ماذا تفعل إذا ظهرت كتلة في رقبتك أو خلف أذنك؟

قد تظهر في الجسم كتل على مستوى الرقبة أو خلف الأذن، وفي بعض الحالات يرجع سبب ظهورها إلى مشاكل في البشرة مثل حب الشباب، أو بسبب الأورام الشحمية، وفي هذه الحالة لا يشكل الأمر خطرا على الصحة، أما في بعض الحالات الأخرى فقد تكون هذه الكتل مؤشرا على الإصابة بأورام خطيرة في الرقبة والأذنين.

فما هي أكثر الأسباب شيوعا لظهور هذه الكتل؟

أسباب ظهور كتلة أو انتفاخ في العنق الرقبة سرطان

ورم في العنق

حدوث ورم أو كتلة في العنق أمر شائع عند البالغين، ويمكن أن يحدث لأسباب عديدة، وذلك وفقا لموقع الأكاديمية الأميركية لطب الأنف والأذن والحنجرة- مؤسسة جراحة الرأس والعنق American Academy of Otolaryngology–Head and Neck) Surgery Foundation).

كتلة العنق هي كتلة غير طبيعية في الرقبة، ويمكن أن تكون هذه الكتلة بأي حجم، فقد تكون كبيرة بما يكفي لرؤيتها والإحساس بها أو صغيرة جدا.

وقد تكون كتلة الرقبة علامة على وجود عدوى أو قد تشير إلى حالة صحية خطيرة، ولا يعني هذا بالضرورة أنك مصاب بالسرطان، ولكنه يعني أنك قد تحتاج إلى تقييم إضافي للحصول على تشخيص دقيق.

أسباب تكوّن كتلة أو ورم في العنق

  • قد تصاب بكتلة في الرقبة بسبب عدوى فيروسية أو بكتيرية، وقد تتسبب عدوى الأذن أو الجيوب الأنفية أو التهاب الأسنان أو التهاب الحلق أو النكاف أو تضخم الغدة الدرقية في حدوث ذلك، فإذا كانت كتلة رقبتك ناتجة عن عدوى يجب أن تختفي تماما عندما تزول العدوى.
  • ورم غير سرطاني (حميد) أو ورم سرطاني (خبيث)

غالبا ما تكون كتل العنق السرطانية لدى البالغين بسبب سرطان الخلايا الحرشفية في الرأس والرقبة "إتش إن إس سي سي"head and neck squamous cell carcinoma (HNSCC)، وقد تكون الأسباب الأخرى لكتلة الرقبة ناتجة عن سرطانات، مثل سرطان الغدد الليمفاوية أو الغدة الدرقية أو سرطان الغدد اللعابية أو سرطان الجلد أو السرطان الذي انتشر من مكان آخر في الجسم.

ورم في الرقبة من الخلف

راجع الفقرة السابقة.

ورم خلف الأذن

يمكن أن تحدث كتلة أو ورم خلف الأذن لأسباب مختلفة، ورغم أن معظم الكتل حميدة نسبيا فإنها قد تكون أحيانا علامة على حالة أكثر خطورة، وقد تكون الكتل خلف الأذن صلبة أو طرية، وقد يكون البعض مؤلما عند اللمس، في حين أن البعض الآخر غير مؤلم.

وغالبا ما تكون الكتل خلف الأذن ناتجة عن نزلات البرد أو الإنفلونزا أو التهاب الحلق أو التهابات الجهاز التنفسي، لأن العدوى يمكن أن تتسبب في تورم الغدد الليمفاوية خلف الأذنين والتهابها.

وفي معظم الأحيان لا تكون الغدد المتورمة مدعاة للقلق، ومن المحتمل أن تختفي من تلقاء نفسها، وإذا كانت ناجمة عن عدوى بكتيرية يمكن علاجها بسهولة بالمضادات الحيوية، أما إذا كانت العدوى أكثر خطورة فقد تتسبب في تضخم الغدد الليمفاوية وتورمها واحمرارها والشعور بالألم.

عدوى خطيرة يمكن أن تسبب كتلة خلف الأذن هي التهاب الخشاء (Mastoiditis)، التهاب الخشاء هو عدوى بكتيرية تصيب عظم الخشاء خلف الأذن، وغالبا ما يحدث عندما تُترك عدوى في الأذن الوسطى دون علاج وتنتشر، وعلى الرغم من أنه غالبا ما يظهر عند الأطفال الصغار فإنه يمكن أن يحدث في أي عمر.

أعراض التهاب الخشاء

  • ألم شديد خلف الأذن
  • سائل ينز من الأذن
  • حمى
  • صداع

إذا ترك التهاب الخشاء دون علاج فقد يؤدي إلى فقدان السمع والتهاب السحايا والجلطات الدموية وشلل العصب الوجهي، وإذا كانت لديك أي أعراض لالتهاب الخشاء فمن الضروري طلب العناية الطبية فورا.

