وصفته بالبطل.. صحفية إسرائيلية تمجّد زكريا الزبيدي وفيسبوك يحظرها

ضباط شرطة إسرائيليون يطوّقون زكريا الزبيدي أثناء عرضه على محكمة الصلح في مدينة الناصرة (الأناضول)

قالت الصحفية والناشطة السياسية الإسرائيلية أورلي نوي إن موقع فيسبوك (Facebook) حظرها بسبب تدوينة نشرتها في حسابها بالموقع تصف الفلسطيني زكريا الزبيدي -أحد السجناء الفلسطينيين الستة الذين فروا من سجن جلبوع- بالبطل.

وكتبت نوي في مقال لها بموقع "ميدل إيست آي" (Middle East Eye) البريطاني، "في غضون ساعة من نشري تدوينة عن شخصية زكريا الزبيدي، أحد السجناء الفلسطينيين الستة الذين فروا مؤخرًا من سجن جلبوع وأحد الأربعة الذين تم القبض عليهم لاحقًا، حظرني فيسبوك مدة 3 أيام بحجة انتهاك إرشادات مجتمعه".

وأبرزت نوي أن دعمها العلني للسجين الفلسطيني الهارب أثار موجة غضب بين الإسرائيليين، موضحة أنها لم تفاجأ بذلك حيث ما فتئت تصر على اعتبار الزبيدي ورفاقه مناضلين من أجل الحرية لا إرهابيين، كما تصر على تقديم السياق الذي انبنى عليه مسار الزبيدي البطولي المأساوي في الحياة.

وقالت إنها وصفت الزبيدي بالبطل في المنشور الذي حذفه فيسبوك، ليس فقط لأنه يحارب من أجل حرية شعبه، ولكن أيضًا لأنها ترى أن كل فلسطيني ينجو من الاحتلال ويصر على الاستمرار في الحياة هو بطل حتى وإن لم يرم حجرًا واحدًا ضد الاحتلال الإسرائيلي.

وأشارت الصحفية الإسرائيلية إلى أن زكريا الزبيدي كان ضمن أطفال ظهروا في فيلم تحت عنوان "أطفال أرنا" (Arna’s Children) أخرجه الإعلامي جوليانو مير خميس عام 2003 يتحدث عن أعمال والدته "أرنا مير خميس"، ومشروع مسرح الحرية الذي كانت تشرف عليه في التسعينيات لصالح أطفال مخيم جنين للاجئين.

وقالت إن الأطفال اليافعين الذين شاركوا في المشروع في التسعينيات، وظهروا في الفيلم صغارا باسمي الثغور تحولوا تدريجيا إلى مقاتلين لا يلين لهم عزم، وقد قُتل العديد منهم لاحقا، وأصبح أحدهم وهو زكريا الزبيدي أبرز المطلوبين لدى قوات الأمن الإسرائيلية وينظر إليه الرأي العام الإسرائيلي على أنه إرهابي.

زكريا الزبيدي - القيادي في فتح
زكريا الزبيدي قيادي بارز في كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح (الجزيرة)

وأوضحت أن الزبيدي الذي تبرعت عائلته في التسعينيات بجزء من منزلها لصالح مشروع مسرح الحرية، حمل السلاح أخيرا للمحاربة من أجل الحرية بعد أن قتل الجيش الإسرائيلي والدته وشقيقه.

وقالت نوي إنها كتبت أيضا في تدوينتها المحذوفة "نحن الشعب الإسرائيلي، نحن الذين يجب استدعاؤنا لتبرير التحول الذي مر به الزبيدي، الذي كان أحد الأطفال الباسمين في (ذلك) الفيلم".

ورأت الناشطة السياسية الإسرائيلية أن الجمهور الإسرائيلي يرفض بشدة الاعتراف بالسياق الذي يأتي في إطاره النضال الفلسطيني ويندهش عندما يذكر أي كاتب أو صاحب رأي ذلك.

وأضافت أن الدهشة التي قابل بها الإسرائيليون خبر هروب الأسرى الستة من سجن جلبوع الإسرائيلي تجسّد تلك العقلية، ويحكمها منطق يقول "لقد تغلبوا علينا بطريقة ما، ولكن كيف؟ نحن أذكياء وأقوياء للغاية، نحن لا نقهر!".

وقالت إنه من وجهة النظر الإسرائيلية، طالما كانت قواعد اللعبة مع الفلسطينيين تقضي بأن يكون الإسرائيلي هو الذي ينتصر ويسحق ويُهين ويَطرُد وينفي ويُلقي القبض على الفلسطيني ويسجنه ويضغط على الزناد ويقتله، أما دور الفلسطينيين فهو أن يُهزموا ويسحقوا ويُطردوا ويُسجنوا ويموتوا، واستنادا إلى ذلك المنطق يتساءل الرأي العام الإسرائيلي: ما الذي منحهم الحق في انتهاك هذه المعادلة اليهودية والديمقراطية؟

ورأت الكاتبة الإسرائيلية أن حبس أي من سكان الأراضي الفلسطينية المحتلة "خارج أرضهم" انتهاك للقانون الدولي، وأن سجن الزبيدي ورفاقه في سجن جلبوع غير قانوني ويدخل ضمن جرائم الحرب.

المصدر : ميدل إيست آي