أزمة طاقة تُسخط جنوبي الجزائر
3/3/2011
الجزيرة نت-خاص
تشكو ولايات الجنوب الجزائري نقصا كبيرا في الكهرباء والغاز مع أن مصادر الطاقة تتركز فيها مما يولد شعورا متناميا بالتمييز أو ما يسمونه السكان "الحقرة", وغضبا تعبر عنه احتجاجات متواترة تنادي بتقسيم الثروة بصورة عادلة.
وقال مسؤول كبير رفض كشف هويته للجزيرة نت إن مشكل الطاقة يهدد أمن ووحدة الجزائر مستقبلا.
ويقول سكان في الجنوب إن بلديات وقرى بأسرها تفتقر للغاز والكهرباء, وإن التزود بهما يصبح صعبا إن لم يكن معدوما في الصيف حين ترتفع الحرارة بشدة.
تهميش ومعاناة
وتحدث سكان بمرارة للجزيرة نت عن معاناتهم وتهميش السلطات لاحتياجاتهم التنموية. فالنفط والغاز يُستخرجان من مناطق في صحرائهم كحاسي مسعود وحاسي الرمل (ولاية الأغواط) في حين يحرم كثير منهم من الكهرباء والغاز.
وتحدث سكان بمرارة للجزيرة نت عن معاناتهم وتهميش السلطات لاحتياجاتهم التنموية. فالنفط والغاز يُستخرجان من مناطق في صحرائهم كحاسي مسعود وحاسي الرمل (ولاية الأغواط) في حين يحرم كثير منهم من الكهرباء والغاز.
ويقول أحدهم "لا نصدق كيف نحن نموّل البلاد بالكهرباء والغاز في حين تأخر ربط منازلنا بشبكة الغاز المنزلي حتى الآن".
ويتساءل آخر بمرارة "كيف لولايات الشمال التي تبعد أكثر من ثمانمائة كيلومتر تنعم بالغاز والكهرباء بينما نحن محرومون منهما؟".
وتتجلى معاناة سكان الجنوب كلّ صيف عندما تبلغ الحرارة 52 درجة مئوية, وتعجز المولّدات الكهربائية عن تزويد المنازل فتحدث انقطاعات يومية متكررة، وهذا يحوّل حياة السكان إلى جحيم.
ويتهم السكان المحرومون تقريبا من وسائل الترفيه بما في ذلك المسابح مسؤولي شركة "سونلغاز" بالعجز عن حل الأزمة, ويشيرون إلى أن إدارة توزيع الكهرباء في الشركة استنجدوا بأئمة المساجد للاقتصاد في استهلاك الطاقة.
وبسبب ذلك كله تتوالى الاحتجاجات في الشوارع, وحرق المنشآت في وقت يؤكد السكان أن نقص الكهرباء والغاز كان سببا في وفاة عشرات الرضّع وكبار السن خاصة منهم مرضى الربو والضغط الدموي.
وما أزّم الوضع أكثر, افتقار معظم المستشفيات إلى مولّدات ذاتية في حين أنها تستقبل حالات طارئة بما فيها عمليات التوليد التي تتم في ظروف قاسية.
احتجاجات
وتفرعت عن الأزمة أزمات موازية من توقف للمخابز والعيادات الخاصة, ناهيك عن توقّف مولّدات ضخّ المياه وهو ما ضاعف معاناة السكان ودفعهم للخروج للشارع للتعبير عن سخطهم.
وتفرعت عن الأزمة أزمات موازية من توقف للمخابز والعيادات الخاصة, ناهيك عن توقّف مولّدات ضخّ المياه وهو ما ضاعف معاناة السكان ودفعهم للخروج للشارع للتعبير عن سخطهم.
وعاشت ولايات تمنراست وإليزي وورقلة وغرداية والوادي وبشار وتندوف وأدرار وبسكرة في السنوات الأخيرة احتجاجات يومية بلغت حد حرق مقار شركة (سونلغاز) ببسكرة وورقلة والوادي.
فالكهرباء مقطوعة, والمياه معدومة, ومصالح الصحة دقت ناقوس الخطر مسجّلة وفاة نحو خمسين شخصا من الرضع والنساء الحوامل والمصابين بأمراض مزمنة في السنوات الأخيرة بسبب هذا الوضع.
ويضاف إلى ذلك تلف آلاف الأجهزة الكهرومنزلية نتيجة ضعف التيار الكهربائي. أما الغاز المنزلي فأضحى من الكماليات بالنسبة لسكان ولايات الجنوب.
المصدر : الجزيرة