تمويل شركات الأدوية للباحثين يثير مخاوف

Grifols's medicines are displayed at their headquarters in Sant Cugat del Valles, near Barcelona, Spain May 25, 2018. Picture taken May 25, 2018. REUTERS/Albert Gea
الأبحاث التي ترعاها الصناعة الدوائية تميل إلى أن تكون أكثر إيجابية من الأبحاث الممولة من مصادر أخرى (رويترز)

تناول تقرير في نيويورك تايمز العلاقة بين شركات الأدوية والباحثين والأطباء، والمخاوف التي تفرضها من احتمالية أن يؤدي ذلك إلى تحيز أو الحصول على نتائج بحثية تحابي شركات الأدوية، مما قد يشكل تهديدا لصحة المرضى على المدى البعيد.

وعلى سبيل المثال، يخشى أن يؤدي حصول باحث على تمويل من شركة أدوية معينة إلى تحبيذه أو سعيه للحصول على نتائج بحثية في دراسته تقول إن الدواء الذي تصنعه شركة الدواء المعنية ناجح وله نتائج ممتازة، بينما قد لا تكون الحقيقة ذلك.

كما يخشى أن يؤدي حصول أطباء خبراء مثلا في الجراحة على تمويل أو امتيازات أو هدايا من شركات معدات طبية، على التوصية بمعداتهم الجراحية، حتى وإن لم تكن مواصفاتها جيدة أو كان يوجد معدات طبية أفضل من شركات أخرى.

ويطالب الكثيرون بالشفافية وضرورة أن يفصح جميع الأطباء والباحثون عن أية علاقات مع شركات الأدوية، سواء كانت تمويلات للأبحاث أو هدايا أو امتيازات ومكافئات.

فعلى سبيل المثال تلقى معهد بحوث سارة كانون، ومقره في ناشفيل، ما يقرب من 8 ملايين دولار من مدفوعات شركات الأدوية نيابة عن رئيسه للعمليات السريرية، الدكتور هوارد بوريس، للعمل البحثي.

ولم تتضمن عشرات المقالات للدكتور بوريس المنشورة في الدوريات الطبية المرموقة الإفصاحات المطلوبة عن تلك المدفوعات والعلاقات.

ووفقا للمقال في نيويورك تايمز هناك شخصيات طبية رائدة من بين عشرات الأطباء الذين فشلوا في السنوات الأخيرة في الإبلاغ عن علاقاتهم المالية مع شركات الأدوية والرعاية الصحية، عند نشر دراساتهم في المجلات الطبية، وفقا للمراجعة البحثية التي أجرتها نيويورك تايمز وبروبابليكا (منظمة الصحافة غير الربحية).

ووجدت المراجعة أن المجلات نفسها غالبا لم تفحص بشكل روتيني الإفصاح (عن العلاقة مع شركات الدواء) من قبل الباحثين، رغم أنه كان بالإمكان اكتشاف العديد من العلاقات بسهولة.

وتنبع النداءات من أجل الشفافية من المخاوف من أن روابط الباحثين بصناعات الصحة والعقاقير تزيد من احتمالات أن تكون نتائج الدراسات -سواء عن قصد أو غير قصد- في اتجاه النتائج المحبذة لصالح الشركات التي تتعامل معها.

وقد وجدت الدراسات أن الأبحاث التي ترعاها الصناعة الدوائية تميل إلى أن تكون أكثر إيجابية من الأبحاث الممولة من مصادر أخرى.

وعلى سبيل المثال قبل فترة استقال الدكتور خوزيه باسلغا، الذي كان كبير الأطباء في مركز ميموريال سلون كيترينغ للسرطان في نيويورك، بعد أن ذكرت صحيفة نيويورك تايمز وبروبوبليكا أنه لم يكشف عن علاقاته مع الصناعة الدوائية في عشرات المقالات الصحفية.

ويجب الانتباه إلى أن التحقيق لم يقل إن الأطباء الذين كانوا على علاقات مع الصناعات الدوائية قد غيروا نتائج دراساتهم لصالحها، كما يجب عدم السقوط في فخ نظرية المؤامرة وافتراض أن الدراسات الطبية يجري التلاعب بها.

ولكن عوضا عن ذلك يشير التقرير إلى أهمية العمل على الوصول إلى آلية أكثر فعالية وشفافية للكشف عن أي تضارب مصالح بين الباحثين، وأي علاقات مع شركات الأدوية.

المصدر : الجزيرة + نيويورك تايمز