انتفاضة فلسطينية لمساندة الأسرى المضربين

BETUNIA, WEST BANK, - : Palestinian protestors hurls rocks at an Israeli Army bulldozer during clashes next to Ofer prison, near the West Bank city of Ramallah, following a demonstration in support of Palestinian detainee, Samer Issawi, who has been on hunger strike for more than 200 days, and other prisoners on hunger strike in Israeli prisons on February 21, 2013. Israel's Supreme Court rejected an appeal by a hunger-striking Palestinian prisoner on February 20, saying it was not authorised to overrule the restrictive military order under which he had been jailed. AFP PHOTO/ABBAS MOMANI
undefined

ميرفت صادق-رام الله

اندلعت مواجهات عنيفة بين مئات الفلسطينيين -غالبيتهم من طلبة الجامعات- وقوات الاحتلال الإسرائيلي أمام سجن عوفر العسكري غرب رام الله بـالضفة الغربية الخميس، في أوسع تصعيد تشهده الأراضي المحتلة للتضامن مع أربعة أسرى مضربين عن الطعام منذ فترات طويلة في السجون الإسرائيلية.

وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني للجزيرة نت بأن 65 فلسطينيا على الأقل أصيبوا بحالات اختناق شديدة خلال المواجهات، فيما أصيب 26 بالرصاص المطاطي، ونقلوا جميعا إلى المستشفى الميداني الذي أنشئ في المكان.

وأعلنت سلطات الاحتلال منذ ظهر أمس الخميس محيط سجن عوفر منطقة عسكرية مغلقة بحضور تعزيزات أمنية غير مسبوقة، وذلك بالتزامن مع وصول أكثر من ألفيْ متظاهر فلسطيني إلى المكان.

وقالت مصادر إعلامية إسرائيلية إن صحفييْن إسرائيلييْن، هما مراسل القناة الإسرائيلية الأولى ومصور القناة العاشرة، أصيبا بالحجارة خلال تغطيتهما للمواجهات.

وجاءت مواجهات سجن عوفر متزامنة مع جلسة مفاجئة عقدتها محكمة الصلح في القدس للأسير سامر العيساوي المضرب عن الطعام منذ 213 يوما، وبعد يوم من رفض المحكمة الإسرائيلية العليا التدخل في قضية الأسير المضرب عن الطعام منذ بداية يوليو/تموز الماضي أيمن الشراونة، وكلاهما من محرري صفقة شاليط نهاية عام 2011.

وقد قضت محكمة الصلح أمس الخميس بسجن العيساوي ثمانية أشهر، تبدأ من تاريخ اعتقاله في السابع من تموز/يوليو الماضي وتنتهي في السادس من مارس/آذار القادم، بتهمة دخوله الضفة الغربية خلافا لبنود صفقة التبادل التي أفرج عنه بموجبها.

غير أن انتهاء حكم العيساوي بعد نحو أسبوعين لا يعني الإفراج عنه، إذ أحالت محكمة الصلح أوراقه إلى محكمة عوفر العسكرية، حيث تنتظره القضية الأكثر تعقيدا والتي يُحاكم فيها بناءً على ما يسمى "الملف السري".

ويتيح هذا الملف لإسرائيل إجبار سامر العيساوي على العودة لقضاء ما تبقى له من مدة الحكم التي قضاها قبل الإفراج عنه في صفقة شاليط، حيث كان قد قضى 10 أعوام من حكم 30 عاما.

وأكدت شقيقته المحامية شيرين العيساوي للجزيرة نت أن سامر مستمر في إضرابه المفتوح عن الطعام، رغم تدهور وضعه الصحي ونزول وزنه إلى 45 كيلوغراما، رفضا لإعادته إلى حكمه السابق.

الأسير سامر العيساوي مضرب عن الطعام  منذ 213 يوما  (الجزيرة-أرشيف)
الأسير سامر العيساوي مضرب عن الطعام  منذ 213 يوما  (الجزيرة-أرشيف)

التمديد للإداريين
في غضون ذلك، أفاد الأسير المحرر والقيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر عدنان أن الأسيرة منى قعدان شقيقة الأسير طارق قعدان (المضرب عن الطعام منذ 87 يوما) قررت الإضراب عن الطعام تضامناً مع شقيقها.

وتوقعت مصادر قانونية في نادي الأسير الفلسطيني للجزيرة نت، أن تمدد سلطات الاحتلال الاعتقال الإداري للأسيرين طارق قعدان وجعفر عز الدين الرافضيْن للاعتقال الإداري، مدة ثلاثة أشهر، على أن تفرج عنهما بدون تمديد بعد انتهاء هذه المدة.

وقال الشيخ خضر عدنان -الذي أصيب بحالة اختناق شديد مع عدد من الأسرى المحررين خلال مشاركته في مسيرات التضامن باتجاه سجن عوفر- إن المضربين عن الطعام دخلوا في مرحلة حاسمة من إضرابهم.

وأضاف عدنان للجزيرة نت أن التصعيد الذي تقوده القوى الطلابية الفلسطينية باتجاه نقاط التماس في الضفة الغربية ينذر بانتفاضة فلسطينية جديدة، ويبعث في نفوس الأسرى ارتياحا كبيرا لمساندة شعبهم لهم.

ودعا عدنان المقاومة الفلسطينية إلى "أن تقول كلمتها، وأن يخرج العرب نقاط قوّتهم قبل أن يفوت الأوان". مؤكدا أن "أي مكروه قد يقع لأحد الأسرى المضربين سيكون وصمة عار على كل حر في العالم".

‪فارس: الحركة الشعبية ستؤثر بشكل حاسم لصالح إنجاح معركة إضراب الأسرى‬  (الجزيرة)
‪فارس: الحركة الشعبية ستؤثر بشكل حاسم لصالح إنجاح معركة إضراب الأسرى‬  (الجزيرة)

انحياز شعبي
من جهته قال رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس إن تصاعد التفاعل الشعبي مع المضربين عن الطعام يعني انحياز الشعب لإضراب أسراه، مشيرا إلى أن هذه الحركة الشعبية ستؤثر بشكل حاسم لصالح إنجاح معركة الإضراب.

وأضاف فارس -في تصريحات صحفية خلال المسيرات باتجاه سجن عوفر- أن كافة المحادثات بشأن الوصول إلى صيغة حل لقضية المضربين تعثرت، وأن التدخلات الدولية لم تأتِ في سياق الضغط على إسرائيل من أجل الإفراج عنهم، وإنما من باب التمني والإدانة فقط.

ونشرت وزارة شؤون الأسرى في رام الله رسالة من الأسرى المضربين عن الطعام سامر العيساوي وأيمن الشراونة وطارق قعدان وجعفر عز الدين إلى الشعب الفلسطيني، قالوا فيها إنهم دخلوا "مرحلة عض الأصابع، وأن من يتوجع أولا يخسر أولا وأخيرا".

وأكد الأسرى استمرار إضرابهم، وقالوا "لن ننحي أو نركع رغم انهيار أجسامنا، ولن نساوم أو نتنازل رغم كل الضغوط القاسية التي تمارس علينا..، نحن مستمرون حتى النهاية، إما النصر أو الشهادة".

المصدر : الجزيرة