حرب غزة تخلف مواليد مشوهين

تامر المسحال

المنظمة تقول إن 50% من التشوهات تتركز في الجهاز العصبي (الجزيرة-أرشيف)

أكدت منظمة حقوقية فلسطينية الأحد بروز ظواهر وصفتها بأنها خطيرة وغير طبيعية في قطاع غزة بعد نحو عام من الهجوم الإسرائيلي الواسع على القطاع، الأمر الذي يزيد أوضاع حقوق الإنسان هناك تدهورًا.

وأشارت منظمة "الضمير" إلى ارتفاع عدد المواليد المشوهين ومعدلات الإجهاض المبكر والأمراض السرطانية خاصة بين الأطفال وكبار السن، بسبب استخدام الجيش الإسرائيلي أسلحة تحتوي على مواد سامة ومشعّة خلال العدوان الإسرائيلي على غزة.

وأظهرت ورقة قدمتها المنظمة حول الخطر الصحي والبيئي الذي يواجه قطاع غزة أن حالات التشوه لدى المواليد شهدت زيادة لافتة بعد الحرب مقارنة بما قبلها.

وذكرت المنظمة أن عدد حالات الأطفال الذين ولدوا بتشوهات خلقية خلال مدة ثلاثة أشهر من أغسطس/آب حتى أكتوبر/تشرين الأول 2008 في قطاع غزة قبل الهجوم الإسرائيلي بلغ 27 حالة فقط، في حين بلغ عددهم في الفترة نفسها من عام 2009 بعد الهجوم 47 حالة مما يعني ارتفاع هذه الحالات بنحو الضعف.

وقالت إن 50% من التشوهات تتركز في الجهاز العصبي وتتمثل أكثرها في التصاق الأعضاء، لافتة إلى أن مناطق جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا شهدت العدد الأكبر من حالات التشوّه الخلقي وهي المناطق التي شهدت أكثر الاعتداءات الإسرائيلية.

وكانت إسرائيل قد شنت هجومًا واسعًا جوًّا وبرًّا وبحرًا على قطاع غزة بدأ في 27 ديسمبر/كانون الأول 2008 واستمر 22 يومًا مخلفًا 1430 شهيدا غالبيتهم من المدنيين و5400 جريحًا.

وسيلة لفضح العدو
وأكدت المؤسسة الحقوقية أنها رصدت أبرز الآثار الصحية والبيئية الخطيرة الناجمة عن استخدام الجيش الإسرائيلي للأسلحة التي تحتوي على مواد سامة ومشعة خلال عدوانه الأخير غير المسبوق من حيث القوة والنتائج.

وحذرت من أن الأوضاع الصحية والبيئية في قطاع غزة تزداد سوءًا يومًا بعد يوم، نتيجة لهذا العدوان ولمواصلة إغلاق سلطات الاحتلال الحربي الإسرائيلي لمعابر وحدود القطاع للعام الثالث على التوالي.

وأكدت منظمة "الضمير" وجود أبعاد وتداعيات بيئية وصحية آنية ومستقبلية خطيرة وراء استخدام الجيش الإسرائيلي لهذه المواد السامة أثناء هجومه على القطاع.

وقالت إن صحة مليون ونصف مليون فلسطيني في القطاع معرضة للتأثر بها في أي لحظة، إضافة لتلوث جميع مكونات البيئة الأساسية من مياه وتربة وهواء التي تعاني من تدهور خطير أصلاً، جراء بقاء هذه المواد في تربة وهواء القطاع واستنشاق المواطنين لها بشكل يومي.

ورصدت المنظمة أيضا تسجيل حالات مرضية جديدة تشمل أزمات تنفس حادة وتفاقم الوضع الصحي لمرضى الجهاز التنفسي والعصبي وتأثر الخصوبة لدى الرجال إلى جانب الضرر الواقع على البيئة الفلسطينية ومكوناتها الأساسية، التربة والمياه والهواء.

وفي الأخير نوهت بالفرق والخبراء الذين قالت إنهم قاموا بفحص عينات من بيئة غزة وطالبتهم بضرورة عرض تلك النتائج على الملأ، وعرض نتائج الفحوص التي تثبت استخدام الجيش الإسرائيلي لمواد سامة ومشعة ومحرم استخدامها في أماكن وجود المدنيين، وعدم إخفائها كي تكون وسيلة لفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي ومقاضاته قانونيًّا في جميع المحاكم الوطنية والدولية.

المصدر : يو بي آي