تعرف على اللقاح المصري المضاد لفيروس كورونا

10 أسلحة ينتظرها العالم لهزيمة كورونا
اللقاح المصري لكورونا يؤخذ على جرعتين وينتج أجساما مضادة من الأسبوع الثالث (شترستوك)

المصريون ما بين متفائل ومنتظر للنتائج حيال إعلان وزارة الصحة المصرية عن خروج لقاح مصري ضد فيروس كورونا للنور، وبين هذا وذاك لا صوت يعلو فوق صوت ضرورة توفير التطعيم ضد فيروس كورونا، وسط حالة ترقب من موجة ثالثة للفيروس والتي أعلنت وزارة الصحة المصرية استعدادها لمواجهتها.

واسم اللقاح المصري "كوفي فاكس" (Covi Vax)، وأعلنت مصادر رسمية أبرزها وزارتا الصحة والتعليم العالي، عن نجاح فريق بحثي يتبع المركز القومي للبحوث، في مرحلة ما قبل التجارب السريرية للقاح وبدء التجارب السريرية عليه (على البشر).

ويقول الدكتور محمد علي -استشاري الجهاز الهضمي والمستشار الطبي لإحدى المنظمات الصحية للجزيرة نت- "اللقاح بمرحلة مبكرة حتى يمكن الحكم عليه ويحتاج إلى فترة تتراوح بين 3 إلى 8 أشهر".

وتابع أنه منذ فبراير/شباط بالعام الماضي، وهناك محاولات حثيثة من مركز التميز العلمي للفيروسات التابع للمركز القومي للبحوث ووزارة التعليم العالي، لإنتاج لقاح محلي الصنع، مشيدًا باللقاح المصري الذي حقق نتائج إيجابية في مرحلة ما قبل الدراسات الإكلينيكية، على الحيوانات، ما جعل مجلة طبية مرموقة كمجلة "فاكسينس" (vaccines) المتخصصة بمتابعة أخبار اللقاحات ترصد نتائج المرحلة.

آلية عمل اللقاح

وبحسب البحث العلمي المنشور حول اللقاح بمجلة فاكسينس، فإنه يؤخذ على جرعتين وينتج أجساما مضادة من الأسبوع الثالث لتلقيه وتستمر حتى 10 أسابيع أخرى، وتعتمد آلية عمله على تحفيز جهاز المناعة لإنتاج أجسام مناعية عبر الحقن من خلال تقنية "الفيروس المقتول"، إذ تستخدم عينة ميتة من الفيروس وإضافة مواد أخرى مساعدة باللقاح تعمل على تعزيز الاستجابة المناعية عبر تشكيل أجسام مضادة، وهو ما يتشابه مع لقاح "سينوفارم" (Sinopharm) الصيني، وفق كلام الدكتور محمد علي للجزيرة نت.

وأكد أن مصر تعاقدت مع أكثر من شركة دواء للحصول على 100 مليون جرعة من اللقاحات، الأمر الذي قد يستغرق بعض الوقت في ظل وجود سعي دولي من الدول الغنية للحصول على اللقاحات قبل غيرها، وهو ما يؤكد أهمية الإنتاج المحلي للقاح كورونا.

جدول يقارن بين لقاحات كورونا الموجودة حاليا من حيث السعر والفعالية والجرعات ودرجة حرارة التخزين

الفعالية ونسب الخطورة

وحول فعالية اللقاح المصري وحقيقته، أوضح الدكتور مازن خيرالله، استشاري الأمراض المعدية للجزيرة نت، أن المنهجية العلمية لتحديد كفاءة لقاحات كورونا من عدمها تقوم على إجراء دراسات متعمقة للفيروس وتسلسله الجينى وسبل تعطيله، ومن ثم مروره على 3 مراحل من التجارب الإكلينيكية لاختبار الفعالية على الآلاف من المتطوعين، ويتم خلال كل مرحلة دراسة نتائج اللقاح وأمانه على عدد أكبر من المتطوعين من المرحلة السابقة، للتأكد من الفعالية وعدم وجود آثار جانبية، ما يؤكد الحاجة لبعض الوقت لحين إجازة اللقاح ما يجعل من السابق لأوانه القول بفعالية اللقاح أو عكس ذلك.

