الذكاء الصناعي أدق من الطبيب في التنبؤ بمدى احتمال وفاة مرضى القلب.. لكن كيف؟

ميدان - الذكاء الاصطناعي
برنامج الذكاء الاصطناعي كُلّف باكتشاف أنماط للتنبؤ بفرص وفاة المريض (مواقع التواصل)

تستطيع خوارزمية جديدة من التعلم الآلي التنبؤ بما إذا كان مرضى القلب معرضين لخطر الموت في غضون عام. وهو ما أثبته الذكاء الاصطناعي في مركز للرعاية الصحية في الولايات المتحدة من خلال التنبؤ بمدى احتمال وفاة المريض في غضون عام بصورة أدق مقارنة بالطبيب.

وفي تقرير نشرته صحيفة "تلغراف" البريطانية، سلّط الكاتب توم هوغنز الضوء على قدرة خوارزمية التعلم الآلي على حساب فرص بقاء مرضى القلب على قيد الحياة من خلال تحليل نتائج تخطيط القلب.

وأفاد الكاتب بأن هذه الخوارزمية حلّلت مجموعة كبيرة من نتائج تخطيط القلب لأكثر من أربعمئة ألف مريض، حيث تمكّن هذا البرنامج المتطور من التفوق على الأساليب التقليدية للتنبؤ بفرص نجاة هؤلاء المرضى التي يستخدمها الأطباء.

وقام فريق نظام "غايزنر" الصحي في بنسلفانيا بتدريب الخوارزمية على العمل على نموذجين؛ يتمثل الأول في تغذية البيانات التاريخية الأولية لتخطيط القلب، وقياس الجهد مع مرور الوقت. وفي النموذج الثاني، تم تحليل بيانات تخطيط القلب، بالإضافة إلى عمر وجنس كل مريض.

وأشار الكاتب إلى أن برنامج الذكاء الاصطناعي كُلّف باكتشاف أنماط للتنبؤ بفرص وفاة المريض خلال العام المقبل، أو إذا كان معرضا للإصابة بمضاعفات إضافية، مثل النوبة القلبية والرجفان الأذيني.

خوارزمية
ووُظفت خوارزمية متوازية تستخدم قراءة تقليدية على سبيل المقارنة. وحيال هذا الشأن، ذكر براندون فورنوالت من مركز غايزنر لمجلة "نيو ساينتست" أن النموذج القائم على التعلم الآلي كان أفضل ما توصلت إليه هذه الأبحاث.

وأوضح الكاتب أن نتائج الطرق التقليدية قد لا تتوافق تماما مع التقديرات الفردية التي يجريها الطبيب. ومع ذلك، تمكّن برنامج الذكاء الاصطناعي من التنبؤ بدقة بوفاة أشخاص يعتقد الأطباء أنهم يتمتعون بصحة جيدة استنادًا إلى نتائج تخطيط القلب "الطبيعية".

وفي الواقع، قام ثلاثة اختصاصيين في أمراض القلب بقراءة نتائج تخطيط القلب "بشكل طبيعي"، ولكنهم لم يتمكنوا من التعرف على أنماط المخاطر التي اكتشفها برنامج الذكاء الاصطناعي. وخلص فورنوالت إلى أن الذكاء الاصطناعي قادر على تعليم البشر ما فشلوا في تفسيره طوال عقود. ونظرًا لأن الاختبار يعتمد على مجموعة بيانات تاريخية سرية، فضلا عن أن الباحثين لم يحدّدوا الأنماط التي تعتمد عليها هذه التكنولوجيا، فلا تزال هناك عقبات أخلاقية تحول دون استخدام الذكاء الاصطناعي لعلاج المرضى.

وفاة مبكرة
ونوّه الكاتب إلى أن دراسة غايزنر لم تكن أول دراسة أُجريت للتنبؤ بالموت بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي؛ ففي أبريل/نيسان الماضي نشرت جامعة نوتنغهام دراسة حول خوارزمية للتعلم الآلي يمكنها التنبؤ بالوفاة المبكرة لدى البريطانيين الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و69 عامًا. وزعمت الدراسة أن أداء الذكاء الاصطناعي كان أفضل مقارنة بأداء الأساليب التقليدية.

وخلال الأسبوع الماضي، قدّمت إدارة الغذاء والدواء في الولايات المتحدة اقتراحا بشأن وضع إطار تنظيمي لاستخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية. وجاء فيه أن إدارة الغذاء والدواء "تتوقع أن تلتزم الشركات المصنعة بالشفافية وتراقب أداء هذه التكنولوجيا على أرض الواقع".

وأورد الكاتب أنه رغم أن استخدام الذكاء الاصطناعي لتغيير العلاج قد يستغرق بعض الوقت، فإن إدارة الغذاء والدواء أكدت أيضًا أن الذكاء الاصطناعي وتقنيات التعلم الآلي "تملك القدرة على تحويل الرعاية الصحية من خلال استخلاص أفكار جديدة ومهمة من القدر الهائل من بيانات الرعاية الصحية المتوفرة".

المصدر : مواقع إلكترونية