تنبيه حقوقي أوروبي لمأساة اللاجئين الفلسطينيين والسوريين

طوابير من سكان المخيم ينتظرون وصول المساعدات الغذائية-استمرار معاناة مخيم اليرموك في ظل انعدام الحلول
undefined
  
نبه المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان النقاب إلى تزايد أعداد اللاجئين وطالبي اللجوء، لا سيما السوريين والفلسطينيين الفارين من سوريا باتجاه أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط، محذرا من حالات غرق جديدة كالتي وقعت في الربع الأخير من العام الماضي.

وقال المرصد -في بيان له تلقت الجزيرة نت نسخة منه- إن أعداد هؤلاء اللاجئين شهدت تصاعدا ملحوظا أثناء الأسابيع القليلة الماضية "في ضوء ازدياد الضغط والقهر الذي يعانونه حيث يقيمون، والتحسن النسبي الذي طرأ على الجو وانخفاض منسوب أمواج البحر".

وأوضح المرصد -الذي يتخذ من جنيف مقرا له- في بيانه الذي صدر اليوم الأربعاء أن مئات اللاجئين السوريين والفلسطينيين الفارين من سوريا وصلوا إلى إيطاليا أثناء الأسابيع الثلاثة الأخيرة، ويرغبون في إكمال طريقهم عبر جزيرة لامبيدوزا وصقلية إلى دول أخرى من دول الاتحاد الأوروبي يعتقدون أنها أفضل في إجراءات منح اللجوء لهم.

وأضاف البيان أن العدد الأكبر من اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين الذين يصلون إلى أوروبا عبر البحر المتوسط هم المدنيون السوريون الفارون من النزاع الدائر في بلادهم، والفلسطينيون القادمون من مخيمات اللاجئين في سوريا التي تعاني حصارا شديدا وخانقا منذ عدة أشهر.

المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان:
العدد الأكبر من اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين الذين يصلون إلى أوروبا عبر البحر هم مدنيون سوريون فروا من النزاع الدائر في بلادهم، والفلسطينيون القادمون من مخيمات اللاجئين هناك

تحذير ومناشدة
وحذر البيان من "القصور الذي شهدته حالات سابقة في التعامل مع قوارب اللاجئين، مما أدى إلى غرقها بصورة مأساوية"، موضحا أن اللاجئين الذين يأتون عبر البحر من خلال مهربين وفي قوارب متهالكة تُحمَّل بأضعاف حمولتها، ومع جو البحر المتوسط الذي ما زال متقلبا ويشهد أمواجا عالية في مثل هذه الأوقات، ويضعهم في دائرة أكبر من الخطر".

 ودعا المرصد في بيانه الاتحاد الأوروبي -لا سيما إيطاليا ومالطا واليونان- "إلى أخذ الاحتياطات اللازمة لمنع تكرار الكوارث وتوفير طرق وصول آمنة للاجئين الفارين من جحيم الصراع في سوريا أو تفعيل آليات التنسيق في ما بين دول الاتحاد والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من أجل إصدار تأشيرات تسمح بوصول عدد أكبر من اللاجئين إلى دول الاتحاد الأوروبي".
 
وأشار إلى "التباطؤ الشديد من قبل السلطات في إيطاليا واليونان بقبول طلبات طالبي اللجوء وإيوائهم والتعامل معهم كلاجئين"، مشيرا إلى قيام بلغاريا ببناء سياج حدودي على حدودها لمنع تدفق أعداد المهاجرين غير الشرعيين إليها، في الوقت الذي لا تفتح فيه الباب -ولا غيرها من معظم دول الاتحاد الأوروبي- لهجرة السوريين والفلسطينيين من سوريا إلى أراضيها بصورة شرعية.
 
كما أشار إلى استمرار "البيئة الطاردة" للاجئين في الدول العربية التي يلجؤون إليها، خصوصا في مصر التي فرضت حكومتها قيودا جديدة على دخول السوريين إليها، بحيث أصبحوا ملزمين بالحصول على تأشيرة دخول قبل الوصول إلى الأراضي المصرية، إضافة إلى حصولهم على موافقة أمنية مسبقة، وتزايد عمليات الترحيل لسوريين مع الجو العدائي المتصاعد ضدهم هناك.

ودعا المرصد في ختام بيانه دول الاتحاد الأوروبي -لا سيما الغنية منها- إلى زيادة حصتها من أعداد اللاجئين السوريين الذين تستقبلهم، وتقديم الدعم اللازم لدول الاتحاد الواقعة على حوض المتوسط ومساعدتها على التعامل مع أعداد اللاجئين المتدفقة إليها.

كما دعا الدول العربية -خصوصا مصر- والتي يلجأ إليها السوريون والفلسطينيون من سوريا، إلى "التعامل معهم وفق القانون الدولي وحقوق الإنسان، ومنحهم حق الإقامة الشرعية، وعدم إبعادهم قسريا أو اضطهادهم".

المصدر : الجزيرة