آمال المهاجرين الأفارقة ينعشها معسكر أغاديس

معسكر المنظمة الدولية للهجرة لاستقبال اللاجئين العائدين في أغاديس-النيجر
لاجئون مع مرشدة داخل معسكر المنظمة الدولية للهجرة في أغاديس (دويتشه فيلله)

في مركز الإيواء التابع للمنظمة الدولية للهجرة في أغاديس بغرب النيجر يفتح حسين دجيبو باب قسم المرضى، حيث تعتني إحدى الممرضات بجروح رجل مصاب في ذراعه.

يسهر حسين على إدارة هذا المعسكر الذي يستقبل يوميا مهاجرين يعانون من جروح تعرضوا لها خلال رحلتهم في الصحراء، وغالبا ما يتعلق الأمر بمهاجرين عائدين من ليبيا إلى أغاديس.

يقول حسين "الأوضاع جد سيئة في ليبيا، حيث ينقلون إلى معسكرات اعتقال حكومية أو خاصة، وفي حال نجاحهم في المغادرة فإن الأمر ينتهي بهم هنا، بعضهم مصابون بطلقات نارية، والكثيرون يعانون من صدمات نفسية".

سوء المعاملة
يعرب الوافدون إلى هذا المعسكر عن رغبتهم في العودة إلى ديارهم بأسرع ما يمكن بعد تعثر رحلتهم في ليبيا، حيث يتعرضون لسوء المعاملة فيها أو في الجزائر ويفقدون فرص عملهم، وهو ما يدفع بهم إلى حافة الإفلاس.

لهذا السبب مثلا أتى الليبيري موسى مو، وقد تتطابق قصة هجرته مع قصص كثير من اللاجئين، فهو لم يجد عملا في بلده وتمكن من جمع مبلغ من المال ثم رحل إلى ليبيا بحثا عن عمل.

وقال مو إنه وصل إلى الجزائر حيث مارس هناك بعض الأعمال وحصل على بعض المال، وحوله إلى عائلته لكن أرباب العمل رفضوا مرات كثيرة دفع أجره، وفي أحد الأيام جاءت الشرطة واعتقلته ثم اقتادته إلى الحدود مع النيجر لتنتهي رحلته هناك.

باكاري ماني انطلق قبل ثمانية أشهر من غامبيا، حيث جمعت له عائلته مبلغا لتمويل رحلته، وعندما نفد المبلغ خلال الرحلة باعت العائلة الأرض التي كانت تملكها كي تمول مواصلة رحلته أملا في أن يحصل باكاري يوما ما على شغل. نجح باكاري في الوصول إلى ليبيا لكنه كان ضحية أجواء العنف والاستغلال، وهو الآن يستعد للعودة إلى وطنه بمساعدة منظمة الهجرة الدولية

بعدها سمع موسى بوجود مركز المنظمة الدولية للهجرة في أغاديس فتقدم بطلب للمساعدة، وهو يعبر الآن عن تطلعاته للمستقبل بالقول "أعتقد أنهم سيساعدونني لبدء حياة جديدة، وسيقدمون لي الدعم لمساندة عائلتي وإرسال أبنائي إلى مدارس جيدة والتحكم في مصيري من جديد".

في نيامي عاصمة النيجر يوضح مدير منظمة الهجرة الدولية جوزبي لوبريت ما أنجزته المنظمة على صعيد إعانة اللاجئين العائدين قائلا "عام 2016 قمنا بمساعدة أكثر من خمسة آلاف شخص على العودة طواعية إلى أوطانهم، وهذا العدد فاق عدد المسجلين عام 2015 بثلاثة أضعاف".

في مركز منظمة الهجرة الدولية في نيامي يوجد عدد من المهاجرين الراغبين في العودة إلى ديارهم، باكاري ماني انطلق قبل ثمانية أشهر من غامبيا، حيث جمعت له عائلته مبلغا لتمويل رحلته، وعندما نفد المبلغ خلال الرحلة باعت العائلة الأرض التي كانت تملكها كي تمول مواصلة رحلته، أملا في أن يحصل باكاري يوما ما على شغل.

نجح باكاري في الوصول إلى ليبيا لكنه كان ضحية أجواء العنف والاستغلال، وهو الآن يستعد للعودة إلى وطنه بمساعدة منظمة الهجرة الدولية.

يقول باكاري "أفكر دوما في معاناة العائلة في البيت، إنه السبب الذي دفعني إلى المغادرة، كنت أود إسعاد عائلتي لكني لم أنجح في ذلك، إن ذلك يؤلمني، لو حصلت على الأقل -هنا في النيجر- على عمل لمساعدة عائلتي، الآن يجب علي العودة إلى عائلتي، وهذا يقلقني كثيرا".

رهاب الفشل
إنه الخوف من العودة فاشلا خالي الوفاض، بسبب عدم تمكنه من توظيف المال الذي حصل عليه من العائلة، وهل ستتمكن منظمة الهجرة الدولية من مساعدته في غامبيا، هذا ما لا يعرفه باكاري الذي يضيف "لم يخبروني بعد ما إذا كان بإمكانهم فعل شيء من أجلي".

جلست المتحدثة الصحفية باسم منظمة الهجرة الدولية مونيكا شيرياك في نيامي إلى جانب باكاري، وهي تدرك الآفاق الكبيرة التي يعلقها العائدون على المنظمة رغم إمكانياتها المحدودة لإعادة إدماجهم، فهي لا يمكن لها مساعدة كل الناس.

وفي هذا الصدد، تقول شيرياك "عادة النساء والأطفال هم الذين يحتاجون إلى المساعدة، وهم أشخاص لديهم صعوبات في ضمان قوتهم اليومي".

رغم جهود المنظمة يبقى السؤال عن عدد اللاجئين العائدين الذين سينجحون في تحقيق انطلاقة جديدة في حياتهم، علما أنه في عام 2016 وحده رحل أكثر من 420 ألف مهاجر عبر شمال النيجر باتجاه الجزائر أو ليبيا.

المصدر : دويتشه فيله