"زياد قاسم.. راوي عمان".. عندما يوثق الكاتب ذاكرة المكان

"شومان" تصدر كتاب "زياد قاسم: راوي عمان"

صدر حديثا بالعاصمة الأردنية عمان كتاب بعنوان "زياد قاسم.. راوي عمان" يتضمن وقائع ندوة نظمتها مؤسسة عبد الحميد شومان لإعادة قراءة سرديات الروائي الراحل زياد قاسم من جديد، وكيف ساهمت أعماله الأدبية في توثيق ذاكرة المكان الذي عاش فيه.

ويضم الكتاب (148 صفحة) الصادر عن مؤسسة عبد الحميد شومان، الأوراق التي قدمتها نخبة من الأكاديميين والكتاب والمثقفين الأردنيين بالندوة البحثية التي نظمت في يوليو/تموز الماضي حول تجربة زياد قاسم، وحملت عنوان "زياد قاسم.. راوي عمان".

وجاءت تلك المبادرة بعد نحو 11 عاما على رحيل زياد قاسم في الثالث من أغسطس/آب سنة 2007، وهي فترة كافية لقراءة ليس تجربة الروائي فحسب، بل لقراءة المكان الذي حوى الكثير من كتاباته وحبه، وشكل محورا أساسيا في تحولاته وعلاقته مع الانسان، واشتباكاته العربية والعالمية.

وجاء على غلاف الكتاب "ولعل أهمية قراءة تجربة الراحل قاسم، تكمن في اهتماماته بتدوين تاريخ عمان وتوثيقها منذ أن كانت "قرية"، وهو قبل ذلك ابنها، وهي مسقط رأسه منتصف أربعينيات القرن الماضي، فعرف حياتها الاجتماعية، وعرف سيلها وجبالها، وأسواقها ومحالها وشوارعها ومقاهيها وناسها، وعاش فيها ومعها".

واحتوى الكتاب على كلمة للرئيسة التنفيذية للمؤسسة فالنتينا قسيسية، قالت فيها إن "لزياد قاسم الفضل في توثيق عمان إبداعيا، وله دين في أعناقنا، وهنا نحن نحاول أن نرده، بكتاباتكم وتحليلاتكم وتصوراتكم لما كتبه زياد، وبالدلالات التي رصدتموها، فأحيت في المدينة العاصمة ما يجعلها حية في ذاكرة أجيالها".

وأشارت قسيسية إلى أن مؤسسة شومان عقدت العزم منذ عقود على تكريم مبدعي الكتابة في الأردن، وما هذه الندوة إلا حلقة في سلسلة لتطويق أعناق مبدعينا بما يستحقونه من تكريم، ولتسليط الأضواء على تجاربهم الرائدة، والبناء عليها.

أما حسين نشوان الذي كتب تقديما للكتاب، فقد لفت إلى أن أهمية قراءة تجربة زياد قاسم تكمن في رصده الواقعي الملحمي لتطور حيوات الأجيال العمانية، الذين شكلوا نسيجها المتعدد الألوان، وتعبيره عن هواجسهم وخساراتهم وهمومهم وأحلامهم وانتكاساتهم، وتحولات المكان والقوى التي أثرت في متجهات هذا التحول ورأي النخبة التي يمثلها الكاتب، وتحولات الوعي بإزاء المكان وملامحه ونسيجه.

تجدر الإشارة إلى أن زياد قاسم المولود في عمان العام 1945، له مؤلفات عدة منها "أبناء القلعة"، "الزوبعة من ستة أجزاء"، "المدير العام"، "الخاسرون"، "العرين"، أرخ فيها جميعها لتاريخ مدينة عمان عبر مراحلها المختلفة منذ نشأتها، وله كتابات في القصة القصيرة إلى جانب الرواية، كما تحول عدد من رواياته إلى دراما إذاعية ومسلسل تلفزيوني.

المصدر : الجزيرة