قتل نحو ألفين بالكونغو.. كابوس إيبولا المميت يستمر

ATTENTION EDITORS - VISUALS COVERAGE OF SCENES OF INJURY OR DEATH Health workers dressed in protective suits prepare the body of Congolese woman Kahambu Tulirwaho for burial after she died of Ebola, at an Ebola treatment centre in Butembo, in the Democratic Republic of Congo, March 28, 2019. Picture taken March 28, 2019. REUTERS/Baz Ratner
عاملون صحيون يقومون بإعداد جثة مرأة للدفن بعد وفاتها بمرض إيبولا (رويترز)

أعلنت الدوائر الصحية في جمهورية الكونغو الديمقراطية الأحد أن أكثر من ثلاثة آلاف إصابة بفيروس إيبولا سجلت في البلاد منذ أغسطس/آب 2018، في حين بلغ عدد الوفيات أكثر من ألفي شخص.

وأفادت آخر حصيلة للجنة المشتركة للتصدي للوباء صدرت السبت أن مجموع المصابين منذ بداية الوباء بلغ 3373 شخصا بمجموع وفيات 2231 وفاة.
 
وتكافح البلاد وباء فيروس إيبولا الذي أعلن انتشاره منذ الأول من أغسطس/آب 2018. وينتشر المرض خصوصا في إقليمي شمال كيفو وإيتوري شرق البلاد.

من جهة أخرى، تقول السلطات الصحية إنها تحقق في 341 إصابة مشتبهة. وتواجه عمليات مكافحة الوباء صعوبات بسبب انعدام الأمن الناجم عن انتشار مليشيات عديدة بالمناطق المتضررة. وقتل أو جرح العديد من أفراد طواقم مكافحة إيبولا بهجمات شمال كيفو وإيتوري.

كما تستهدف هجمات منشآت لمكافحة إيبولا بهذه المناطق التي تنتشر فيها أعمال العنف منذ عقدين.

ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قتل أكثر من مئتي مدني بهذه المنطقة التي تشهد هجمات تنسب إلى "القوات الديمقراطية المتحالفة" المجموعة المسلحة الأوغندية الأصل.

وتشهد الكونغو الديمقراطية حاليا عاشر انتشار وبائي لإيبولا منذ 1976، وثاني أخطر وباء من هذا النوع بعد الوباء الذي تسبب بوفاة 11 ألف شخص غرب أفريقيا عام 2014.

تعريف
ووفقا لمنظمة الصحة فإن فيروس إيبولا -المعروف سابقا باسم حمى إيبولا النزفية- مرض وخيم يصيب الإنسان وغالبا ما يكون قاتلا. وينتقل إلى الإنسان من الحيوانات البرية، وينتشر بين صفوف التجمعات البشرية عن طريق سريانه من إنسان إلى آخر.

ويبلغ معدل إماتة حالات الإصابة بمرض إيبولا نسبة 50% تقريبا في المتوسط، ولكنه تراوح بين 25% و90% في حالات التفشي التي اندلعت في الماضي.

ويسبب إيبولا مرضا حادا وخطيرا يودي بالحياة في أغلب الأحيان إن لم يُعالج. وقد ظهر المرض لأول مرة عام 1976 في إطار فاشيتين اثنتين اندلعتا في آن معا، إحداهما في نزارا بالسودان والأخرى في يامبوكو بجمهورية الكونغو الديمقراطية، التي اندلعت في قرية تقع على مقربة من نهر إيبولا الذي اكتسب المرض اسمه منه.

انتقال المرض
وتقول المنظمة العالمية إنه يُعتقد أن خفافيش الفاكهة من فصيلة بتيروبوديداي هي المضيف الطبيعي لفيروس إيبولا الذي ينتقل إلى تجمعات السكان البشرية عن طريق ملامسة دم الحيوانات المصابة بعدوى المرض أو إفرازاتها أو أعضائها أو السوائل الأخرى من أجسامها، مثل قردة الشمبانزي والغوريلا وخفافيش الفاكهة والنسانيس وظباء الغابة وحيوانات النيص التي يُعثر عليها معتلة أو نافقة في الغابات الماطرة.

ومن ثم تنتشر إيبولا من خلال سريان العدوى من إنسان إلى آخر عبر الملامسة المباشرة لدم الفرد المصاب (عن طريق الجروح أو الأغشية المخاطية) أو إفرازات ذاك الفرد أو أعضائه أو سوائل جسمه الأخرى، وبملامسة السطوح والمواد الأخرى الملوثة بتلك السوائل (كالمفروشات والملابس).

وكثيرا ما يُصاب عاملو الرعاية الصحية بالعدوى عند تقديمهم العلاج للمرضى المصابين بحالات يُشتبه فيها أو مؤكدة من فيروس إيبولا. وقد حدث ذلك من خلال ملامسة المرضى مباشرة من دون تطبيق صارم للتحوطات المتعلقة بمكافحة عدوى المرض.

ويمكن أن تؤدي أيضا مراسم الدفن التي يلامس فيها المشيعون مباشرة جثة المتوفى دورا في انتقال فيروس إيبولا.

الأعراض
تتراوح فترة حضانة المرض، أي تلك الممتدة من لحظة الإصابة بعدواه إلى بداية ظهور أعراضه، بين يومين اثنين و21 يوما. ولا ينقل الإنسان عدوى المرض حتى يبدي أعراضه التي يتمثل أولاها في الإصابة فجأة بحمى موهنة وآلام بالعضلات وصداع والتهاب بالحلق، يتبعها تقيؤ وإسهال وظهور طفح جلدي واختلال بوظائف الكلى والكبد، والإصابة في بعض الحالات بنزف داخلي وخارجي على حد سواء (مثل نزف الدم من اللثة وخروج الدم في البراز) وذلك وفقا لمنظمة الصحة العالمية.

ووفقا للمنظمة لا يوجد حاليا أي دواء معين أثبت فعاليته ضد فيروس إيبولا لدى البشر، ولكن تحسن الرعاية الداعمة، ولا سيما العلاج المعتمد على الاستعاضة عن السوائل، رفع فرص البقاء على قيد الحياة. وتشمل طرق العلاج الأخرى المستخدمة لمساعدة الناس على النجاة من فيروس إيبولا، متى أمكن: غسل الكلى، وعمليات نقل الدم، والعلاج المعتمد على استبدال البلازما.

المصدر : الفرنسية + مواقع إلكترونية