معركة الكتب.. وجه آخر للصراع بين ترامب وخصومه

Former FBI Director James Comey arrives to speak about his book
المدير السابق لمكتب التحقيقات الفدرالي جيمس كومي يقدّم كتابه "ولاء أعلى" (رويترز)

بينما تشتعل "حرب الجواسيس بين الولايات المتحدة وروسيا" تدور حرب أخرى طاحنة وموازية داخل الولايات المتحدة بين الرئيس دونالد ترامب وخصومه الذين انتموا لأجهزة استخبارية وأمنية، وأصدر بعضهم عدة كتب في الآونة الأخيرة أظهرت استعدادهم لاستخدام "مقولة التدخل الروسي" ضمن صراعهم مع ترامب. 

وكانت صحف ووسائل إعلام قد ذكرت مؤخرا أن السلطات الأميركية تشتبه في انخراط موظفة روسية عملت لأكثر من عقد بالسفارة الأميركية في موسكو بأنشطة تجسس لصالح بلادها لتتصاعد "حمى حرب الجواسيس بين الأميركيين والروس".

وتستقبل المكتبات الأميركية سيلا من الكتب التي تتحدث عن "صائدي الساحرات الجميلات الشريرات" وحروب الجواسيس، فيما يبدو واضحا من بعض هذه المؤلفات أن ما يتردد حول التدخل الروسي بات جزءا بالغ الخطورة من الحرب المفتوحة بين ترامب وخصومه بالداخل.

ومن هذه الإصدارات الجديدة "الهجوم على المخابرات.. الأمن القومي الأميركي في عصر الأكاذيب" بقلم مايكل هايدن، وهو جنرال متقاعد ومدير سابق لوكالتيْ الأمن القومي والمخابرات المركزية.

undefined

وهناك أيضا "وقائع ومخاوف.. حقائق مريرة من الحياة في المخابرات" واشترك في تأليفه جيمس كلابر وتري براون، ناهيك عن الكتاب المثير للجدل -والذي وصف بأن مؤلفه المدير السابق لمكتب التحقيقات الفدرالي جيمس كومي يسعى لتصفية حسابات سياسية مع الرئيس- وهو "ولاء أعلى".

الدولة العميقة
ويقول الكاتب الصحفي الأميركي تيم واينر (الفائز بجائزة بوليتزر والمتخصص بقضايا الأمن القومي) إن هناك هواجس لدى الرئيس بأن "الدولة العميقة تطل متصاعدة من أعماق المستنقع المخيف في واشنطن لتسومه سوء العذاب" وإن ترامب يرى أن أعتى أعدائه من السياسيين وأكثرهم خطورة أناس يمسكون بمقاليد الأمور ويشغلون مواقع قيادية بمكتب التحقيقات الفدرالي ووكالتيْ الأمن القومي والمخابرات المركزية.

undefined

ومع أن واينر ليس من المتعاطفين مع الرئيس، فإنه يقرر أن بعض الأعداء الحقيقيين للرئيس من القادة السابقين لمؤسسات استخبارية وأمنية في الداخل.

ومن بين أولئك، يذكر واينر كلا من هايدن، وكذلك كلابر مؤلف كتاب "وقائع ومخاوف" وكومي صاحب "ولاء اعلى".

والمؤلفات الثلاثة زاخرة باتهامات من كل نوع لترامب حتى أن كلابر لم يتردد في اتهامه مع عائلته بالسعي للتربح كرئيس، بينما يقول هايدن "إن الأميركيين يعيشون عصر الأكاذيب في ظل رئاسة ترامب، وإن الديمقراطية الأميركية في خطر".

undefined

ورفض هايدن ما يردده الرئيس حول "الدولة العميقة" حيث يقول "هنا في الولايات المتحدة لا توجد سوى الدولة الأميركية".

ومع أنه ليس من المحسوبين على إدارة أوباما مثل كومي، فإنه يكيل اتهامات خطيرة في كتابه للرئيس الحالي خاصة فيما يتعلق بـ "الخطر الروسي".

وسبق أن أحدث كتاب مايكل وولف "نار وغضب.. داخل بيت ترامب الأبيض" جدلا كبيرا، وقد وصف الرئيس بأنه أحمق وغير مؤهل، بينما انتقد ترامب في تغريدة على حسابه بموقع "تويتر" المؤلِف، وقال إنه "فاشل ويختلق القصص من أجل بيع الكتاب الممل البعيد عن الحقائق".

وقد حقق المؤلَف -الذي يروي تفاصيل السنة الأولى من حكم ترامب، الصادر في الخامس من يناير/كانون الثاني الجاري- أعلى مبيعات بالداخل والخارج، حسب مجلة هوليود ريبورتر الأميركية.

المصدر : الجزيرة + وكالة الشرق الأوسط