التدخين السلبي يؤذي شرايين الأطفال
أظهرت دراسة دولية كبيرة نشرت اليوم الأربعاء أن التعرض لدخان السجائر في مرحلة الطفولة يتسبب في أضرار لا يمكن تداركها لشرايين الأطفال ويزيد خطر إصابتهم بالأزمات القلبية أو الجلطات عندما يكبرون.
وخلص البحث -الذي يعطي ثقلا للحملات المنادية بحظر التدخين في السيارات الخاصة والمنازل- إلى أن التدخين السلبي يؤدي إلى تضخم سُمك جدران شرايين الأطفال.
وقالت سيانا جال الباحثة بأمراض الأوعية الدموية للقلب التي قادت فريق الدراسة في جامعة تسمانيا إن التعرض للتدخين السلبي في مرحلة الطفولة يسبب أضرارا مباشرة في بنية الشرايين ولا يمكن علاجها.
وأضافت أن على الآباء والأمهات أو حتى الذين يفكرون في إنجاب أطفال الإقلاع عن التدخين من أجل صحتهم شخصيا وحماية صحة أولادهم في المستقبل.
سرطان الرئة
ويسبب التدخين سرطان الرئة الذي عادة ما يؤدي للوفاة، كما أنه أكبر سبب للموت المبكر في العالم نتيجة للحالات الصحية المزمنة التي يصيب بها الإنسان مثل مرض القلب وارتفاع ضغط الدم.
وإضافة إلى ستة ملايين شخص يموتون سنويا بسبب تدخين السجائر تقول منظمة الصحة العالمية إن ستمائة ألف آخرين يموتون سنويا نتيجة التعرض لدخان سجائر الآخرين أو ما يطلق عليه التدخين السلبي.
وتقول منظمة الصحة العالمية إنه من بين أكثر من أربعة آلاف مادة كيميائية في دخان السجائر هناك 250 على الأقل يعرف عنها أنها ضارة، وهناك أكثر من خمسين مادة يعرف عنها أنها مسببة للسرطان.
ويتعرض نحو 40% من الأطفال للتدخين السلبي بشكل منتظم في المنزل، ويشكل الأطفال نحو ثلث الوفيات الناجمة عن التدخين السلبي.
نحو 40% من الأطفال معرضون للتدخين السلبي بشكل منتظم في المنزل، ويشكل الأطفال نحو ثلث الوفيات الناجمة عن التدخين السلبي |
الدراسة الأولى
وتعد هذه الدراسة الحديثة -التي نشرت في دورية القلب الأوروبية- الأولى التي تتابع الأطفال حتى سن البلوغ للربط بين تعرضهم لتدخين الآباء والأمهات وسمك الطبقتين الداخليتين لجدران الشرايين.
وفحص باحثون من فنلندا وأستراليا بيانات 2401 في فنلندا و1375 بأستراليا وجهت إليهم أسئلة بشأن عادات تدخين آبائهم وأمهاتهم، واستخدم العلماء الموجات فوق الصوتية لقياس سمك جدران شرايين الأطفال فور بلوغهم سن البلوغ.