رب ضارة نافعة.. المحال التجارية بالكويت تزيد إيراداتها في زمن كورونا

بقالات الكويت في زمن كورونا
مبيعات المحال التجارية في الكويت زادت زيادة غير مسبوق (الجزيرة نت)

الجزيرة نت-الكويت

منذ إقرار الحكومة الكويتية تطبيق الحظر الجزئي قبل نحو شهرين للحد من انتشار فيروس كورونا، لم تعد أم سالم تذهب إلى الجمعيات الاستهلاكية والأسواق المركزية الكبرى لشراء حاجيات المنزل تجنبا لطوابير الانتظار الطويلة وتفاديا لانتقال العدوى.

وجدت السيدة الأربعينية في بقالة الحي الذي تقطن فيه بمنطقة سلوى بمحافظة حولي، ضالتها المنشودة لتأمين غالبية المستلزمات والمواد الأساسية من دون عناء يذكر.

وفرضت السلطات الكويتية في مارس/آذار الماضي سلسلة إجراءات احترازية لمكافحة انتشار فيروس كورونا، تضمنت إغلاق المجمعات التجارية ومراكز التسوق والأسواق العامة، باستثناء منافذ البيع التموينية والغذائية ومن بينها البقالات (المحال التجارية)، التي زادت إيراداتها في ظل أزمة كورونا.

تقول أم سالم إن "الذهاب إلى مراكز التسوق فيه الكثير من المشقة والتعب، علاوة على أنها غير آمنة في ظل عدم التزام الكثير من الناس بوسائل الوقاية كوضع الكمامات ولبس القفازات، لذلك قررنا الاكتفاء بشراء معظم حاجياتنا من البقالة القريبة من عمارتنا".

وتضيف -في تصريح للجزيرة نت- صحيح أن صاحب البقالة يحاول كغيره الاستفادة قدر الإمكان من الأزمة القائمة من خلال رفع الأسعار، ولكن تجنب الازدحام وإيصال الأغراض إلى باب المنزل يستحق دفع نحو 5% إضافية عن كل فاتورة في هذه الفترة الحرجة بالذات.

بعض المحال التجارية زاد الطلب على موادها خمسة أضعاف وبعضها عشرة أضعاف(الجزيرة نت)
بعض المحال التجارية زاد الطلب على موادها خمسة أضعاف وبعضها عشرة أضعاف(الجزيرة نت)

من ناحيتها، توضح سحر أنه ورغم اعتمادها شبه الكامل على البقالة، فإنه لا غنى عن الذهاب إلى الجمعية ولو مرة واحدة في الشهر على الأقل، "فالبقالة لا تستطيع توفير كل السلع التي نحتاجها في المنزل".

وتبدي سحر استياءها الشديد من الفوضى العارمة أمام أحد مراكز التسوق، قائلة "حاولت مرارا وتكرارا تجنب القدوم إلى هنا والاعتماد على الطلب عن طريق خدمة الإنترنت (أون لاين)، غير أن إمكانية التوصيل ليست متاحة حتى الأسبوع المقبل بسبب كثرة الطلبات الناجمة عن هلع وتهافت الناس على مختلف أنواع البضائع".

5 مرات
أما سراج نمر، وهو وافد أردني مقيم في الكويت، فأكد بدوره أن فاتورته الشهرية من البقالة تضاعفت أكثر من 5 مرات تقريبا خلال الأشهر الثلاثة الماضية، حيث ارتفعت من 11 دينارا (35 دولارا) خلال شهر فبراير/شباط الماضي إلى 63 دينارا (201 دولار) خلال أبريل/نيسان الماضي.

وبين نمر -في تصريح للجزيرة نت- أنه قبل أزمة كورونا كنا نعتمد على البقالة في الحاجيات البسيطة أو عند اللزوم فقط، أما اليوم فجلّ أغراضنا من مياه وخضار وخبز وأدوات تنظيف وغيرها نشتريها منها.

