ما الذي يحدث لليورو والإسترليني؟

Dollar, Euro and Pound banknotes are seen in this picture illustration taken April 28, 2017. REUTERS/Dado Ruvic/Illustration
اليورو والجنيه تراجعا أمام الدولار إلى أدنى المستويات (رويترز)

لامس اليورو (العملة الأوروبية) أقل مستوى في 28 شهرا مقابل الدولار الأميركي اليوم الثلاثاء، في الوقت الذي يضع فيه المستثمرون في الحسبان انخفاضا أكبر لأسعار الفائدة السلبية بمنطقة اليورو.

كما تراجعت عملة بريطانيا (الجنيه الإسترليني) عن عتبة 1.20 دولار، وسط البلبلة السياسية في البلاد مع اقتراب موعد البريكست واحتمال تنظيم انتخابات مبكرة.

ورفعت أسواق النقد توقعاتها لخفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة بواقع عشرين نقطة أساس (0.2%) باجتماعه الأسبوع المقبل، لتصل إلى نسبة 83% في حين تبلغ أسعار الفائدة حاليا (-0.4%).

وقدم المركزي الأوروبي شبه تعهد بتقديم حزمة تحفيز نقدي تشمل تيسيرا كميا جديدا، مع تراجع النمو الاقتصادي وانزلاق قطاع الصناعات التحويلية بألمانيا إلى الركود.

وأظهر مسح يوم الاثنين انكماش قطاع الصناعات التحويلية بأوروبا للشهر السابع على التوالي، مما عزز التوقعات بلجوء المركزي الأوروبي لسياسة التيسير.

وفي أحدث التعاملات، نزل اليورو 0.3% إلى 1.0937 دولار. وهبط في التعاملات الآسيوية إلى 1.09305 دولار، وهو أقل مستوى منذ منتصف مايو /أيار 2017 بعدما كسر المستوى المهم البالغ 1.10 دولار الأسبوع الماضي.

وفي يوليو/تموز، توقع صندوق النقد الدولي تباطؤ نمو اقتصاد منطقة اليورو (19 دولة) إلى 1.3% هذا العام مقابل 1.9% العام الماضي.

وتضغط التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة على أسواق منطقة اليورو التي تعد مصدرا للسلع الأولية لمصانع الصين على وجه الخصوص.

تداعيات
واليوم نزل الجنيه لأقل مستوى، في وقت يستعد مشرعون للاقتراع على المرحلة الأولي لخطة تمنع رئيس الوزراء بوريس جونسون من المضي نحو الانسحاب من الاتحاد الأوروبي بدون اتفاق.

ونزل الإسترليني إلى 1.1959 دولار، وهو أقل مستوى منذ أكتوبر/تشرين الأول 2016، قبل أن يقلص بعض خسائره ويستقر عند 1.1963 دولار. ومقابل اليورو، لامس الإسترليني أقل مستوى في أسبوعين عند 91.74 بنسا.

وباستثناء الانهيار المفاجئ -الذي سجله في أكتوبر/تشرين الأول 2016، حينما انخفض الإسترليني لوقت قصير إلى 1.15 دولار- لم يتم تداول العملة البريطانية بشكل منتظم عند تلك المستويات منذ عام 1985.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن كريغ إرلام المحلل لدى شركة "أواندا" للتداول بالبورصة قوله "لدينا خيار ما بين تزايد خطر البريكست بدون اتفاق، واحتمال قيام حكومة بقيادة (الزعيم العمالي جيريمي) كوربن" الذي يثير برنامجه الشديد التوجه إلى اليسار مخاوف أوساط الأعمال "أو كذلك المزيد من الغموض حول المستقبل".

وأضاف المحلل المالي "أي من هذه الخيارات لا يبدو مواتيا بصورة خاصة للجنيه".

من جهته قال روب دوبسون مدير مؤسسة "أي.أتش.أس ماركت" العالمية للأبحاث إن ارتفاع مستويات الضبابية الاقتصادية والسياسية -إضافة إلى التوترات التجارية على الصعيد العالمي- أثر بالسلب على أداء المصانع البريطانية خلال الشهر الماضي.

وهبط مؤشر مديري المشتريات التصنيعي لبريطانيا إلى 47.4 نقطة في أغسطس/آب الماضي، من 48 نقطة الشهر السابق عليه.

وحسب بيانات مؤسسة "أي.أتش.أس ماركت" العالمية أمس الاثنين، فإن قراءة المؤشر الشهر الماضي سجلت أدنى مستوى منذ يوليو/تموز 2012.

وانكمش الاقتصاد البريطاني بنسبة 0.2% في الربع الثاني الحالي للمرة الأولى منذ عام 2012، بعد تحقيق معدل نمو قوي 0.5% بالربع الأول.

ويكون الانكماش الاقتصادي مصحوبا غالبا بانخفاض الطلب الإجمالي بسبب تراجع الاستهلاك والاستثمار، وارتفاع معدلات البطالة وانخفاض قيمة الأصول (الأسهم والعقارات مثلا).

وتوقع صندوق النقد الدولي أن يسجل الاقتصاد البريطاني معدل نمو 1.3% عام 2019 مقابل 1.2% في تقديرات سابقة.

وحقق الاقتصاد البريطاني معدل نمو 1.4% العام الماضي و1.8% عام 2017.

المصدر : وكالات