ناقد مغربي: أعمال رمضان مكررة وتتجاهل تغيرات المجتمع

الناقد الفني والسينمائي المغربي مصطفى الطالب
الناقد الفني والسينمائي المغربي مصطفى الطالب (الجزيرة)
وجه الناقد السينمائي المغربي مصطفى الطالب ملاحظات للأعمال التلفزيونية التي تعرض على شاشات القنوات في المغرب خلال شهر رمضان قائلا إنها "تكرر نفسها وتتجاهل التغيرات الاجتماعية".

واعتبر الطالب أن واقع الإنتاجات الرمضانية المقدمة على قنوات التلفزة المغربية "لم يتغير منذ سنوات، بل إنها ظلت تكرر مواضيعها ووجوهها، مما يجعلها عرضة للانتقادات كل عام".

ووصف الطالب هذه الأعمال بأنها "سقطت منذ سنوات في الرداءة والتكرار" رغم التحولات الاجتماعية والسياسية الكبيرة التي يعيشها المجتمع المغربي.

ومن وجهة نظر الناقد السينمائي فإن أسباب "الفشل" في ذلك تعود إلى عدم التحضير والإعداد الجيدين لها قائلا "لا يبدأ العمل عليها إلا على قبل ثلاثة أشهر أو أقل من دخول رمضان، وهذا ما يجعل الإشكال يتكرر".

ولتجنب ذلك -كما يرى الطالب- يجب تهيئة الأعمال على مدار السنة أو أخذ مدة طويلة كافية لمرحلة الإعداد والخروج من دائرة الأعمال السريعة.

وأعلنت القناتان المغربيتان الأولى والثانية جديد إنتاجهما خلال شهر رمضان، والذي تضمن -كالعادة- مسلسلات كوميدية واجتماعية وبرامج الكاميرا الخفية.

ويعتبر الناقد أن الإنتاجات التلفزيونية خلال رمضان ركزت منذ السنوات الأخيرة على الفكاهة والدراما الاجتماعية متسائلا "لماذا يتم التركيز دائما على هذا النوع؟ هل لأنها تحوز نسب مشاهدات عالية؟".

وأشار في حديثه أيضا إلى التحولات التي يشهدها المغرب في المشهدين الاجتماعي والسياسي، معتبرا أن المواد التلفزيونية الكوميدية "لا تعكس واقع المجتمع".

وتابع "ما يحتاجه المشاهد المغربي اليوم هو نوع من الفكاهة السياسية والاجتماعية التي تنقذ وتنتقد واقعه".

ولفت الطالب الانتباه إلى غياب الدراما الدينية والتاريخية عن التلفزيون المغربي، والتي عادة ما تنال نسبة متابعة عالية في قنوات أخرى قائلا "لم تعد تنتج خلال السنوات الأخيرة".

‪المسلسل المغربي
‪المسلسل المغربي "ولى عليك" من إخراج محمد علي المجبود‬ (مواقع التواصل الاجتماعي)

مقاطعة
ويضيف "هناك عطش من الجمهور المغربي لرؤية تاريخه وحضارته، والمفروض أن يحظى هذا النوع بإنتاجات مهمة، خصوصا في رمضان".

وعادة ما يتحجج القائمون على إنتاج الأعمال الفنية في القنوات الحكومية والخاصة بغياب الدعم الكامل وضعف الموارد المالية اللازمة.

وفي هذا الصدد، يقول الطالب "أعتقد أن الموارد المالية موجودة، لكن يجب على القائمين أن يعوا وجود إعلام جديد يتجاوز القديم ويتطلب عملا ومعالجة جديدين".

ويشير إلى وجود كتاب سيناريو يمكنهم تقديم نصوص جديدة وجيدة على الرغم من قلة عددهم مستدركا "لكنهم غير مطلوبين".

ويطرح تساؤلات في هذا الإطار قائلا "لماذا لا نرى عملا أدبيا جيدا يتحول إلى إنتاج فني؟ أليس هناك متن مغربي يصلح لهذا الغرض؟".

ويجيب على نفسه بتأكيد وجود أشخاص حاولوا كتابة أعمال تاريخية جيدة "لكن للأسف لم تعط لهم الفرصة، ‏والسؤال المطروح هو: لماذا الخوف من هذا الجانب؟".

ويقول الناقد المغربي إنه "يجب مقاطعة الأعمال التي لا ترقى إلى مستوى الجمهور، خاصة في معالجة مشاكله وتحقيق التسلية والمتعة له"، معتبرا أن هذه الدعوة "لها ما يبررها".

ويرى أنه "يجب تفعيل المقاطعة لكي يعي القائمون على الإنتاج أن المجتمع المغربي تغير ولم يعد كما كان".

ويعتقد أن المقاطعة ستحقق نتائج إذا تم تفعيلها بالشكل المطلوب لأن هناك حركية اجتماعية لدى المجتمع الذي أصبح يتجه نحو الوعي.

ويشير إلى عزوف كثير من الممثلين المغاربة عن المشاركة في الأعمال التي ليست لها قيمة فنية أو موضوعية "كونهم يحترمون فنهم عبر تقديم أعمال في المستوى المطلوب".

ويعتبر الطالب أن الثورة الرقمية تجاوزت التلفزة والقائمين عليها، حيث إنها سهلت انتقاد المتابعين عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وتزامنت دعوة الناقد السينمائي مع أخرى شعبية انطلقت عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمقاطعة إنتاجات القنوات المغربية لمدة ساعتين خلال وقت الإفطار.

وخلال 2017 شملت الإنتاجات المغربية 96 فيلما قصيرا و135 إعلانا، وثلاثين فيلما مؤسساتيا، و34 كليبا غنائيا، و75 فيلما وثائقيا، إضافة إلى إنتاجات أخرى‎، بحسب ما أعلن المركز السينمائي المغربي (حكومي) الشهر الماضي.

المصدر : وكالة الأناضول