مقتل زعيم عمليات القاعدة في باكستان

صور خاصة بالجزيرة لفقير محمد قائد المسلحين في مقاطعة باجور من تقرير أحمد زيدان للعناصر المسلحة الموالية لطالبان و القاعدة في سوات

عناصر مسلحة موالية لطالبان والقاعدة في سوات (الجزيرة-أرشيف)

أعلن مسؤول أميركي بارز مقتل زعيم عمليات تنظيم القاعدة في باكستان أبو حفص الشهري بمنطقة القبائل الباكستانية، في وقت سابق من هذا الأسبوع. 

وقال المسؤول -الذي فضل عدم الكشف عن هويته- "لقد تأكد أن قائد عمليات القاعدة في باكستان أبو حفص الشهري قتل في وقت سابق من هذا الأسبوع في وزيرستان بباكستان".

وقال إن "مقتل أبو حفص يزيد من إضعاف قدرة القاعدة على التعافي من آثار مقتل الرجل الثاني في التنظيم عطية عبد الرحمن الشهر الماضي، نظرا لخبراته في العمليات وعلاقاته داخل التنظيم".

وأضاف أن "مقتل أبو حفص يقضي على تهديد رئيسي داخل باكستان، حيث كان يتعاون بشكل وثيق مع حركة طالبان باكستان للقيام بهجمات منسقة".

ويأتي مقتل أبو حفص في منطقة القبائل الباكستانية بعد مقتل الرجل الثاني في تنظيم القاعدة عطية عبد الرحمن الشهر الماضي، ومع تصاعد الهجمات الجوية التي تنفذها طائرات أميركية بدون طيار عقب مقتل الزعيم السابق للقاعدة أسامة بن لادن في مايو/أيار الماضي.

وكان مسؤولون أمنيون في باكستان صرحوا في وقت سابق من هذا الشهر بأن طائرة أميركية بدون طيار قتلت أربعة مسلحين على الأقل في وزيرستان، إلا أنه لم يتضح ما إذا كان أبو حفص من بين هؤلاء القتلى.

توتر أميركي باكستاني
ويأتي هذا التطور وسط تجدد التوتر بين واشنطن وإسلام آباد على خلفية تصريحات لوزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا اتهم فيها باكستان بعدم فعل ما في وسعها لمنع شن هجمات على قوات بلاده عبر الحدود في أفغانستان، ملوحا بإجراءات أميركية لحماية تلك القوات.

وقال بانيتا إن مسلحين من شبكة حقاني كانوا وراء الهجوم بالصواريخ الذي وقع الثلاثاء على مجمع السفارة الأميركية في كابل ومقر قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وانفجار شاحنة مفخخة السبت الماضي أسفر عن إصابة 77 جنديا أميركيا، وهدد بأن بلاده ستفعل ما في وسعها للدفاع عن قواتها في أفغانستان، في مواجهة مسلحين يعيشون في باكستان ويشنون هجمات عبر الحدود.

وأبلغ وزير الدفاع الأميركي صحفيين كانوا برفقته على متن طائرة متجهة إلى سان فرانسيسكو أمس الأربعاء أن واشنطن ناشدت الباكستانيين مرارا ممارسة نفوذهم على هذه النوعية من الهجمات التي تتعرض لها القوات الأميركية في أفغانستان، لكن "لم نحقق تقدما يذكر في هذا المجال".

جانب من احتجاج باكستاني على مقتل بن لادن
جانب من احتجاج باكستاني على مقتل بن لادن

وأوضح أن "الرسالة التي يحتاجون معرفتها هي أننا سنفعل كل ما في وسعنا للدفاع عن قواتنا"، في إشارة ربما إلى شن الولايات المتحدة عمليات عسكرية داخل الأراضي الباكستانية، وهو ما درجت عليه واشنطن من خلال هجمات بطائرات بدون طيار.

ورفض مسؤولون باكستانيون التحذيرات الصادرة عن بانيتا، وقالوا إن من شأن هذه التصريحات أن تؤذي العلاقات الأميركية الباكستانية، حيث اعتبرت المتحدثة باسم الخارجية الباكستانية تهمينا جانجوا "أن هذه التصريحات لا تتماشى مع التعاون القائم بين البلدين".

ورأوا أن القوات التي تقودها الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية ملاحقة المسلحين في حال دخولهم أفغانستان، حيث نقلت رويترز عن مسؤول عسكري باكستاني كبير طلب عدم نشر اسمه قوله "نستخدم كل مواردنا لمكافحة الإرهاب فيما يتعلق بهذه المسائل، مثل قيام شبكة حقاني بشن هجمات من الأراضي الباكستانية…، هل قدموا أي دليل؟".

وفي السياق نفسه أشار مسؤول كبير في الحكومة الباكستانية يشارك في وضع السياسة الدفاعية إلى أن بلاده تفعل ما في وسعها لمنع المسلحين من عبور الحدود إلى أفغانستان، حيث تعتمد باكستان على مساعدات أميركية بمليارات الدولارات. وأضاف "لكن إذا ما فعل المسلحون شيئا داخل أفغانستان، فعلى القوات الأفغانية والغربية منعهم عند الحدود".

تطورات أخرى
وفي تطورات ميدانية أخرى، قتل 15 شخصا على الأقل وجرح آخرون بتفجير استهدف جنازة زعيم قبلي في مقاطعة دير السفلى في إقليم خيبر باختونخوا المحاذي للحدود الأفغانية شمال غرب باكستان.

ووقع الهجوم في منطقة تبعد 100 كلم شمال غرب وادي سوات الذي شهد مواجهات دامية بين الجيش الباكستاني ومسلحين مؤيدين لحركة طالبان باكستان سيطروا على المنطقة عام 2009.

ومثل معظم مناطق شمال غرب باكستان تشهد منطقة دير السفلى مواجهات بين قوات الأمن ومسلحين ينتمون إلى حركة طالبان باكستان، حيث يهاجم عناصر الحركة زعماء القبائل المحليين المؤيدين للحكومة.

وفي حادث منفصل، لقي جنديان باكستانيان مصرعهما جراء هجوم شنه مسلحون مجهولون على قافلتهم في مقاطعة خيبر القبلية غرب مدينة بيشاور. وقد اشتبك جنود القافلة مع المهاجمين، لكن لم تتضح خسائر الطرف الآخر.

المصدر : وكالات