسائل الإعلام في بروكسل -حيث اجتمع مع وسيط الاتحاد الأوروبي روبرت كوبر وممثل الولايات المتحدة فيليب ريكر- أنه من "غير الواقعي الحديث عن الطاقة والاتصالات والمبادرات الإقليمية".
 
وكان ستيفانوفيتش يشير إلى تجدد الاشتباكات أمس عندما أطلقت قوات حفظ السلام التابعة لحلف الناتو في كوسوفو (كيفور) الرصاص المطاطي والغاز المدمع على الصرب شمال كوسوفو، مما أسفر عن إصابة 11 شخصا على الأقل إثر تصاعد التوتر الحدودي المتواصل منذ ستة أسابيع.
 
الموقف السياسي
وفي بلغراد، أدان قادة صربيا تدخل قوات "كيفور" واعتبروه هجوما على مدنيين عزل، وأعرب الرئيس الصربي بوريس تاديتش عن قلقه داعيا قوات الناتو إلى ضبط النفس، في حين وصفت رئيسة الوزراء إيفيكا داسيت تصرفات كيفور بأنها "مصدر خزي بالغ" للمجتمع الدولي.
 
من جانبها أعربت الممثلة العليا للشؤون الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون أمام نواب البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ بفرنسا، عن قلقها من تطور الأوضاع في كوسوفو.
 
وتلا ذلك تصريح رسمي للناطقة الرسمية باسم آشتون قالت فيه إن مسؤولي الاتحاد "يدينون بشدة تجدد أعمال العنف ويدعون كافة الأطراف إلى ضبط النفس والتصرف بوازع من المسؤولية".
 

سكان صرب يحاولون منع جنود كيفور من رفع حاجز وضعوه في المنطقة الحدودية (الفرنسية)
سكان صرب يحاولون منع جنود كيفور من رفع حاجز وضعوه في المنطقة الحدودية (الفرنسية)

الاشتباكات
واندلعت الاشتباكات أمس عندما تحركت قوات كيفور لإزالة المتاريس التي نصبها الصرب بعد أسابيع من وقفهم الحركة المرورية في معبر يارنجي الحدودي.
 
وكانت قوات كيفور قد أزالت عدة حواجز مقامة على الطرق في شمال كوسوفو ليلة الاثنين وصباح الثلاثاء، لكن الصرب أعادوا نصبها وتحدوا قوات حفظ السلام بأن رفضوا إبعاد سياراتهم عن الطريق ورشقوا القوات بالحجارة، مما أسفر عن إصابة ستة أشخاص بينهم أربعة من عناصر كيفور.
 
ويرفض صرب كوسوفو الاعتراف بسيطرة الشرطة الكوسوفية والبعثة الأوروبية في كوسوفو على هذه النقطة الحدودية وعلى نقطة برنياك، ويخشون أن يؤدي هذا الأمر إلى عزلهم عن صربيا.
 
سجل سابق
يذكر أن شرطيا كوسوفيا قتل برصاص قناص أواخر يوليو/تموز الماضي أثناء أول محاولة من جانب سلطات كوسوفو للسيطرة على النقاط الحدودية، وهو ما دفع بقوات كيفور للسيطرة على الحدود وإعلانها منطقة عسكرية محظورة.
 
وكانت كوسوفو -ذات الأغلبية الألبانية المسلمة- قد أعلنت استقلالها عن بلغراد عام 2008 واعترف بها قادة الغرب، لكنها ما زالت غير قادرة على إخضاع الصرب في المنطقة الشمالية.
 
ورغم العداء المتبادل بينهما، أجرى الجانبان الصربي والكوسوفي جولة من المفاوضات في مارس/آذار الماضي بوساطة الاتحاد الأوروبي بهدف حل قضايا مثل النقل والتجارة والتعليم.
المصدر : وكالات