انتهاكات مستمرة ومضايقات بحق البلتاجي

Muslim Brotherhood's senior member Mohamed El-Beltagy speaks from the defendant's cage in a courtroom in Cairo June 7, 2014. An Egyptian court sentenced 10 supporters of the outlawed Muslim Brotherhood to death in absentia on Saturday but postponed sentencing of its leader and other senior members tried in the case, judicial sources said. Judge Hassan Fareed said the verdict for the rest of the defendants, including Beltagy, would be announced at a hearing on July 5. REUTERS/Mohamed Abd El Ghany (EGYPT - Tags: CRIME LAW POLITICS)
البلتاجي شكا مرات عديدة للقضاة من تعذيبه دون جدوى (رويترز)

انتهاكات مستمرة ومضايقات لا تتوقف، يتعرض لها القيادي البارز في جماعة الإخوان المسلمين في مصر محمد البلتاجي القابع في سجون النظام المصري منذ إلقاء القبض عليه في أغسطس/آب 2013.

تكشف ذلك رسالة لأسرة البلتاجي -المحتجز في سجن العقرب شديد الحراسة جنوبي القاهرة– رصدت مشوار القيادي الإخواني في السجون المصرية منذ القبض عليه وإحالته للمحاكمة بتهم ينفيها، بينها "التحريض على ارتكاب أعمال عنف".

وقالت الأسرة إن "البلتاجي حبس في زنزانة انفرادية عبارة عن دورة مياه لمدة شهرين، إلى جانب حبسه في عنبر التأديب في سجن ليمان طره" جنوبي القاهرة.

وأضافت أنه "نقل إلى سجن العقرب يوم 21 ديسمبر/كانون الأول 2013 ليحبس في عنبر انفرادي في زنزانة مصمتة (دون نوافذ) لا يدخلها هواء وليس بها كهرباء، مما جعله يدخل في إضراب كلي عن الطعام حتى يتم نقله ويعامل كباقي المحتجزين".

وتابعت أن "الاعتداءات عليه لم تتوقف، ففي 6 أغسطس/آب (الماضي) قام مسؤولان أمنيان بإجباره على خلع ملابسه وتعذيبه وتصويره عاريا"، وفق ما جاء في الرسالة.

وذكرت أسرة البلتاجي أنه "في اليوم التالي لتعذيبه، وفي أثناء حضوره جلسة من جلسات المحكمة تكلم فيها البلتاجي أمام هيئة المحكمة عن التعذيب الذي تعرض له، وبمجرد رجوعه إلى حبسه ثانية دبرت له محاولة اغتيال عرض تفاصيلها أيضا أمام هيئة محكمة أخرى، ولكن لم تُحرك ساكنا، ولم يفتح تحقيق بهذه الوقائع".

وأرجعت أسرة القيادي الإخواني ما أسمته "الانتهاكات التي تمارس بحقه" إلى تقديمه في وقت سابق بلاغا يتهم فيه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ومن معه بقتل بنته الوحيدة أسماء.


كلاب بوليسية

وفي 14 أغسطس/آب 2013، سقطت أسماء البلتاجي بجانب عشرات آخرين أثناء فض قوات الجيش والشرطة اعتصاما لأنصار محمد مرسي -أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا بمصر- في ميدان رابعة العدوية شرقي القاهرة.

أسفر ذلك الفض عن سقوط 632 قتيلا منهم ثمانية شرطيين حسب "المجلس القومي لحقوق الإنسان" (هيئة حكومية)، في حين قالت منظمات حقوقية محلية ودولية إن أعداد القتلى تجاوز الألف.

ورصدت أسرة البلتاجي ما قالت إنها انتهاكات تمارس بحقه، من بينها "اقتحام زنزانته ليلا بصحبة كلاب بوليسية من قبل قيادات أمنية بارزة، وتعطيل الكهرباء عن الزنزانة، وإصابته جسديا بسبب نشوب حريق مقصود في زنزانته الانفرادية ليلاً، في وقت سابق".

كما أشارت الأسرة إلى أن البلتاجي ممنوع عنه "دخول الأطعمة والشراب والأدوية من الخارج، حيث تغلق الزيارات لعدة أشهر".

وتزيد تخوفات أسرة البلتاجي عليه مع اقتراب فصل الشتاء القارس، قائلة إن "السجن لا يسمح بدخول أدوية أو ملابس شتوية في الشتاء أو أغطية، بل تسحب منهم البطانية الوحيدة حيث إنهم يفترشون الأرض، بجانب منع التريض لأوقات طويلة، وإن خرج فيكون مقيد اليدين".

واختتمت الأسرة رسالتها بالقول "لشهور عديدة لا نعلم هل هم (السجناء بالعقرب) أحياء أم أموات؟ حيث الزيارة ممنوعة، بجانب حرمانه (محمد البلتاجي) من رؤية نجله أنس المعتقل معه من ثلاث سنوات، وهذا بعض من كل مما يتعرض له البلتاجي في السجن".

ومحمد البلتاجي برلماني سابق وأحد القيادات البارزة بجماعة الإخوان المسلمين في مصر، وأصدرت المحاكم بحقه أحكاما غير نهائية بالسجن تصل لأكثر من 100 عام.

يشار إلى أن العقرب سجن شديد الحراسة يقبع فيه أعداد كبيرة من كوادر وقيادات جماعة الإخوان وغيرهم من المعارضين للسلطات الحالية، وتقول منظمات حقوقية إن المعتقلين فيه يتعرضون لانتهاكات كبيرة، وهو ما تنفيه السلطات المصرية.

وتأسس "العقرب" عام 1993 في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، وتكون الزيارة فيه عبر المحادثة بالهاتف من خلف حاجز زجاجي.

المصدر : وكالة الأناضول