رحيل الفيلسوف والمعارض طيب تيزيني في حمص السورية

Omran Abdullah - طيب تزيني في أحد محاضراته، مواقع التواصل - رحيل الفيلسوف والمعارض طيب تزيني في حمص السورية التي أصر على البقاء فيها
تيزيني في أحد محاضراته (مواقع التواصل)
توفّي فجر السبت الفيلسوف والمعارض السوري طيب تيزيني عن عمر يناهز 85 عاماً، بعد صراع مع المرض، في مدينة حمص السورية التي ولد فيها.

ونعى ناشطون سوريون تيزيني الذي ناضل ضد استبداد النظام السوري، ونوّه الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بجهوده الثقافية والفلسفية "لصياغة وبناء المشروع النهضوي للأمة النابع من صميمها والمنفتح على الحضارة الكونية".

تيزيني يبكى شهداء حمص

 
وأثنى الائتلاف كذلك على مواقفه من الثورة التي شارك في مظاهراتها الأولى عام 2011 للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين، وتعرض بسبب ذلك للضرب والإهانة والاعتقال.
 
وأشاد في بيانه بجهود تيزيني في نقد "النظام الأحادي الشمولي" والفساد، و"الدولة الأمنية الفاشلة التي أقامها نظام الفئوية والاستبداد" وبتأثيره في أجيال متعاقبة كان له فضل تعليمها في الجامعات السورية وغيرها.
 

وسبق أن تم اختيار تيزيني عام 1998 واحدا من أهم مئة فيلسوف عالمي، بحسب مؤسسة كونكورديا الفلسفية الأوروبية.

وُلد بمدينة حمص عام 1934 وبدأ دراسته هناك، ثم انتقل لدراسة الفلسفة بجامعة دمشق ومنها إلى تركيا وبريطانيا وألمانيا التي حصل فيها على دكتوراه الفلسفة عام 1967 في أطروحة "تمهيد في الفلسفة العربية الوسيطة" ليعود مرة أخرى إلى جامعة دمشق أستاذا في الفلسفة.
 
وتحولت أطروحته للدكتوراه إلى كتابه الأول بعنوان "مشروع رؤية جديدة للفكر العربي في العصر الوسيط" وصدرت له كتب "الفكر العربي في بواكيره وآفاقه الأولى عام 1982، من يهوه إلى الله عام 1985، مقدمات أولية في الإسلام المحمدي الباكر عام 1994".

ثم طور أطروحته لمشروع فكري مكون من 12 جزءا أنجز منها ستة قبل أن يتحول للتركيز على قضية النهضة ومعالجة عوائقها العربية سواء الذاتية أو الغربية، وفي هذه المرحلة أنجز كتابات جديدة أهمها "من الاستشراق الغربي إلى الاستغراب المغربي عام 1996، النص القرآني أمام إشكالية البنية والقراءة عام 1997، من ثلاثية الفساد إلى قضايا المجتمع المدني عام 2001".

وغلب على مشروع تيزيني الفكري -رغم احتفاظه بالفكر القومي الماركسي واعتماده على المنهج المادي الجدلي- تخليه عن مبدأ صراع الطبقات الماركسي، وانفتاحه على فهم التجربة الدينية والإيمانية من الداخل لإدراك تأثيرها في إنجاز التحول المجتمعي

ويركز هذا المشروع على الفكر العربي، ويشمل ذلك ما قبل ظهور الإسلام باعتباره جزءا من تطور تاريخ الفكر الإنساني، ويرى تيزيني أنه ازدهر في ظل الحضارة الإسلامية، بل يرفض المركزية الأوروبية التي تنزع عن الفكر العربي أصالته الخاصة.

المصدر : الجزيرة