الأمراض الجلدية والكتل غير السرطانية وظهور كتلة خلف الأذن

بالإضافة إلى الالتهابات يمكن أن تسبب العديد من الأمراض الجلدية كتلة خلف الأذن، ورغم أن حب الشباب أكثر شيوعا في الوجه فإنه يمكن أن يحدث في أي مكان من الجسم، وغالبا ما يمكن ترك البثور خلف الأذن بمفردها أو معالجتها بكريمات لا تستلزم وصفة طبية.

وتشمل الأسباب الأخرى الكتل الدهنية (lipomas) والخراجات، كلا النموين ناعم وغير مؤلم في العادة، وفي بعض الحالات قد يصاب الكيس بالعدوى ويتطلب مضادات حيوية، ومع ذلك يذهب معظمها من تلقاء نفسها، إذا كان لديك ورم شحمي يسبب عدم الراحة فإنه يمكنك إزالته جراحيا.

هل يمكن أن يكون الورم خلف الأذن من سرطان؟

من حين لآخر يكون الورم المحسوس خلف الأذن ورما، ومعظم الأورام الموجودة خلف الأذن حميدة لأن الأورام السرطانية غير شائعة في تلك المنطقة من الجسم، وإذا كان الورم صلبا وثابتا في مكانه و/ أو غير متساوٍ في الشكل فقد يكون ذلك علامة على أنه ورم سرطاني.

ومن الضروري جدا مراجعة الطبيب إذا كان الورم مؤلما أو ظهر فجأة أو إذا كان مصحوبا بأعراض أخرى.

انتفاخ تحت الأذن في الرقبة

راجع الفقرات السابقة

ماذا علينا أن نفعل فور ملاحظة ظهور كتلة في الرقبة أو خلف الأذن؟

1- يجب فحص الخلايا السرطانية

قد يكون سبب ظهور بعض الكتل على مستوى الرقبة هو الإصابة بسرطان البلعوم الأنفي الذي ينتشر في العقد الليمفاوية الموجودة في الرقبة، وعادة لا تكون هذه الكتل مؤلمة، وفقا لما ذكره موقع أوثوريتي لوف.

وقد يتضمن سرطان البلعوم الأنفي أعراضا أخرى على غرار ضعف السمع، واحتقان الأنف، والرعاف أو نزف الأنف، وزغللة العين، والإصابة بآلام على مستوى الوجه، فضلا عن الخدر والشعور بالصداع.

وحتى إن لم تظهر لديك أعراض مما سبق ذكرها -باستثناء وجود كتل على رقبتك- فإن من الضروري أن تحدد موعدا لزيارة الطبيب حتى تتأكد من عدم إصابتك بأحد الأمراض الخطيرة المرتبطة بها.

أما بالنسبة للكتل التي تظهر خلف الأذنين فقد يرتبط وجودها ببعض أنواع الأورام السرطانية مثل سرطان الجلد، كما أنه يمكن أن تكون كذلك أوراما حميدة، ومن المرجح ألا تسبب كل من الكتل الخبيثة والحميدة على حد سواء آلاما.

ومن المحتمل أيضا أن يزداد حجمها مع مرور الوقت أو أن تحافظ على نفس الحجم، وبغض النظر عن حجم الكتلة يجب عليك استشارة طبيبك لمعرفة خطورتها واكتشاف ما إذا كانت تحتاج لعلاج أو أنه لا بد من إزالتها.

تجدر الإشارة إلى أن سرطان الجلد هو نمو غير طبيعي في خلايا الجلد يحدث عادة نتيجة التعرض لأشعة الشمس، ولكنه قد يحدث في الأماكن التي لا تتعرض للشمس، وتوجد 3 أنواع من سرطان الجلد وفق نوع الخلايا التي ينشأ فيها الورم. وتعد الوقاية والكشف المبكر للمرض في حال حدوثه مفتاح الحماية وزيادة احتمالية الشفاء.

وأنواع سرطان الجلد هي: سرطان الخلايا القاعدية، وسرطان الخلايا الحرشفية، وسرطان الخلايا الصبغية (الميلانوما).

2- تأكد من فحص جهازك الليمفاوي

عندما يطرأ خلل على النظام الليمفاوي تصاب الغدد الليمفاوية بالتضخم والتورم، وتعرف هذه الحالة الطبية بتضخم العقد اللمفاوية.

يشار إلى أن نظامنا الليمفاوي يتكون من أوعية ليمفاوية، بالإضافة إلى المئات من العقد الليمفاوية التي ترشح البكتيريا وبعض السموم الأخرى من أجسامنا عن طريق محاصرتها وتدميرها.

‪غالبا ما تؤدي العدوى الفيروسية والبكتيرية إلى تورم وظهور كتل حول الرقبة والأذنين‬ (الألمانية)
‪غالبا ما تؤدي العدوى الفيروسية والبكتيرية إلى تورم وظهور كتل حول الرقبة والأذنين‬ (الألمانية)

قد يؤدي تضخم العقد الليمفاوية إلى تضخم الغدد الليمفاوية الموجودة في أجزاء مختلفة من الجسم بما في ذلك الرقبة وحول الأذنين وتحت الذراعين، ومن الأفضل استشارة طبيبك إن لاحظت تضخما أو تورما على مستوى الغدد الليمفاوية، وذلك بغض النظر عن مكان وجود هذه العقد المتورمة.

