إسرائيل قتلت 16 صحفيا في عدوانها على غزة

عشرات المقرات الإعلامية الفلسطينية دمرتها اسرائيل بزعم التحريض
من اعتصام تضامني مع الصحفيين في غزة ودعم صمودهم واستمرار تغطيتهم (الجزيرة نت)

ميرفت صادق-رام الله

باستشهاد الصحفي الفلسطيني عبد الله مرتجى بقصف إسرائيلي على حي الشجاعية شرق مدينة غزة مساء أمس الاثنين، يرتفع عدد الصحفيين الذين استشهدوا بفعل القصف الإسرائيلي منذ بداية العدوان قبل 51 يوما إلى 16، إضافة إلى ناشطة إعلامية.

ومن بين الشهداء الصحفيين المصور الإيطالي لوكالة أسوشيتد برس، سيموني كاميلي، الذي قتل منتصف الشهر الجاري شمال القطاع مع الصحفي علي أبو عفش إثر انفجار صاروخ من مخلفات الحرب الإسرائيلية.

ودمرت الصواريخ الإسرائيلية فجر اليوم برج الباشا الذي يضم عشرات المكاتب الصحفية ووسائل الإعلام، ومن ضمنها إذاعة صوت الشعب.

فيما أصيب الصحفيان مأمون أبو ريالة مصور شركة ميديا كام، وأحمد نصر مصور فضائية الأقصى، أثناء تغطيتهما قصف المجمع الإيطالي.

واتهمت نقابة الصحفيين الفلسطينيين إسرائيل بتعمد تصعيد هجماتها على الصحفيين ووسائل الإعلام في غزة منذ مساء الاثنين وفجر اليوم، في ظل عجز دولي عن حمايتهم من قبل المؤسسات الدولية لا سيما الأمم المتحدة وأمينها العام، "كفلاء حقوق الإنسان".

وطالبت بالسماح للمحققين المنتدبين من الاتحاد الدولي للصحفيين بالدخول إلى غزة، ودعت المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان لاتخاذ خطوات عملية للقيام بواجباتها تجاه حماية الصحفيين ومؤسساتهم.

واستعرض مركز مدى للحريات الإعلامية في رام الله وضع الحريات الإعلامية في فلسطين المحتلة خلال النصف الأول من عام 2014، وأثناء العدوان الإسرائيلي على غزة.

ورصد التقرير أشكالا مختلفة من الاعتداءات على الصحفيين أبرزها القتل والإصابة وتدمير منازلهم، وتدمير مقرات وسائل إعلامية، والتشويش على وسائل الإعلام المحلية، واختراق موجاتها لبث رسائل تحريضية ضد المقاومة.

ويهدف القصف الإسرائيلي -بحسب تقرير مدى- إلى تعطيل قدرة وسائل الإعلام الفلسطينية على العمل لفترات، لكنه يترك أيضا خسائر فادحة تقدر بملايين الدولارات كما حدث في مقار قناة الأقصى والإذاعات المحلية المستهدفة.

وكشف التقرير عن أنه رصد خلال الهجمات الإسرائيلية الثلاث الأخيرة على غزة استهداف 49 مؤسسة إعلامية بالقصف، فيما استشهد في عدوان عام 2009 أربعة صحفيين وعام 2012 ثلاثة صحفيين، بينما استشهد في العدوان الأخير 16 صحفيا، إضافة للناشطة الإعلامية نجلاء الحاج.

وقال مدير المركز موسى الريماوي، في مؤتمر صحفي برام الله اليوم الثلاثاء، إن شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب شهدا مقتل 16 صحفيا، كان آخرهم مراسل فضائية الأقصى السابق عبد الله مرتجى.

وبين أن إسرائيل قتلت 39 صحفيا في الضفة الغربية وقطاع غزة منذ انتفاضة الأقصى عام 2000، منهم ثلاثة صحفيين أجانب آخرهم الصحفي الإيطالي سيمونا كاميلي.

وقال الريماوي إن إسرائيل تعمدت خلال عدوانها المتكرر على قطاع غزة منذ عام 2008 استهداف وسائل الإعلام التي تعتبرها جزءا من المعركة التي تخوضها ضد الشعب الفلسطيني.

وتابع أن الاعتداءات الإسرائيلية عامل أساس في تدهور الحريات المكفولة في المواثيق والقوانين الدولية، وخاصة المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

قصف وتحريض
كما نبه إلى أن الاحتلال تعمّد استهداف مقار إعلامية بعينها بدعوى ممارستها "التحريض"، مثل قناة الأقصى التي قصفت مقارها عدة مرات منذ بداية العدوان، وكذلك قناة الجزيرة الذي تعرض مكتبها لإطلاق النيران الثقيلة بداية العدوان.

وبرأيه، فإن المفارقة تكمن في ممارسة الإعلام والصحفيين الإسرائيليين التحريض المتطرف أكثر من القادة العسكريين في الميدان علنا، وكذلك في وسائل الإعلام الاجتماعية الإسرائيلية، ليس فقط ضد الفصائل المسلحة ولكن ضد الشعب الفلسطيني.

وذكّر بدعوة أحد الكتاب الإسرائيليين إلى قتل الأطفال الفلسطينيين علنا بعد مقتل طفل إسرائيلي قبل أيام.

وقال الباحث في المركز غازي بني عودة إن شهر يوليو/تموز الماضي شهد أكثر من سبعين انتهاكا إسرائيليا بحق وسائل الإعلام الفلسطينية، حيث قتل خلاله عشرة صحفيين.

وتحدث عن رصد 186 انتهاكا بحق الصحفيين خلال الشهور الستة الأولى من العام الجاري بزيادة تصل إلى 64% عن الفترة ذاتها من العام الماضي، دون أن يشمل ذلك الانتهاكات التي تعرض لها صحفيو غزة خلال العدوان المستمر.

وارتكب الاحتلال 132 انتهاكا بحق الصحفيين الفلسطينيين في النصف الأول من العام بنسبة 70% من مجموع الانتهاكات، فيما ضلعت الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية وقطاع غزة بباقي الانتهاكات، ومعظمها خلال تغطية مسيرات في المدن الفلسطينية أو على نقاط التماس مع الاحتلال.

كما تعرض الصحفيون الفلسطينيون في هذه الفترة إلى 64 اعتداءً جسديا مباشراً، كما تعرض ثلاثون صحفيا للاحتجاز، وسجلت 18 حالة منع من التغطية، بالإضافة إلى اعتقال أربعة صحفيين.

ودعا المركز المجتمع الدولي لممارسة ضغط حقيقي وجدي على إسرائيل وخاصة من المجتمعات الغربية التي تنادي يوميا بالديمقراطية وحرية التعبير، لوقف انتهاكها بحق الصحفيين.

المصدر : الجزيرة