وضع مزر للاجئين في ليسبوس اليونانية

An Iraqi Yazidi refugee woman boils water to wash clothes at the municipality-run camp for refugees and migrants of Kara Tepe on the island of Lesbos, Greece October 6, 2016. REUTERS/Alkis Konstantinidis/File photo
سيدة عراقية تغسل ملابس أطفالها بمخيم للاجئين في ليسبوس (رويترز)
قد يكون تدفق اللاجئين إلى أوروبا قد خف زخمه إلا أن آلافا من الذين وصلوا ما زالوا يعيشون في وضع مزر على الجزر اليونانية داخل مخيمات كئيبة هي أقرب إلى السجون، فبعد مضي سبعة أشهر على توقيع الاتفاق الأوروبي-التركي لإغلاق الطريق الذي سلكه مليون شخص العام الماضي بات من النادر وصول القوارب إلى جزيرة ليسبوس اليونانية التي كانت نقطة توجه رئيسية للموجة البشرية تلك.

شواطئ الجزر باتت خالية تقريبا من سترات النجاة، وبقايا الزوارق المطاطية فارغة من الهواء، إلا أن السبل عمليا قد تقطعت بنحو ستة آلاف مهاجر يقيمون حاليا داخل مخيمين في الجزيرة، وهو ما يمثل ضعف قدرتهما الاستيعابية.

ويسمح لقليل من هؤلاء المهاجرين بالسفر إلى البر اليوناني في وقت لا يخفي فيه السكان المحليون استياءهم من وجودهم.

وكثيرا ما يشهد المخيمان توترات وأعمال عنف، ففي سبتمبر/أيلول الماضي شب حريق داخل جزء من مخيم موريا -وهو قاعدة عسكرية مهجورة- بعد بدء احتجاج بين سكانه، مما أرغم الآلاف منهم على الفرار.

اغتصاب
وتحقق الشرطة حاليا في مزاعم تفيد بقيام أربعة شبان باكستانيين باغتصاب مراهقة باكستانية وسط تصريح نساء المخيم بخشيتهن دوما من التحرش الجنسي.

 طابور المنتظرين لحصتهم من الطعام في مخيم موريا (رويترز)
 طابور المنتظرين لحصتهم من الطعام في مخيم موريا (رويترز)

ويقول الصومالي كمال حسن حسين (ثلاثون عاما) في وصف مخيم موريا "يقولون إنه مخيم ولكنه في الحقيقة سجن". ويضيف "كل يوم نفكر في كيف سنجد طعاما وماء، وكيف نذهب إلى دورة المياه"، مؤكدا أن الحصول على بعض المعجنات يستلزم وقوفا في الطابور قد يستمر لساعتين.

وكرر حسين قوله عن مخيم موريا "هنا أنا في سجن، فالاتصال بالعائلة أمر صعب مثل صعوبة تناول الطعام والنوم".

ويضم المخيم المذكور حاليا نحو خمسة آلاف مهاجر علما أنه صمم بالأساس لتحديد طالبي حق اللجوء الحقيقيين سريعا، ومعرفة من هم المؤهلون منهم لبرنامج إعادة التوطين التابع للاتحاد الأوروبي.

خيام ممتلئة
ولا يسمح للصحفيين بدخول مخيم موريا الذي تديره الحكومة اليونانية. ويقول المتحدث باسم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة رولاند شونباور إن الناس ينامون في خيام مؤقتة أقامتها منظمات الإغاثة، وهي ممتلئة عن آخرها.

وكانت الأمطار الغزيرة التي هطلت مطلع الأسبوع قد حولت الممرات الترابية بين الخيام إلى أوحال.

وتقول منظمة العفو الدولية إن الطعام داخل مخيم موريا كثيرا ما يكون نادر الوجود بما في ذلك حليب الأطفال، هذا إلى جانب أن أماكن الاستحمام ودورات المياه "غير صحية".

ويقول مهاجرون إن اشتباكات تندلع في طوابير الحصول على طعام ولا تفعل الشرطة شيئا يذكر لحماية الضعفاء.

ويقيم في الجزر اليونانية نحو 15 ألف لاجئ بمخيمات أقيمت لاستيعاب 7900.
 
وتحرم بنود اتفاق الاتحاد الأوروبي مع تركيا طالبي اللجوء من السفر خارج اليونان، إضافة إلى منعهم من الخروج عادة من الجزر إلى أن يتم التعامل مع مطالباتهم.
 
وقال شونباور "ببساطة لا يمكن استقبال أناس جدد في نفس المساحة، إنه وضع خاسر، خاسر.. خاسر إذا لم يجر خفض عدد طالبي اللجوء في الجزر".
 
يشار إلى أن نحو خمسين ألف لاجئ آخر -أغلبهم من السوريين والعراقيين والأفغان- يقيمون في مخيمات بأنحاء اليونان ويعيش بعضهم في مخازن مهجورة.

مدخل مخيم كاره تبه في ليسبوس(رويترز)
مدخل مخيم كاره تبه في ليسبوس(رويترز)

وتنطبق على كثير من هؤلاء معايير برنامج الأمم المتحدة الذي يهدف إلى إعادة توطين 160 ألف مهاجر من اليونان وإيطاليا في دول أوروبية أخرى على مدار عامين ولكن عددا صغيرا من هذا الرقم نقل حتى الآن.

شكوى السكان
ويشعر سكان الجزيرة بأن الأزمة وجهت ضربة قاضية لاقتصادها علما أنها كانت يوما وجهة سياحية شهيرة للبريطانيين.
 
وقال نيكوس باهاراكيس -وهو متقاعد يقيم في قرية موريا قرب المخيم- "ضربت السياحة بشكل كبير".

وأضاف أن شقيقه -الذي يقيم في ألمانيا- فضل قضاء العطلة في كورفو العام الماضي بدلا من ليسبوس.
 
أما فوتيس بابافستراتيو فقال "يجب خفض عدد المهاجرين على الفور حتى تتنفس هذه الجزيرة ثانية".

المصدر : رويترز