ويعتبر تضخم العقد الليمفاوية في الرقبة أو تحت الذراعين أو على مستوى الفخذ من الأعراض الشائعة للإصابة بمرض "ليمفوما هودجكين" وهو نوع من الأورام السرطانية الذي يصيب خلايا الدم البيضاء أو الخلايا الليمفاوية.

وعموما، هناك أعراض أخرى لهذا المرض مثل التعرق الليلي وفقدان الوزن والإصابة بالحمى والسعال المستمر.

وعلى الرغم من أن العقد الليمفاوية المتورمة في معظم الحالات قد تكون ناجمة عن الإصابة بالعدوى فإنه من الأفضل عدم تجاهل هذه الأعراض، وإجراء فحص للعقد الليمفاوية في أقرب وقت ممكن.

3- تأكد من عدم إصابة أنظمة جسمك بالعدوى

غالبا ما تؤدي العدوى الفيروسية والبكتيرية إلى تورم وظهور كتل حول الرقبة والأذنين، كما أن الأسباب الأكثر شيوعا التي تؤدي إلى ظهور الكتل وراء الأذنين تتمثل في داء كثرة الوحيدات والتهاب الحلق وجدري الماء والحصبة.

وقد تسبب بعض الأمراض التهاب النتوء الحلمي أو التهاب القسم الخُشَّائي من العظم الموجود خلف الأذن، وفي الحقيقة قد يؤدي التهاب النتوء الحلمي بدوره إلى إصابة هذا العظم مما يشكل كتلا خلف الأذن.

4- تأكد من أن هذه الكتل ناتجة عن الأكياس الدهنية

قد يعود سبب ظهور الكتل على مستوى الرقبة أو خلف الأذنين إلى وجود أكياس دهنية تتشكل في الغدد الدهنية التالفة أو المسدودة التي تتمثل وظيفتها في إنتاج الزيت الذي يغطي الجلد والشعر، بسبب الإصابة بالصدمات مثل الخدوش والجروح أو حب الشباب، وقد يتراجع عمل الغدد الدهنية مما يؤدي بدوره إلى تشكل الأكياس.

وفي العادة، يشخص الطبيب هذه الأكياس باستخدام الفحوص البصرية، وفي بعض الحالات قد يحتاج إلى إجراء المزيد من الاختبارات.

لذلك، ينبغي عدم تجاهل الأسباب التي من شأنها أن تؤدي إلى ظهور الكتل على مستوى الرقبة أو خلف الأذن، إذ إن الطبيب وحده قادر على أن يحدد ماهية هذه الكتل وما إذا كانت بحاجة إلى العلاج أو التخلص منها.

الطبيب

في حالة ظهور كتلة في رقبتك فمن الضروري أن تزور الطبيب لإجراء الفحوصات الطبية والاختبارات اللازمة التي من شأنها أن تشخص حالتك. بالإضافة إلى الاختبارات التكميلية، يمكن أن تساعد عدة علامات على توجيهك في ما يتعلق بطبيعة هذه الكتل. وذلك وفقا لتقرير في موقع "ستيب تو هيلث" الأميركي.

عادة يكون الورم الناعم والمؤلم مؤشرا على الإصابة بعدوى، لكن هذه الكتل تختفي عادة بعد فترة، وقد يتسبب تضخم العقد الليمفاوية في حساسيتها، أما إذا كانت الكتلة صلبة وغير متحركة وغير مؤلمة فقد تكون ورما.

ويمكن أن تُسبب الأورام أيضا أعراضا أخرى مثل فقدان الصوت (بحة في الصوت) أو صعوبة في البلع. وإذا كانت لديك كتلة في عنقك لا تزول وتتسبب أيضا في أي من الأعراض التي ذكرت أعلاه، فاستشر طبيبك في أسرع وقت ممكن.

الاختبارات التشخيصية

بإمكان العديد من الاختبارات التوصّل إلى تشخيص طبي. مع ذلك، إذا كان المريض شابا فمن غير المرجح أن يكون الورم هو السبب. وقد لا تكون هذه الاختبارات ضرورية في العادة إذا كانت هناك علامات تعفن ظاهرة. وبالمثل، يُقيّم المختصون تماسك الكتلة وإن كانت مؤلمة.

يطلب عادة المختصون من المرضى الخضوع لفحص للدم، فضلا عن تصوير الصدر بالأشعة السينية، عند وجود علامات تحذير أو عوامل خطر الإصابة بالسرطان.

ويمكن إجراء اختبارات أكثر دقة، مثل الخزعة، التي يُستخرج خلالها جزء من الكتلة للفحص. من جهة أخرى، يمكن للأطباء طلب اختبارات التصوير، مثل التصوير المقطعي المحوسب، والتصوير بالرنين المغناطيسي، كما أن الموجات فوق الصوتية مفيدة في بعض الأحيان.

وبغض النظر عن الأعراض الأخرى التي ظهرت لديك، وإن لاحظت ظهور كتل على رقبتك أو وراء أذنك، فإن من الأفضل لك زيارة الطبيب فورا.

المصدر : الجزيرة + وكالات + مواقع إلكترونية