صحفي مصري يشكو نسيان محنته بالسجن
من وراء حاجز زجاجي في قفص اتهام مكتظ بسجناء من جماعة الإخوان المسلمين، عبر المصور الصحفي المصري محمود عبد الشكور عن شعوره بأنه "منسي" في السجن منذ ثلاث سنوات.
وبعد عامين ظل خلالهما محبوسا احتياطيا من دون توجيه اتهامات رسمية إليه، أحيل شوكان (29 عاما) إلى المحاكمة في قضية عنف مرتبطة بفض الاعتصام مع مئات آخرين.
ويؤكد شوكان -المصاب بالتهاب الكبد الوبائي– أن محاميه قدم مستندات تثبت أنه كان في مهمة عمل صحفية أثناء فض الاعتصام.
ومن وراء الحاجز العازل للصوت، كان الصحفي يصرخ بعد رفع جلسة محاكمته الثلاثاء الماضي، قائلا "أشعر بأنني منسي في السجن كما أشعر باليأس والعجز. الزمن يمر وما زلت في السجن".
وأضاف شوكان الذي أكد أنه يقبع منذ أشهر في زنزانة سيئة التهوية لا تدخلها الشمس إلا نادرا في سجن طرة جنوب القاهرة، أن "آماله في الخروج تتضاءل كل يوم".
ظلم وقهر
وفي منزل العائلة، تجلس والدته رضا محروس (60 عاما) قرب صورة ابنها داخل إطار بني اللون زجاجه مشروخ إلى جوار سريره. تقول رضا "أشعر بالظلم والقهر. لا أستطيع أن أنام لأن ابني مظلوم".
وأضافت رضا وهي تتحسس سوارا أخضر حول معصمها صنعه ابنها في سجنه، "أرتب سريره يوميا وأنتظر أن يطرق الباب، لكن هذا لا يحدث".
وشوكان متهم مع 738 آخرين معظمهم من الإخوان بـ"القتل والشروع في القتل ومقاومة السلطات وإرهاب المواطنين وحيازة أسلحة" أثناء فض الاعتصام.
وهي اتهامات قد تصل عقوبتها للإعدام في حال الإدانة، إلا أن محاميه المتطوع كريم عبد الراضي قال في قاعة المحكمة إنه "لا أدلة اتهام ضده وهناك ما يثبت أنه يعمل صحفيا بشكل مستقل"، مضيفا أن كل ما في القضية ضده هي تحريات الأمن التي لا تشكل دليلا كافيا.
يذكر أن محنة شوكان المستمرة أكسبته جائزتين خلال صيف 2016، الأولى من نادي الصحافة الوطني الأميركي والثانية من لجنة حماية الصحفيين الدولية.