"القتل البطيء" حملة لإنقاذ المعتقلين بمصر

أحد ملصقات "حملة لإنقاذ معتقلي السجون المصرية من الموت"
أحد ملصقات حملة "القتل البطيء" لإنقاذ معتقلي السجون المصرية من الموت (ناشطون)

عبد الرحمن محمد-القاهرة

دشن ناشطون مصريون حملة دولية بعنوان "القتل البطيء" للتعريف بالانتهاكات المرتكبة بحق المعتقلين في مصر والممارسات التي يتعرضون لها وتؤدي إلى قتلهم البطيء.

وحسب إنفوغراف للحملة، فإن الدافع إلى تدشين الحملة وإقامتها هو تزايد عدد الوفيات داخل المعتقلات جراء الإهمال الطبي والتعذيب الذي تجاوز ثلاثمئة حالة منذ انقلاب الثالث من يوليو/تموز 2013، وبلغ عدد تلك الحالات خلال شهر أغسطس/آب الماضي قرابة 36 حالة، منهم ست حالات نتيجة التعذيب الممنهج.

وأوضح القائمون على الحملة أنها بدأت أمس السبت وتنتهي غدا الاثنين، وتشارك فيها رموز عامة ومنظمات مجتمع مدني، وتهدف إلى مواجهة القتل البطيء في السجون المصرية والممارسات الوحشية التي تتم بحق المعتقلين، كمنع الأدوية والعمليات الجراحية، والحرمان من الطعام إلا من كميات محدودة، وتكدس السجون ومنع التهوية عنها.

وقال أحد منظمي الحملة للجزيرة نت -مفضلا عدم الكشف عن اسمه- إن الحملة تتضمن فعاليات على مستويات مختلفة، ويشارك فيها البرلمان المصري الشرعي.

فعاليات مختلفة
ولفت إلى أنه من ضمن تلك الفعاليات إرسال شكاوى وتقارير عن أوضاع السجون في مصر إلى المنظمات الدولية والبرلمانات والحكومات المختلفة، ونشر مقالات وتقارير في عدد من وسائل الإعلام الغربية والعربية عن تلك الأوضاع، وتفعيل وسم (هاشتاغ) "#القتل_البطيء" بمواقع التواصل الاجتماعي للترويج للحملة.

مدخل أحد السجون في مصر (الجزيرة نت)
مدخل أحد السجون في مصر (الجزيرة نت)

وفي هذا السياق، قال مسؤول الملف المصري بالمنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا مصطفى عزب إن المنظمة أصدرت العديد من التقارير والبيانات الحقوقية التي تكشف عمليات القتل البطيئة الممنهجة داخل السجون المصرية.

وأضاف عزب في حديث للجزيرة نت أن الأوضاع في السجون المصرية بلغت مستوى خطرا للغاية، فعشرات الآلاف معرضون للقتل في أي لحظة دون أي فرصة للتمتع بحقوقهم الأساسية، وفي مقدمتها الحق في الحياة.

ولفت إلى أهمية إطلاق مثل هذه الحملات التضامنية للدفاع عن حقوق الإنسان، مطالبا كل من يتحلى بالإنسانية أن يسهم بشتى الوسائل لإنقاذ من تبقى محتجزا دون وجه حق داخل المقابر الرسمية في مصر، المسماة مقار احتجاز.

ورأى عزب أن استمرار هذه الحملات وانتشارها ووصولها مع الوقت إلى قطاع شعبي واسع قد يُحدث فرقا في المعادلة، وقد يشعر النظام بأن ضريبة إهداره حق الناس في الحياة بسبب رأيهم السياسي ليست سهلة.

إحراج للنظام
بدوره، قال مسؤول الملف المصري في منظمة الكرامة لحقوق الإنسان أحمد مفرح إن أهمية مثل هذه الحملات تتمثل في تسليط الضوء بصورة أكبر على الجرائم بحق المعتقلين، وإظهار واقعها أمام الرأي العام العالمي، بما قد يساعد في الضغط على النظام في مصر، ويسبب له إحراجا أمام الرأي العام العالمي.

‪أحمد مفرح: هذه الحملات تسبب إحراجا للنظام المصري أمام الرأي العام العالمي‬ أحمد مفرح: هذه الحملات تسبب إحراجا للنظام المصري أمام الرأي العام العالمي (الجزيرة)
‪أحمد مفرح: هذه الحملات تسبب إحراجا للنظام المصري أمام الرأي العام العالمي‬ أحمد مفرح: هذه الحملات تسبب إحراجا للنظام المصري أمام الرأي العام العالمي (الجزيرة)

ولفت إلى أن منظمة الكرامة من أولوياتها العمل على مثل هذه القضايا، وذلك في إطار نشاطها الدوري عبر آليات منظمة الأمم المتحدة، وأنها متابعة لتطورات الانتهاكات المرتكبة بالسجون بشكل دائم، وتقوم بتوثيقها وإطلاع المنظمات الدولية عليها أولا بأول.

وعن جدوى تلك الحملات وأهميتها للمعتقلين، يقول محمد شحاتة -وهو شقيق للمعتقلين عبد الله وأسعد، والأول يعمل أستاذا للاقتصاد بجامعة القاهرة- إنه من المهم التعريف بما يعاني منه المعتقلون لإبراز قضيتهم والضغط على النظام الظالم في مصر.

وقال في حديثه للجزيرة نت إن تعريف الخارج مهم رغم أن المجتمع الدولي لا يتحرك عادة فهو يعلم كل تلك الانتهاكات، ولكن لعبة السياسة أقوى للأسف، فكل التحركات الدولية ما هي إلا لتجميل الوجه القبيح للدول الغربية التي تدعم النظام في مصر.

أما آية علاء زوجة الصحفي المعتقل حسن القباني فقد أشارت في حديثها للجزيرة نت إلى أن ما يتعرض له المعتقلون يستلزم مثل تلك الحملات، فما يحدث لزوجها -وباقي المعتقلين- هو بمثابة القتل البطيء المتعمد، حيث يتعرضون لكل أصناف التعذيب والتضييق التي تؤدي إلى ذلك.

المصدر : الجزيرة