معهد يونس إمره.. سفير تركيا الثقافي

Omran Abdullah - المقر التاريخي لمعهد يونس امره في العاصمة أنقرة (الجزيرة نت) - معهد يونس إمره.. سفير تركيا الثقافي
المقر التاريخي لمعهد يونس إمره في العاصمة التركية أنقرة (الجزيرة)

زاهر البيك-أنقرة

بشكل مواز لصعود تركيا الدولي والإقليمي، بدأت بعض الأوقاف التركية أنشطة دولية للتعريف بالثقافة واللغة التركيتين في مختلف بلدان العالم. 

ويُعد معهد يونس إمره الذي اقترحه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أبرز هذه الأوقاف، ونشاطه يصل إلى سبعين دولة حول العالم، ولديه 48 مركزا ثقافيا يشرف عليها، ويُعلم عبرها اللغة التركية، وينظم أنشطة علمية وفنية وثقافية.

ويونس إمره هو شاعر ومتصوف تركي، عاش في فترة انهيار الدولة السلجوقية أوائل القرن 14، وتوفي عام 1321 للميلاد عن عمر ناهز السبعين، ويوصف أسلوبه الشعري بالسهل الممتنع، وتناولت أشعاره حب الله والإنسان وقيم العدل والفضائل الإنسانية.

تبادل ثقافي
وفي هذا السياق، ذكر رئيس معهد يونس إمره الثقافي شرف أتش أن المعهد عبر أنشطته المتعلقة بتعليم اللغة التركية والتعريف بالثقافة التركية يهدف إلى زيادة التبادل الثقافي بين تركيا والدول الأخرى، وتطوير علاقات الصداقة معها.

وقال أتش للجزيرة نت إن "المشروعات التي ينفذها معهد يونس إمره أدت إلى زيادة عدد زوار تركيا، وزيادة عدد الأشخاص الذين يرتبطون بعلاقات عمل مع تركيا".

وحسب رئيس المعهد أتش، فإن المعيار الأول الذي يُدرس قبل افتتاح أحد المراكز هو التعداد السكاني للمنطقة التي سيفتتح المركز فيها، والمعيار الثاني هو الطلبات التي يتلقاها المعهد لافتتاح مراكز له، والمعيار الثالث هو وجود اتفاقية تعاون ثقافي مع الدولة التي سيُفتتح فيها المركز.

وأضاف "معهد يونس إمره مثّل تركيا في الكثير من المناسبات الوطنية والدولية، كما يهتم بفروعه المتعددة بتنظيم معارض فنية لعرض الوثائق العثمانية في إطار برنامج أيام الميراث الثقافي، إلى جانب التعريف بالشخصيات التي تشكل أيقونات في فضاء الثقافة التركية، أمثال الشعراء والمتصوفين يونس إمره، والحاج بكداش ولي.

ولفت أتش إلى أن سبب تسمية المعهد باسم يونس إمره يعود إلى أفكار المتصوف التركي التي كانت لها أبعاد عالمية تتجاوز حدود الجغرافيا والزمان؛ حيث إن مبادئه ما زالت تمثل مرجعية للعديد من المدارس الفكرية في العصر الحالي، مشيرا إلى أن يونس إمره كتب أشعاره ودوّن أفكاره الصوفية باللغة التركية، رغم هيمنة اللغتين العربية والفارسية في عصره.

وأوضح أن المعهد يمنح بعد الانتهاء من دروس الدورة وإجراء الاختبارات؛ شهادة "تومر" المعترف بها في كافة الجامعات، كون الجامعات التركية الحكومية تشترط على الطلبة الدوليين الذين يخططون للالتحاق بها الحصول على هذه الشهادة.

ونفى رئيس معهد يونس إمره الاتهامات بأن المعهد يمارس الغزو الثقافي للشعوب الأخرى، مبينا أن "مشاريع المعهد لا تتم إلا بموافقة أو طلب من حكومات الدول التي لدينا فروع بها، وأن هدف أنشطتنا الخارجية هو التبادل الثقافي وليس الغزو الثقافي".

انتشار دولي
تأسس معهد يونس إمره في الخامس من مايو/أيار 2007، وحسب موقعه الرسمي، فالمعهد هو "مؤسسة وقف عمومية تنفذ الأنشطة الثقافية والفنية وتقدم المساندة اللازمة للأنشطة العلمية التي يجري من خلالها التعريف بتركيا ولغتها للأجانب في المراكز التي أسستها خارج البلاد".

وحسب المسؤولين، فقد استفاد من مراكز معهد يونس إمره المنتشرة في أنحاء العالم أكثر من مئة ألف شخص حتى نوفمبر/تشرين الثاني 2018. كما يعقد المعهد شراكات مع نحو مئة جامعة في دول عدة، يرسل إليهم من خلالها مدرسون للغة التركية، في إطار مشروع المركز الهادف إلى زيادة الاهتمام باللغة التركية. ويعمل في فروعه أكثر من 322 مدرسا، منهم عدد كبير من الأتراك، وبينهم 189 مدرسا عربيا وأجنبيا.

ويقدم المعهد -إضافة إلى دورات اللغة العامة- دورات متخصصة في اللغة التركية المستخدمة في عالم الأعمال، وتلك المستخدمة في المجال الأكاديمي، وغيرهما.

وفُتحت مراكز يونس إمره الأولى في منطقة البلقان والعالم العربي، وتقوم مراكز المعهد -إضافة إلى تعليم اللغة التركية- في مختلف فروعه بتنظيم الندوات والمؤتمرات والأنشطة الفنية في العديد من دول العالم، وبينها الجزائر، والمغرب، ولبنان، ومصر، والأردن، والبحرين، والسودان، والصومال، وتونس، وقطر، وفلسطين.

وللمعهد أيضا له فروع في كل من أذربيجان، وكزاخستان، وروسيا، والبوسنة والهرسك، وكوسوفو، ومقدونيا، وألبانيا، وإيران، وأفغانستان، واليابان، وبلاد أوروبية منها ألمانيا، والنمسا، وبلجيكا، وفرنسا، والمملكة المتحدة، وإيطاليا، إضافة إلى جنوب أفريقيا، وجورجيا وغيرها.

وينظم المعهد منحة صيفية مجانية تستمر أسبوعين كجزء من برنامج للتبادل الثقافي، ويقدم كذلك منحة لتعلم اللغة التركية عن بعد للطلاب في المستويات المختلفة. 

المصدر : الجزيرة