استهداف الدماغ بالليزر.. طريقة لإيقاف إدمان الخمر

صورة دماغ ليزر من بيكسابي
الدراسة تعتمد على التقدم الكبير في علم البصريات الوراثي (بيكسابي)

طارق قابيل

أثبت باحثون من معهد سكريبس للأبحاث -وهو منشأة أبحاث طبية أميركية تركز على البحوث في العلوم الطبية الأساسية- أنه من الممكن عكس الرغبة في تناول الكحول في الفئران المعتمدة عليه عن طريق استهداف جزء من الدماغ باستخدام أشعة الليزر.

وفي التجربة، واجهت الفئران المعتمدة على الكحول اختفاء أعراض إدمانها تماما عندما استخدمت أشعة الليزر لتثبيط الخلايا العصبية التي يطلق عليها "العامل المطلِق لموجهة القشرة" (سي آر أف).

لم يعكس هذا فقط رغبتها في شرب الكحول، ولكنه أيضا قلل الأعراض الجسدية لانسحاب الكحول من أجسادها، مثل الاهتزاز الشديد.

ومع ذلك، فعند إيقاف تشغيل أشعة الليزر تعود أعراض الإدمان للفئران على الفور.

وقال أوليفر جورج -وهو أستاذ مشارك في معهد سكريبس للأبحاث- لموقع ديجيتال ترندس إن "هذا البحث يحدد مجموعة عصبية معينة في منطقة عميقة من الدماغ يتم تنشيطها أثناء انسحاب الكحول والتي تتحكم في تعاطي الكحول في نموذج القوارض لإدمان الكحول".

وأضاف "نحدد أيضا من خلال مسارات التدفق التحتي (مع التيار) التي تتحكم فيها هذه الخلايا العصبية في بقية الدماغ لإنتاج سلوكيات شبيهة بالإدمان، الأمر المثير في هذه النتائج هو أننا تمكنا من التحكم في الحافز لتعاطي الكحوليات في الأفراد الذين يعتمدون على الكحول اعتمادا شديدا بتغيير اتجاه المفتاح عن طريق زرع الألياف البصرية في عمق الدماغ وتشغيل الليزر الذي يثبط هذه الخلايا العصبية على وجه التحديد، يمكننا تقليل تعاطي الكحول بشكل كبير والأعراض الجسدية المصاحبة للانسحاب".

علم البصريات الوراثي
اعتمدت هذه الدراسة -التي نشرت في دورية "نيتشر كوميونكيشن" يوم 18 مارس/آذار 2019- على التقدم الكبير في علم البصريات الوراثي، وهو إحدى تقنيات علم الأعصاب التي تسمح بالتحكم بخلايا الدماغ الحية باستخدام كابلات الألياف الضوئية.

وتستخدم هذه الطريقة لتعديل العمليات العصبية باستخدام مزيج من التقنيات البصرية والوراثية، ويتم ذلك من خلال مراقبة ورصد أنشطة الخلايا العصبية الفردية داخل الأنسجة الحية، ثم تعديلها بالشكل المناسب للحد من المرض.

وتعتمد هذه التقنية بشكل رئيسي على البروتينات الحساسة للضوء التي تمتلك خاصية تحويل الضوء إلى طاقة كهربائية، حيث يمكن استخدامها في تحفيز الخلايا العصبية باستخدام الضوء.

ومهمة هذه البروتينات هي استشعار الضوء، وعند إضافة هذا البروتينات إلى العصب فإنها تحث الخلايا على إطلاق إشارة عصبية بمجرد تعرضها لطول موجة معينة من الضوء.

عمل واعد
هذا العمل واعد لأنه يوحي بأنه قد يكون من الممكن تطوير علاجات جديدة لمحاربة الإدمان من خلال التركيز على دوائر الدماغ، ويمكن أن يؤدي تحديد الخلايا العصبية الصحيحة إلى تطوير علاجات دوائية أفضل أو حتى علاجات جينية لإدمان الكحول، وقد يكون من الممكن مستقبلا تأسيس عملية زرع دماغية في الإنسان للسيطرة على الإدمان.

المصدر : الجزيرة