الأحزاب العربية في إسرائيل.. تشتت وتأثير محدود بالكنيست

استقر تمثيل فلسطينيي 48 في انتخابات الكنيست على ثلاثة قوائم هي القائمة العربية الموحدة -الحركة العربية للتغيير، ولها أربعة ممثلين في الكنيست الـ17 منهم أحمد الطّيبي وإبراهيم صرصور، والتجمع الوطني الديمقراطي (بلد) بزعامة عزمي بشارة (ثلاثة مقاعد)، والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة (حداش) بزعامة محمّد بركة ولها ثلاثة مقاعد.


القائمة العربية الموحدة
وظهرت القائمة العربية الموحدة عام 1988 بقيادة عبد الوهاب دراوشة بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية عام 1987، وشكلت فيما بعد ائتلافا مع الحركة الإسلامية (الجناح الجنوبي) لخوض انتخابات الكنيست.

وبدأ تأثير الحركة الإسلامية يتزايد في السبعينيات على يد الشيخ عبد الله نمر درويش الذي اعتقلته السلطات الإسرائيلية بعد اتهامه بتأسيس خلية عسكرية "أسرة الجهاد". وأفرج عنه عام 1984 بعد أن قضى ثلاث سنوات في السجن.

بعد ذلك أخذت الحركة مسارًا اتسم بالحذر، وممارسة الأبعاد الدعوية والاجتماعية، وتمكنت من توسيع قاعدتها الجماهيرية والفوز بعدد من الانتخابات المحلية الأمر الذي شجعها على المشاركة في انتخابات الكنيست عام 1996 مما أدى إلى انقسام الحركة إلى شقين.

الأول: يمثله الشيخ عبد الله نمر والشيخ إبراهيم صرصور، ويطلق عليه "الحركة الإسلامية الجناح الجنوبي" بسبب تركز أنصار هذا التيار في الجنوب، وشارك في انتخابات الكنيست ولا يزال. أما الشق الثاني فرفض هذا المنهج وتمكن زعيمه الشيخ رائد صلاح من تحقيق المزيد من الجماهيرية للحركة بتركيزه على حماية المسجد الأقصى من مخططات التهويد.


التجمع الديمقراطي
أما التجمع الوطني الديمقراطي (بلد) فقد بدأ العمل في أواسط السبعينيات في صفوف الطلاب الفلسطينيين في الجامعات الإسرائيلية وحمل الهوية القومية وحاول تكييفها مع وضع الفلسطينيين الحاملين للجنسية الإسرائيلية الذين يعتبرون مواطنين إسرائيليين وذلك من خلال الجمع بين الفكرة القومية والديمقراطية.

وطالب الحزب بحل عادل للقضية الفلسطينية، وبأن تكون إسرائيل دولة ديمقراطية علمانية لا دولة يهودية.

ولاحقت السلطات الإسرائيلية الشيخ رائد صلاح فأغلقت مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية التي يتزعمها في مدينة أم الفحم، وأعدت لائحة اتهام ضده تضمنت تهما بـ"التحريض على العنف والعنصرية". كما غادر النائب عزمي بشارة إسرائيل مطلع أبريل/نيسان 2007 بعد تسريبات إعلامية إسرائيلية مفادها أن تحقيقات الشرطة قد تقود إلى توجيه اتهامات له بالخيانة والفساد وذلك بسبب زيارات قام بها لسوريا التي اعتبرت دولة معادية لإسرائيل.


حداش
أما حزب الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة (حداش) فهو امتداد للحزب الشيوعي الذي أسس في فلسطين عام 1922 من يهود وعرب، ولكنه ظل مع ذلك يعتمد على قاعدة انتخابية معظمها من الفلسطينيين.


فاعلية الأحزاب العربية
ورغم أن الفلسطينيين الذين يطلق عليهم عرب إسرائيل يمثلون نحو 20% من سكان إسرائيل فإن نسبة تمثيلهم في الكنيست بقيت في حدود 10% فقط، وذلك بسبب تشتت الأحزاب الممثلة لهم وتصويت عدد منهم لصالح الأحزاب الإسرائيلية وعدم اقتناع جزء آخر بجدوى المشاركة في الانتخابات في تحصيل المساواة بينهم وبين اليهود.

وتؤكد المؤشرات أن الأحزاب العربية بمجموعها لم تستطع تحقيق مطلب المساواة بين العرب واليهود، ولا حتى تحقيق نفس الميزانيات للبلديات أو القدرة على تغيير طابع الدولة اليهودي.

المصدر : الجزيرة