ميديا بارت: غوانتانامو فضيحة صنعت لتبقى إلى الأبد

GUANTANAMO BAY, CUBA - SEPTEMBER 16: (EDITORS NOTE: Image has been reviewed by the U.S. Military prior to transmission.) A U.S. military guard tower stands on the perimeter of a detainee camp at the U.S. detention center for 'enemy combatants' on September 16, 2010 in Guantanamo Bay, Cuba. With attempts by the Obama administration to close the facility stalled, some than 170 detainees remain at the detention center, which was opened by the Bush administration after the attacks of 9/11. The facility is run by Joint Task Force Guantanamo, located on the U.S. Naval Station at Guantanamo Bay on the southeastern coast of Cuba. (Photo by John Moore/Getty Images)
البنتاغون طلب من قادة معسكر غوانتانامو التخطيط لاستمرار تشغيله حتى 2043 (غيتي)

ينخر الديمقراطية
وأشار الكاتب إلى أن غوانتانامو ليست مجرد فضيحة قضائية وإنسانية، بل داء ينخر الديمقراطية، ويظهر للعالم أن إدارة الرئيس السابق جورج دبليو بوش استطاعت في ظل الإفلات التام من العقاب بناء وحش لا يمكن لأحد أن يقتلعه اليوم.

وذكر أن الرئيس السابق باراك أوباما حاول ثماني سنوات تفكيك غوانتانامو دون أن ينجح في ذلك، وذكر في خطابه الأخير عن حالة الاتحاد أن "غوانتانامو باهظة الثمن، عديمة الفائدة، وتعمل كحافز تجنيد لتنظيم الدولة الإسلامية".

واستعاد الكاتب تاريخ هذا السجن الذي ضم 780 شخصا منذ عام 2002، مات منهم تسعة بالحجز، وسبعة انتحروا، وتم إطلاق 730 منهم، ونقلوا إلى بلدان مضيفة بعد أكثر من عشر سنوات من الحجز بالمتوسط، ولم يدن غير ثمانية فقط من قبل "اللجان العسكرية" وألغت المحاكم الفيدرالية أحكام ثلاثة منهم.

وقالت هيومن رايتس فيرست "المحاكم الفيدرالية العادية هذه الفترة حكمت على ما يقرب من خمسمئة إرهابي منذ 11 سبتمبر/أيلول" ولكن المواطنين الأميركيين حرموا من المحاكمة العلنية الكبرى لـ "11 سبتمبر/أيلول (2001)" وهي "المحاكمة الأكثر أهمية منذ نورمبرغ" والتي وعد بها وأعلن عنها كثيرا.

ولخص الكاتب أمر غوانتانامو في أنها ابتعدت عن جميع الأهداف التي حددت لها، مثل "الحكم على الإرهابيين ومعاقبتهم، وإظهار أن أميركا بعد كسب الحرب على الإرهاب ستجد تعويضا في المحاكم". وبالتالي كانت النتيجة كارثة تلوث بشكل دائم صورة القوة الأولى في العالم، حسب ما تقوله جمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان والحريات.

وقد دعا عدد من الجنرالات السابقين وكبار مسؤولي الجيش في غوانتانامو والقضاة العسكريين والمدعين العامين والمحامين إلى إنهاء كارثة غوانتانامو في أسرع وقت ممكن، حتى قال كولن باول (وزير خارجية السابق جورج دبليو بوش عام 2007 "لو كانت مسؤوليتي فسأغلق معتقل غوانتانامو، ليس غدا ولكن بعد ظهر هذا اليوم. وأود أن أنقل سجناءها إلى نظامنا الفيدرالي القانوني".

ورغم الفشل والعار -يقول الكاتب- ومحاولات إدارة أوباما الممنوعة من قبل الكونغرس، فإن فضيحة غوانتانامو مستمرة، حتى أن البنتاغون نهاية 2018 طلب من قادة المعسكر التخطيط لاستمرار تشغيله لمدة 25 عاما حتى 2043، عندما يكون أكبر سجين يبلغ 96 عاما إذا بقي على قيد الحياة، وعليه سيشيخ الأربعون نزيلا ويموتون ما لم يكن هناك تغيير سياسي.

المصدر : ميديابارت