وأشار إلى أن بقالة الحي الكائنة تحت عمارته تلبي طلباته عن طريق اتصال هاتفي أو رسالة صوتية عبر تطبيق واتساب، وما هي إلا دقائق معدودة حتى تصل الأغراض إلى باب المنزل.

على دراجته الهوائية، يتنقل رافي بين بنايات حي العوازم في منطقة السالمية، ملبيا طلبات الزبائن الكثيرة وغير المسبوقة منذ بدأ عمله في هذا المجال قبل أكثر من سبع سنوات.

ورغم الجهد الكبير الذي يبذله العامل الهندي في ظل ارتفاع درجات الحرارة، فإن كثرة الاتصالات تسعده، إذ إن كثرة الطلبات والتوصيل تعني أن غلة اليوم من "البقشيش" (العمولة) ستزيد هي الأخرى.

ويكشف إبراهيم، وهو وافد من الجنسية السورية، أن بقالته التي يملكها مع أشقائه تتلقى مئات الطلبات يوميا، وهو ما يدفعه أحيانا إلى إقفال الهاتف بسبب عدم القدرة على تلبية كافة الطلبات.

ولفت إبراهيم -في تصريح للجزيرة نت- إلى أن ثلاثة موظفين يعملون على توصيل الطلبات إلى المنازل، موضحا أن كميات الطلبات زادت أكثر من 10 مرات خلال الأسابيع الماضية، وهو ما رفع إيرادات البقالة وأرباحها.

أما صاحب بقالة بمنطقة السالمية الهندي نوشاد فقال إنه لم يشهد مثل هذه الكثافة في الطلب والبيع منذ قدومه إلى الكويت قبل 20 عاما.

تأجيل الطلبات
وأضاف نوشاد أن "الحظر الجزئي الذي فرضته جائحة كورونا رفع مستويات البيع في بقالته بشكل هائل، ونحن نحاول قدر المستطاع تأمين كل الطلبات وتلبية جميع الرسائل والاتصالات الهاتفية، ولكننا غالبا ما نضطر إلى الاعتذار وتأجيل بعض الطلبات إلى اليوم التالي".

بسبب كورونا زاد توصيل طلبات البقالات إلى المنازل(الجزيرة نت)
بسبب كورونا زاد توصيل طلبات البقالات إلى المنازل(الجزيرة نت)

أما عن السلع والمواد الأكثر مبيعا خلال الأزمة الراهنة، فيوضح الرجل أن الخبز والخضار والفواكه بأنواعها والمياه والألبان والعصائر والسجائر تأتي على رأس قائمة الأكثر مبيعا، إلى جانب البيض ومواد التنظيف وحليب الأطفال والشوكولاتة.

وذكر نوشاد أن كميات الخبز التي باعها خلال الشهرين الماضيين وصلت إلى مستويات قياسية، لافتا إلى أن الشركة التي توزع الخبز بشكل يومي عمدت حديثا إلى تخصيص حصة محددة لا تزيد قيمتها عن 7 دنانير (حوالي 22 دولارا) بما لا يزيد عن 100 ربطة بأحجام مختلفة لكل بقالة.

وأشار إلى أن مبيعات الماء هي الأخرى قفزت بشكل غير مسبوق، حيث وصل حجمها في اليوم الواحد إلى أكثر من 100 صندوق، أي ما يزيد على ألف عبوة يوميا، وهو ما دفع نوشاد إلى زيادة القدرة التخزينية للبقالة عبر الاستعانة بغرفة فارغة في الشقة التي يسكن فيها.

ومع دخول الحظر الكلي في الكويت حيز التنفيذ، واجهت الكثير من البقالات شحا في الإمدادات بسبب تعطّل سلاسل التوريد مع تأخر إصدار التراخيص الممنوحة من قبل أجهزة الدولة للشركات العاملة في هذا المجال.

وقررت السلطات المحلية نهاية الأسبوع الماضي فرض حظر كلي بدءا من 10 مايو/أيار الجاري مع تصاعد أعداد الإصابات بفيروس كورونا واقترابها من عتبة 10 آلاف إصابة، ووصول عدد الوفيات إلى نحو 70.

المصدر : الجزيرة