تجربة بغزة تضاعف محصول القمح
أحمد فياض-غزة
تمكن باحث فلسطيني من زيادة نسبة إنتاج القمح إلى الضعف، وذلك بعد نجاحه في إجراء تحسينات على عينة بذور تعود لأربعة أصناف مختلفة.
ومن المتوقع أن تحدث التجربة تحولاً كبيراً على صعيد زراعة القمح في القطاع الذي يعاني من قلة الأراضي الزراعية وندرة مياه الأمطار.
وينتظر أن تسهم التجربة في تعزيز صمود المزارعين الغزيين، وتنمية نحو 24% من أراضيهم المحاذية للشريط الحدودي والتي لا يتمكنون من الوصول إليها في غالب الأحيان بفعل عمليات التجريف وإطلاق النار من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
نتائج فريدة
ووصف عدوان، الذي التقته الجزيرة نت بمحطة تجاربه المتواضعة في بلدة بيت حانون الواقعة على الحدود الشمالية للقطاع، النتائج التي حصل عليها بالفريدة من نوعها على مستوى العالم العربي، وهي مصداقاً لقوله عز وجل "مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل، في كل سنبلة مائة حبة، والله يضاعف لمن يشاء، والله واسع عليم"(سورة البقرة، آية رقم 261).
وأوضح أن زراعة 1500 متر مربع بالبذور المحسنة أنتجت ألف كيلوغرام من الحبوب، أي بمعدل 650 إلى سبعمائة كيلوغرام لكل ألف متر مربع، في حين أن المعهود في غزة أن كل ألف متر مربع ينتج ما بين ثلاثمائة و350 كيلوغراما، ويستعان في الوصول إلى ذلك بريه بالمياه الجوفية.
وأكد الباحث الفلسطيني أن بذور القمح المحسنة زرعت على مياه الأمطار الموسمية التي لم تسقط في قطاع غزة خلال منتصف فبراير/شباط الماضي، وهو ما يشير إلى أنه بالإمكان مضاعفة إنتاج القمح حتى ولو كانت الأمطار قليلة.
وبين أن تجربته استندت إلى إجراء معالجات على البذور قبل زراعتها، بغية تسريع إنباتها من خلال وضع حبوب القمح في نوع معين من أنواع مثبتات النمو والماء لمدة 24 ساعة.
وأضاف أن نبات القمح المحسن امتاز بسرعة نموه وقصر سيقانه التي لم تتجاوز ستين سنتيمترا، وهو ما منحه إمكانية مقاومة الجفاف، فضلاً عن إنتاجه كميات وافرة من التبن (مخلفات القمح وتستخدم علفا للحيوانات).
وأوضح أن أوراق وسيقان القمح بقيت خضراء عند انحباس المطر، كما أن السفا -وهي شعر خشن صلب يسمى أيضاً الحسك ويمتد من السنبلات- بقيت خضراء حتى نهاية الموسم وساعدت في ملء الحبوب داخل السنابل.
ودعا الباحث الفلسطيني وزارة الزراعة إلى تخصيص ستين دونما (الدونم = ألف متر مربع) لزراعتها بمحصول القمح المحسن من أجل تعميم التجربة، ليتسنى تعميم هذا النوع الجديد من القمح على المزارعين وخصوصاً أصحاب الأراضي المحاذية للشروط الحدودي.