بدعوى العداء لإسرائيل.. ألمانيا تقرر طرد كاتب فلسطيني

الكاتب الفلسطيني خالد بركات قبل قرار إيقافه بدقائق
الشرطة أخبرت خالد بركات أنه ممنوع من المشاركة أو التحدث بأي نشاط أو اجتماعات عامة سياسية أو ثقافية (الجزيرة)

سليم سليم-برلين

رفضت السلطات الألمانية تجديد إقامة الكاتب الفلسطيني خالد بركات، وأمهلته حتى 31 يوليو/تموز المقبل لمغادرة البلاد، وذلك بعد إيقافه ومنعه من الحديث في ندوة كان مقررا أن يشارك بها ببرلين.

وكان الكاتب بركات سيحاضر السبت الماضي في ندوة بالعاصمة الألمانية تحت عنوان "أزمة المشروع التحرري الفلسطيني وآفاقه العربية"، حيث كان مقررا التطرق فيها لخطة السلام الأميركية المعروفة إعلاميا "صفقة القرن"، وذلك بتنظيم الملتقى العربي للفكر والحوار، ومنتدى بغداد الثقافي، والجمعية الأدبية السودانية.

وتروي الناشطة الأميركية شارلوت كيتس زوجة الكاتب الفلسطيني خالد بركات أن الشرطة أوقفتهم وهم في الطريق إلى الندوة واصطحبتهم إلى مركز الشرطة "وهناك تم إخبارنا بأن خالد لا يستطيع المشاركة أو التحدث في أي نشاط أو اجتماعات عامة سياسية أو ثقافية بشكل مباشر أو غير مباشر"، وأن عليه المغادرة قبل نهاية يوليو/تموز المقبل.

وحول أسباب المنع من التحدث في الندوة أوضحت كيتس أن السلطات الألمانية ادعت أن الندوة تأتي ضمن نشاطات "معادية لإسرائيل، ويجب حماية أمن الجمهور الألماني"!

وانتقدت عدم سماح ألمانيا بـ"الانتقاد الجاد" لإسرائيل، وقالت إن القرار الألماني يأتي في سياق محاولات تجريم حركة المقاطعة BDS والنشاط الفلسطيني في ألمانيا.

وقالت كيتس إن الاتهامات قائمة على ما يعلنه زوجها من أفكار ومواقف، حيث قاموا بأخذ تصريحات من مقابلات أجراها يؤيد فيها حركة المقاطعة وحق العودة وحق الشعب الفلسطيني في المقاومة ضد الاحتلال، مستغربة من اعتبار ذلك معاداة للسامية.

ولفتت الناشطة الأميركية إلى أنه كانت هناك حملة متواصلة منذ شهور في الصحافة الإسرائيلية ضد حركة المقاطعة، وشبكة "صامدون" للدفاع عن الأسرى، وهي حملة تقودها وزارة الشؤون الإستراتيجبة الإسرائيلية والوزير اليميني جلعاد أردان.

وأوضحت أن هدف تلك الحملة الإسرائيلية هو تشويه النشاطات، ومن ضمنها تلك التي يقوم بها زوجها وقد ورد ذكر اسمه في هذه التقارير التي تصدر عن أجهزة أمنية إسرائيلية.

وحول مصير الندوة التي كانت مقررة 21 يونيو/حزيران والتي كان مقررا للكاتب بركات الحديث فيها، أشارت كيتس إلى أنها أجلت ليوم واحد بسبب ضغوط على أصحاب القاعة، قبل أن يتم إلغاؤها من قبل الشرطة.

وترى زوجة الكاتب بركات أن "ما جرى صادم، ويمس الديمقراطية وحرية الرأي المكفولة في الدستور بألمانيا، وهو مصادرة وإهدار لحقوق الفلسطينيين والعرب في التعبير عن مواقفهم"، وتقول إن حقوق الفلسطينيين تتعرض للخطر من خلال هجمة ممنهجة تستهدفهم من الحكومة الإسرائيلية بتواطؤ ألماني.

من جانبه، قال الناشط الفلسطيني المقيم في برلين غازي حمد إن ما جرى للكاتب الصحفي خالد بركات "يستهدف الكل هنا ولن يقتصر على شخص واحد أو مؤسسة فلسطينية وعربية واحدة، وهي إشارة ورسالة إلى كل الجمعيات الفلسطينية والعربية للوحدة أمام هذه الهجمة الصهيونية العنصرية الشرسة في ألمانيا".

الشرطة أثناء إيقافها الكاتب الفلسطيني وهو متوجه لمقر الندوة ببرلين (مواقع التواصل الاجتماعي)
الشرطة أثناء إيقافها الكاتب الفلسطيني وهو متوجه لمقر الندوة ببرلين (مواقع التواصل الاجتماعي)

لا.. للقاءات العائلية
وسلّمت السلطات الألمانية الكاتب بركات قرارا بمنعه من المشاركة بشكل مباشر أو غير مباشر في أي فعاليات سياسية أو ثقافية، كما منعته من المشاركة في أي لقاء عائلي أو اجتماعي يزيد الحضور فيه على عشرة أشخاص.

ويقيم خالد بركات منذ عام ونصف العام في برلين، وهو نقابي وكاتب عربي من فلسطين المحتلة، ينتمي فكريا إلى ما يسميه "التيار العربي التقدمي"، وهو يحاضر في العديد من الجامعات والمعاهد والمراكز البحثية، ونشر له العديد من الدراسات والأعمال الصحفية في صحيفتي الأخبار والسفير اللبنانيتين، ومجلة الهدف وغيرها. كما يكتب حاليا لمجلة الآداب الإلكترونية ومقرها بيروت، وشبكة قدس نت ومقرها فلسطين.

يذكر أن قرار السلطات الألمانية بحق بركات سبقته حادثة مماثلة حدثت مع الناشطة الفلسطينية رسمية عودة، كما يأتي بعد أسابيع قليلة من إصدار البرلمان (البوندستاغ) قرارا يدين حركة المقاطعة BDS.

المصدر : الجزيرة