لماذا سيكون انضمام البرازيل إلى أوبك خطأ فادحا؟
خلال زيارته للمملكة العربية السعودية، طرح الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو فكرة انضمام بلاده إلى منظمة الأوبك.
ماذا سيترتب على انضمام البرازيل لأوبك؟
ذكر الكاتب أن دخول البرازيل إلى منظمة الأوبك يعني انضمام أحد أهم المنتجين العالميين الرئيسين للنفط تحت مظلة المنظمة مضيفا بذلك حوالي ثلاثة ملايين برميل يوميا إلى الإنتاج الإجمالي للمجموعة. وفي حال حدث ذلك، ستصبح الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية ثالث أكبر منتج للنفط في الأوبك.
لكن التوقيت الذي جاء فيه مثل هذا التصريح يعتبر غريبا بعض الشيء نظرا لأن البرازيل مقبلة على إصدار تراخيص تتعلق بعمليات استخراج النفط من الحقول البحرية، وتأمل الحكومة من خلالها جمع أكثر من 25 مليار دولار.
وأفاد الكاتب بأن إعلان البرازيل عن رغبتها في الانضمام إلى منظمة الأوبك التي تقيد عمليات الإنتاج في أوقات غير متوقعة قد لا يكون خبرا سارا بالنسبة للشركات متعددة الجنسيات. وفي الحقيقة، تتسبب الشروط التي ترافق مزادات بيع النفط بالبرازيل في إغضاب بعض الشركات.
وأشار الكاتب إلى أن البرازيل لن تنضم إلى منظمة الأوبك، وذلك لعدم وضوح القيود المتعلقة بالإنتاج التي تفرضها الحكومة على الشركات التي تعمل في البلاد. وعلى أي حال، يشهد إنتاج النفط في البرازيل ارتفاعا، وقد لا يود الرئيس العبث بمثل هذه المسألة أيضا.
تأتي هذه التطورات في الوقت الذي يواجه فيه بولسونارو أزمة في الداخل، ويواجه ولي العهد السعودي جملة من التحديات.
الطرح العام الأولي
ويعد الطرح العام الأولي الجزئي لشركة أرامكو السعودية إحدى أكبر المشكلات التي تحظى باهتمام الجميع، والتي تسعى عشرات البنوك جاهدة للحصول على جزء منها. لكن التوقيت لا يزال غير مناسب بالنسبة لأرامكو، إذ لا يزال سوق النفط يعيش حالة ركود ولا تبشر التوقعات لعام 2020 بأي تغيير إيجابي.
يثير هذا الأمر تساؤلات حول ما ستفعله منظمة أوبك بلس في الاجتماع المقبل الذي من المنتظر عقده خلال شهر ديسمبر/كانون الأول. ومن جهتها، ترغب المملكة العربية السعودية أن ترتفع الأسعار، وقد يتطلب ذلك مزيدا من التخفيضات في الإنتاج.
خفض الإنتاج
تطرق وزير النفط النيجيري إلى ذلك بعد اجتماعه مع نظيره السعودي، مشيرا إلى ضرورة خفض المملكة العربية السعودية من إنتاجها للنفط لرفع الأسعار. لكن المحللين أثاروا العديد من الأسئلة حول هذا التصريح، وأكدوا أنه من المرجح أن يناقش الوزيران حاجة نيجيريا إلى خفض إنتاجها، نظرا لأنها هي الدولة التي لم تقدم سوى القليل فيما يتعلق بخفض الإنتاج الذي فرضته الأوبك.
لذلك يشكك المحللون في سبب إعلام المملكة العربية السعودية نيجيريا باستعدادها لإجراء مزيد من التخفيضات في الإنتاج. ومن الغريب أيضا أن تعلن نيجيريا ذلك للجمهور.
مع ذلك، يحاول ولي العهد السعودي محمد بن سلمان جاهدا إنجاح الطرح العام الأولي لشركة أرامكو، لذلك من المحتمل أن تتخذ الأوبك قرارات في هذا السياق. كما يمكنه الاستعانة ببعض التخفيضات في الإنتاج من قبل البرازيل، التي من شأنها أن تساعد جهوده، لكن يبدو أن مثل هذه النتائج غير مرجحة كثيرا.