الأسير رائد موسى.. إضراب لا تفله الأيام

عاطف دغلس-جنين

في مسعى لإنهاء مسلسل اعتقاله الإداري ووقف اعتداءات الاحتلال وانتهاكاته بحقه، يواصل الأسير الفلسطيني رائد موسى (35 عاما) يومه الثاني والخمسين في الإضراب عن الطعام رغم تدهور وضعه الصحي وازدياد حالته سوءا.

ويخوض رائد إضرابه متنقلا بين سجون الاحتلال ومستشفياته ليستقر به المقام في مستشفى برزلاي الإسرائيلي حيث المعاناة الأشد، فهو يتعرض بشكل شبه يومي لعمليات ابتزاز وضغوط إسرائيلية لإنهاء إضرابه.

وأمام تدهور حالته الصحية وإصراره على مواصلة الإضراب، تقف عائلته في بلدة سيلة الظهر جنوب مدينة جنين شمال الضفة الغربية، حائرة في ما تفعله لمناصرته ودعم صموده.

واعتقل رائد -كما تقول شقيقته رائدة- خمس مرات، قضى بموجبها نحو ثمانية أعوام في السجون الإسرائيلية آخرها مستمر منذ عام، وقد بدأ مسلسل اعتقالاته منذ العام 2000. وتشير إلى أن معظم اعتقالاته كانت إدارية (ملف الاعتقال والاتهام سري) وتتم بوصاية من المخابرات.

ولجأ رائد إلى الإضراب رفضا لانتهاكات الاحتلال بحقه، خاصة أن الاحتلال وعده بالإفراج عنه عقب إضرابه الأول الذي خاضه مع الأسرى الإداريين في أبريل/نيسان الماضي واستمر فيه لأكثر من 43 يوما، إلا أن ذلك لم يحصل بل جرى التمديد له مرة أخرى.

ويسعى رائد عبر إضرابه -وفق شقيقته رائدة- لنيل حريته ووقف الاعتقال بحقه بعدما أضحى عنوانا لأي اعتقال يجري في البلدة، وهو ما شكّل حالة من عدم الاستقرار في حياته.

عائلة الأسير المضرب محرومةمن زيارته منذ عام (الجزيرة نت)
عائلة الأسير المضرب محرومةمن زيارته منذ عام (الجزيرة نت)

مأساة الاعتقال
وتضيف رائدة أن شقيقها لم يتزوج بسبب استهدافه الدائم، ويُمنع من السفر، وتوفي والداه وهو داخل المعتقل.

ويقول عمر خنفر زوج رائدة إنهم قلقون على الأسير رائد، خاصة في ظل تدهور وضعه الصحي وانقطاع أخباره وحرمانهم من زيارته منذ اعتقاله قبل عام.

وفور شروعه في الإضراب بدأت تتدفق إلى منزل رائد وبلدته رسائل الدعم والمساندة، ثم انطلقت لتصل مختلف مناطق الضفة الغربية لا سيما عند سجن عوفر حيث يُحاكم.

ويقول مدير نادي الأسير بمدينة جنين راغب أبو دياك إنهم يقفون إلى جانب رائد قانونيا عبر توفير المحامين والزيارات المستمرة له، وشعبيا بتنظيم الفعاليات التضامنية معه ونصب خيمة التضامن وسط قريته.

معاناة مضاعفة
ويعبر محامي نادي الأسير يوسف نصاصرة عن قلقه إزاء تراجع حالة رائد الصحية، ويقول إنه تبين له خلال زيارته الأخيرة أن وزنه تناقص بشكل مفزع رغم تقديم بعض المدعمات (الأملاح والفيتامينات) له، وأشار إلى أنه يتعرض لضغوط من المخابرات الإسرائيلية لفك إضرابه، لكن رائد موسى مصر على الاستمرار في الإضراب.

وفي تعليق له يقول الأسير المحرر بهاء يعيش -وهو أحد الأسرى الإداريين الذين أضربوا في أبريل/نيسان الماضي- إن معاملة السجان الإسرائيلي تنقلب رأسا على عقب فور إضراب الأسرى.

وقال إنهم يبدؤون بالمغريات من الطعام والشراب مرورا باقتحام الغرف وممارسة الضغوط النفسية والاعتداءات الجسدية، وانتهاء بالعزل في ظروف "غير إنسانية" كالفرش العفنة والتكبيل وشتم الأسرة.

وأضاف يعيش في حديثه للجزيرة نت أن ما يواجهه الأسير رائد أخطر لكونه يخوض الإضراب منفردا، وبالتالي فإن كل الضغوط التي يواجهها الأسرى المضربون مجتمعين ستمارس عليه وحده، وهذا يتطلب "عزيمة وإصرارا" على موقفه لنيل حقوقه.

المصدر : الجزيرة