أزمات خانقة تمنع الغزيين من شراء الأضاحي

رغم الانخفاض الكبير في الأسعار الا أن أزمات غزة تسببت بعزوف المواطنين عن شراء الأضاحي
رغم انخفاض كبير في الأسعار، أحجم كثير من سكان غزة عن شراء الأضاحي (الجزيرة)

أحمد عبد العال-غزة

لم تحظ مزارع المواشي في قطاع غزة إلا بأعداد قليلة من الزبائن قبل يوم من حلول عيد الأضحى المبارك هذا العام.

ورغم الانخفاض الكبير في أسعار المواشي، فإن الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها سكان القطاع منذ سنوات وأزمة الكهرباء الخانقة وارتفاع نسبتي الفقر والبطالة إلى أرقام قياسية تسببت في ركود في سوق الأضاحي لهذا العام.

ويقول عبد الرحمن أبو زور، صاحب إحدى مزارع المواشي في مدينة غزة، إن أعداد الزبائن تراجعت هذا العام بشكل كبير جدا.

أبو زور: أزمة الكهرباء سبب ضعف الإقبال (الجزيرة)
أبو زور: أزمة الكهرباء سبب ضعف الإقبال (الجزيرة)

ويرجع أبو زور، في حديثه للجزيرة نت، ضعف الإقبال على شراء المواشي لعدم قدرة سكان القطاع على حفظ كميات اللحوم الكبيرة التي ستنتج عن ذبح الأضاحي بسبب أزمة الكهرباء الخانقة المتواصلة منذ شهور.

ويضيف "رغم أن الأسعار أقل من العام الماضي بكثير، فإن القدرة الشرائية ضعيفة جدا مقارنة بالأعوام السابقة، فسعر العجل قبل عامين كان 24 شيكلا (6.7 دولارات) للكيلوغرام، وهذا العام بلغ 16 شيكلا (4.5 دولارات) للكيلوغرام".

البيع بخسارة
وتسبب تراجع القدرة الشرائية في خسارة واضحة للمزارعين الذين كانوا ينتظرون هذا الموسم على أحر من الجمر، حتى اضطر عدد منهم للبيع بأقل من سعر التكلفة تجنبا لبقاء المواشي لديه لما بعد عيد الأضحى.

وتوقع أبو زور أن يشهد قطاع غزة فساد كميات كبيرة من اللحوم في منازل المواطنين المضحين والفقراء بعد توزيعها عليهم من قبل المؤسسات الخيرية لعدم وجود كهرباء للحفاظ على اللحوم مجمدة.

 بيع الأضاحي تراجع بنسبة 60% مقارنة بالعام الماضي (الجزيرة)
 بيع الأضاحي تراجع بنسبة 60% مقارنة بالعام الماضي (الجزيرة)

 
ويعاني قطاع غزة من أزمة كهرباء حادة منذ العام 2006، تفاقمت منذ أبريل/نيسان الماضي بعد توقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة عن العمل جراء فرض السلطة الفلسطينية في رام الله ضرائب على الوقود اللازم لتشغيل المحطة.

من جهته، يرى المدير العام للتسويق والمعابر في وزارة الزراعة تحسين السقا أن تراجع القدرة الشرائية هذا العام نتيجة لسببين رئيسيين هما انقطاع التيار الكهربائي المتواصل في قطاع غزة والذي يستمر عشرين ساعة يوميا مقابل أربع ساعات وصل، وكذلك أزمة رواتب موظفي السلطة الفلسطينية التي أثرت بشكل سلبي على السوق.

تراجع بنسبة 60%
وفي حديث للجزيرة نت، أكد السقا أنه بعد التواصل مع التجار ومربي المواشي تبين أن البيع هذا العام أقل من العام الماضي بـ60%.

وأوضح أنه في مثل هذا التاريخ من العام الماضي كان قد دخل إلى القطاع ثلاثون ألف رأس عجل، لكن هذا العام وصل 22 ألف رأس عجل، رغم أن السعر انخفض قرابة 1500 شيكل (حوالي 420 دولارا).

بعض التجار لجؤوا لبيع ماشيتهم بخسارة (الجزيرة)
بعض التجار لجؤوا لبيع ماشيتهم بخسارة (الجزيرة)

 
ويؤكد المسؤول الفلسطيني أن بعض التجار لجؤوا للبيع بخسارة هذا العام حتى لا تتكدس الأغنام في مزارعهم وتترتب عليهم تكاليف عالية نظير تربيتها.

ومن بين سكان القطاع الذين أحجموا عن شراء الأضحية هذا العام محمد حسام، الذي يعمل مترجما للغة الإنجليزية ويوضح أنه قرر التخلي عن عادته السنوية في الشراء بسبب أزمة الكهرباء التي جعلته يخشى فساد لحوم الأضحية.

ويقول حسام للجزيرة نت "كل عام أضحي، وجرت العادة معي أن أحتفظ بما يقارب العشرة كيلوغرامات من لحم الأضحية بعد توزيع معظمها على الفقراء والأقارب، لكن أزمة الكهرباء الحالية جعلتني أخشى فساد هذه الكمية".

وكانت اللجنة الشعبية لرفع الحصار عن قطاع غزة قد حذرت في تقرير نشرته منتصف أغسطس/آب الجاري من أن القطاع يعيش تدهورا كارثيا في جميع القطاعات، تسبب في ارتفاع معدلات الفقر لأكثر من 80%.

وأشارت اللجنة، التي يترأسها النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني جمال الخضري، إلى عدم توفر الكهرباء في المنازل والمصانع والمستشفيات إلا لساعات محدودة لا تفي بالحد الأدنى الممكن لاستمرار عمل هذه المرافق.

المصدر : الجزيرة