غنى.. طفلة سورية أفقد الألم صوتها

طفلة سورية مصابة تناشد العالم إخراجها من مضايا

محمد الجزائري-ريف دمشق

صوتها كان أشبه ببركان يغلي، وعبراتها كادت أن تجف، عالم يصم أذنيه عن سماع صوتها الخافت بين جبال مضايا في ريف دمشق بسوريا، التي تصارع الحصار والجوع، ورغم ذلك كان حلم الطفلة غنى قويدر أعظم من موت يزرعه النظام في كل مكان حولها.
 
أيام مضت على إصابة الطفلة غنى (عشر سنوات) جراء استهدافها من قبل قناصة حزب الله اللبناني المتمركزة في حاجز بناء العسلي على أطراف بلدة بقين من جهة مضايا.

اخترقت الرصاصة جسد غنى فتسببت في إصابة بليغة لقدمها، وأسعفت إثرها لمشفى متواضع في مضايا، وكان الحل الوحيد بتر قدمها أو السعي لإخراجها إلى مشافي دمشق للعلاج.

مشفى وحيد
يقول مدير المشفى الوحيد في مضايا وبقين الطبيب محمد يوسف "وصلت غنى للمشفى مصابة بطلق ناري بفخذها تسبب لها بكسر ترافق مع قطع في الوريد والعصب، فأجريت لها الإسعافات الأولية وتريثنا بقرار البتر لمحاولة إجلائها مع مجموعة من المرضى للعاصمة دمشق".

صور توضح مكان إصابة غنى برصاصة قناص من مسافة قريبة (الجزيرة)
صور توضح مكان إصابة غنى برصاصة قناص من مسافة قريبة (الجزيرة)

ويضيف في حديثه للجزيرة نت "ناشدنا المنظمات الدولية لإجلاء مرضى السحايا المتأزمة حالتهم مع غنى، وفي كل مرة يتهربون من مسؤولياتهم، ويردون بأجوبة غير مقنعه"، مشيرا إلى أن "مرضى السحايا ساءت أوضاعهم والموت يهدد حياتهم في كل لحظة".

بقيت غنى تصارع ألما قد لا يتحمله من هم أشد منها قوة، تصرخ منشدة ألمها ليلا ونهارا بعد أن يتلاشى مفعول أدوية مسكنة يندر الحصول عليها بالمدينة، صرخت ألما وخوفا من أن تبتر ساقها حتى فقدت صوتها جراء التهاب في حنجرتها الصغيرة.

أيام الموت
13 يوما من إصابة غنى، ناشدت فيها الهيئة الطبية والمجلس المحلي الهلال الأحمر لإجلاء الطفلة لتلقي العلاج، وإجلاء عدة حالات مشابهة لها أصيبوا؛ جراء قصف وعمليات قنص، إضافة إلى حالات مرضية مستعصية، أبرزها المصابون بالسحايا المتقدمة.

‪غنى تصارع ألما قد لا يتحمله من هم أشد منها قوة‬  (الجزيرة)
‪غنى تصارع ألما قد لا يتحمله من هم أشد منها قوة‬  (الجزيرة)

وذكر رئيس المجلس المحلي لمضايا وبقين محمد عيسى "خرجت غنى بعد حملة إعلامية مكثفة للضغط على المنظمات الدولية؛ لإجلاء المصابين والمرضى، ومع عدم ذكر الأسباب كان الرد برفض إخراج الحالات الباقية غير الطفلة".

وبحسب مصادر من دمشق، وصلت غنى إلى مشفى المواساة بدمشق مع والدتها، وهم في غرفة في المشفى تحت حراسة أمنية مشددة، حيث يمنع خروجهم منها كما منعت عنهم الزيارات، وأجريت لغنى أول عملية جراحية، وهي بصدد إجراء ثلاث عمليات أخرى، في الأيام القادمة.

في هذه الأثناء، يزداد وضع مضايا سوءا مع مرور أكثر من مئة يوم على آخر دخول لمساعدات إنسانية وعودة الحالة الإنسانية المتدهورة، بسبب نفاد المواد الغذائية واستمرار حصار قوات النظام وحزب الله للبلدة منذ سنة وشهرين ومنع خروج أو دخول الأهالي.

يذكر أن أكثر من 65 شخصا قضوا في مضايا جراء الحصار أو محاولة الهروب من الجوع.

المصدر : الجزيرة