سباق مع الزمن

وتظهر هنا أزمة توقيت فاللقاح المصري بتلك الصورة لن يتاح بشكل سريع ما يثير تساؤلات حول آلية توفير التطعيمات من الفيروس في ظل نقص اللقاحات المتوفرة، فبالرغم من اعتماد مصر عدد من اللقاحات، فإنها ما زالت ضئيلة مقارنة بعدد السكان في مصر الذي يتخطون 100 مليون نسمة.

يذكر أن مصر اعتمدت 3 لقاحات للاستخدام المحلي، وتتضمن اللقاح الصيني "سينوفارم" (Sinopharm)، والذي أعلنت وزارة الصحة توريد شحنة جديدة  تتضمن 300 ألف جرعة منه أواخر فبراير/شباط الماضي، بعد وصول أكثر من شحنة، ولقاح شركة "أسترازينيكا" (AstraZeneca) الذي أكدت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة، توفير 5 ملايين جرعة مع نهاية الشهر الجاري بعد وصول 50 ألف جرعة مسبقًا، بجانب اللقاح الروسي "سبوتنيك-في" (sputnik-v) الذي لم يصل بعد لمصر رغم إجازته من هيئة الدواء والتعاقد عليه.

يذكر أن وزارة الصحة أعلنت عن تطعيم نحو 30 ألف مواطن من الشرائح المستحقة للتطعيم، كما أعلن قطاع الطب الوقائي بالوزارة عن تسجيل 488 ألف مواطن من الفئات المستحقة للتطعيم عبر الموقع الإلكتروني لتسجيل وحجز لقاح كورونا منذ انطلاقة وحتى 22 مارس/آذار الجاري، وهو ما يراه الدكتور محمد علي الاستشاري الطبي عددا محدودا، لكنه أرجع الأمر إلى حالة التخوف غير المبرر من الأعراض الجانبية والتي تعد ضئيلة ومحدودة، فعلى سبيل المثال ثبت نجاح لقاح سينوفارم بنسبة 86% ولقاح أسترازينيكا الذي تم تجربته على أكثر من 30 مليون شخص أيضًا.

ونصح بضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية لحين توفير اللقاحات والحصول على التطعيم بين جميع المصريين، وهو الأمر الذي قد يتاح نهاية العام الجاري بحسب وزارة الصحة بينما حاليًا اللقاحات متوفرة للفئات المستحقة من الأطباء وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.

أزمة تسعير اللقاح

ورغم عدم تحديد سعر اللقاح المصري المقرر طرحه لتعذُّر نزوله السوق بعد، فإن تصريحات صحفية من الدكتور محمد أحمد رئيس الفريق البحثي لإنتاج لقاح كورونا المصري، أكد خلالها أنه سيكون أرخص من اللقاح الصيني (سعر اللقاح الصيني بالسوق المحلي 200 جنيه مصري للجرعتين، أي حوالي 12 دولارا)، خصوصًا أنه مُعفى من الجمارك أو الضرائب على نقيض اللقاح الصيني.

غير أن الدكتورة منى مينا، وكيلة نقابة الأطباء السابقة، انتقدت مبدأ التسعير لتوفير اللقاحات بمصر، مؤكدة في منشور لها عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن اللقاح لا بد من توفيره بصورة مجانية حال إتاحته بالسوق المحلية لضمان تغطيته الشاملة لجميع المواطنين أسوة ببقية دول العالم وعملا بنصوص الدستور المصري.

ولفتت إلى أن مبدأ التسعير للقاح مرفوض لأنه في الأساس يتم خصم 1% من صافي الرواتب و0.5% من المعاش للجميع تحت بند دعم كورونا بقرارات صادرة من مجلس الوزراء، كما تم رصد 100 مليار جنيه لمواجهة الجائحة.

المصدر : الجزيرة