الكآبة ترافق ترحيل المهاجرين من اليونان

Migrants are escorted by Turkish police officers as they arrive in the Turkish coastal town of Dikili, Turkey, April 4, 2016. REUTERS/Murad Sezer
مهاجرات من دول أسيوية في مرفأ ديكيلي التركي بعد ترحيلهم من جزيرة خيوس اليونانية(رويترز)
كان الفجر يكاد يبزغ في جزيرتي ليسبوس وخيوس عندما رُحِّل 202 من المهاجرين على متن ثلاث سفن تركية إلى تركيا في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا لقطع الطريق أمام المهاجرين عبر بحر إيجه، وقد تم ذلك بسلاسة.

وكان الأشخاص المرحَّلون -ومعظمهم شبّان- قد دخلوا إلى اليونان بطريقة غير قانونية بعد 20 مارس/آذار برحلة محفوفة بالمخاطر عبر بحر إيجه في قوارب مطاطية، وهو عبور أسفر عن مقتل 366 شخصا منذ الأول من يناير/كانون الثاني الماضي.

وقد دخل 850 ألفا عبر جزر بحر إيجه من أصل أكثر من مليون شخص دخلوا إلى أوروبا عام 2015 هربا من الفقر والحروب، كما دخل عبرها 150 ألفا هذا العام.

ومن دون أن يظهروا علامات رفض أو غضب، غادر المهاجرون مراكز الإيواء التي وضعوا فيها منذ 20 مارس/آذار في موريا (ليسبوس) وفيال (خيوس) في حافلات يحرسها عناصر من الشرطة اليونانية ومن الوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود (فرونتكس).

وفي صورة تم تداولها على موقع تويتر يبدو أنها التقطت على متن أحد القوارب، يسود المرحّلين جو كئيب. إذ بدا كل اثنين من المهاجرين يرافقهما عنصران من عناصر "فرونتكس" وقد وضع أغلبهم أقنعة على وجوههم.

وأشارت السلطات اليونانية إلى أن المجموعة التي تم ترحيلها تضم سورييْن باكستانيين وأفغانا وبنغلاشيين، وأن هؤلاء لم يتقدموا بطلبات لجوء، وكان سيتم ترحيلهم في كل الأحوال بوجود اتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا أو في غيابه.

مهاجر ينزل في ميناء ديكيلي
مهاجر ينزل في ميناء ديكيلي

منظم جدا
وقالت المتحدثة باسم "فرونتكس" أيوا مونكور في مرفأ ميتيلين إن "العملية جرت بهدوء جدا، وتم ترتيب كل شيء على نحو منظم جدا".

وتجمع نحو خمسين متظاهرا أبقتهم القوى الأمنية على مسافة بعيدة نسبيا من المرفأ، تضامنا مع المرحلين، وذكروا بمواقف المنظمات غير الحكومية والجمعيات الإنسانية التي ترى في الاتفاق إنكارا أوروبيا للحق في اللجوء.
وقالت هنريكي، وهي متظاهرة ألمانية، "أنا آسفة لما حصل لهم، ليست لدي أدنى فكرة عما سيحدث لهم، إنه أمر محبط ومحزن".

وعلى بعد عشرات الأمتار كتب على لافتة عُلّقت على واجهة فندق "تركيا ليست بلدا آمنا".
وأعلن الاتحاد الأوروبي أنه حصل على تأكيدات من أنقرة بأنها ستوفر الحماية للاجئين المرحلين.
وتجمع في خيوس عدد آخر من المتظاهرين، وهتفوا بشعارات "أوقفوا الترحيل"، "استيقظي يا أوروبا". واعتمر طفل جالس في حضن والدته المهاجرة قبعة كتب عليها "لا لتركيا".

وقال مهاجر أفغاني يدعى توفيق عبر الهاتف، إن السلطات لم تواجه صعوبة في نقل المهاجرين من مخيم موريا في ليسبوس على بعد عشرة كيلومترات من الميناء، إلى حافلات مستأجرة.

وأضاف أن سكان المخيم في ليسبوس، وعددهم أكثر من ألفي شخص، مشمولون جميعهم بالاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة بسبب وصولهم إلى اليونان بعد 20 مارس/آذار، وبالتالي فإن الأولوية بالنسبة إليهم الآن هي تقديم طلبات لجوء.

محامون
وتابع قائلا "أتى محامون وتحدثوا معنا من خلف السياج، وقالوا لنا إن ذلك هو أفضل ما يمكن أن نقوم به".
وانتهى توفيق من تقديم طلبه متراجعا بذلك عن قراره الأولي بالمغادرة إلى تركيا، لكنه قال إنه "طلب مساعدة وكلاء المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة".

ويبقى على اليونان أن تدرس هذه الطلبات، علما بأن الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا ينص على إعادة اللاجئين، بمن فيهم السوريون، الذين ترفض طلباتهم في اليونان.

وفي محاولة لاحترام مهلة أقصاها 15 يوما لدرس الطلبات، تعتمد السلطات اليونانية على مساعدة إضافية من مئات الموظفين الأوروبيين.

المصدر : الفرنسية