مفلح العدوان.. جائزة "الطائر" تعزز الحوار بين العرب والغرب

الأديب الأردني العدوان
مفلح العدوان: جائزة الطائر تؤمن بدور الأدب بشكل خاص والثقافة بشكل عام في مد الجسور الحضارية بين الأمم (الجزيرة)

هدا سرحان-عمّان

فاز الأديب الأردني مفلح العدوان بجائزة "الطائر" للتبادل الإبداعي بين الأردن ومدينة درم البريطانية في دورتها الأولى، عن مجمل أعماله في مختلف الفنون الأدبية من الرواية والقصة والمسرح.

ويقول العدوان إن خصوصية الجائزة تكمن في هدفها الرامي للتبادل الإبداعي والثقافي بين الأردن وبريطانيا، بمبادرة من المؤسسات التي اقتنعت بضرورة منح فرص للكتّاب وللمثقفين للاطلاع على فضاءات أخرى، وخصوصيات يمكن التعبير عنها إبداعيا بعد عقود من طغيان الخطابات السياسية والصراعات التي لم يكن فيها مساحات متروكة للثقافة والأدب والإبداع.

وتنطلق الجائزة -بحسب العدوان- من "تعظيم الدور الذي يمكن أن يقوم به الأدب بشكل خاص والثقافة بشكل عام في مد الجسور الحضارية بين الأمم، انطلاقا من الخصوصيات الإنسانية التي تجمع وتعظم من قيم المحبة والتسامح والتواصل الحضاري، حيث الأدب والإبداع بوتقة تنصهر فيها الرؤى الجمالية والأفكار البناءة والتفاعل الراقي".

وتشرف على الجائزة لجنة مشتركة من عدة جهات أدبية وثقافية وأكاديمية، هي: معرض درم للكتاب الذي تمثله مؤسسة الكتابة الشمالية الحديثة في بريطانيا، والمعهد البريطاني في عمّان ممثلا بمجلس الأبحاث البريطانية في بلاد الشام، بالإضافة إلى كلية سانت ماري في جامعة درم، والمجلس الثقافي البريطاني، والأكاديمية الأردنية البريطانية فادية الفقير.

وقال الكاتب الأردني "هناك قارئ غربي متلهف لمعرفة الكثير عنا وعن عوالمنا، خاصة بعد عواصف العنف والسياسة التي مرت بها منطقتها وأثرت أيضا على العالم، ولعل مثل هذه الجائزة وغيرها تتيح الفرصة لتعزيز هذا الحضور المختلف عن السائد الذي وصلهم، وشكلوا منه صورة نمطية عن أدبنا وعن مجتمعاتنا العربية".

‪يطرق العدوان في عمله المسرحي الجديد باب التاريخ ويعود للعصر الروماني‬ (الجزيرة)
‪يطرق العدوان في عمله المسرحي الجديد باب التاريخ ويعود للعصر الروماني‬ (الجزيرة)

وعن ميزة هذه الجائزة، أوضح العدوان -صاحب موسوعة القرية الأردنية "بوح القرى"- "أن قيمتها تتمثل في تهيئة الأجواء المناسبة للتأسيس أو كتابة مشروع إبداعي خلال فترة التفرغ هذه، إضافة إلى القيمة المعرفية والمعنوية من خلال الاطلاع على فضاءات أخرى توفرها الجائزة والإقامة الإبداعية هذه، ومثل هذه الجوائز غير متوفرة في عالمنا العربي، حيث إن معظم الجوائز تركز على الجانب المادي فقط".

ويشار إلى أن من شروط الترشح للجائزة، كتابة مبررات المشارك للتنافس عليها في سياق التبادل الإبداعي، وتقديم تصوره ورؤيته لمشروعه الكتابي الذي سيحققه خلال فترة التفرغ.

وقد اختارت اللجنة المشرفة أيضا الشاعرة ليندا فرانس من الجانب البريطاني، والتي أقامت في عمّان خلال سبتمبر/أيلول 2018، بينما أقام مفلح في درم خلال نوفمبر/تشرين الثاني 2018.

الماضي والحاضر
ويطرق العدوان في عمله المسرحي الجديد باب التاريخ، ويعود فيه إلى العصر الروماني ليصل إلى الحاضر عبر جدار هادريان، ويقول "كنت أفكر بشخصية الإمبراطور هادريان الذي بنى جدار هادريان شمال بريطانيا ليفصل قبائل الشمال هناك عن الجنوب، وهنا في الأردن بنى بوابة اسمها بوابة هادريان في جرش شمال الأردن، في أوج حكمه".

ويوضح مؤلف مسرحيات "ظلال القرى" و"آدم وحيدا" و"عشيات حلم" أن فكرة المسرحية تقوم على المفارقة بين الماضي والحاضر، حين يتغير الزمان ويبقى الأثر. ويقول الكاتب إن "الواقع انعكاس آخر لتلك التراكمات، باستعادة حكايات وأساطير بين القوة والضعف، بين الجدار والبوابة، بين الماضي والحاضر".

ولأجل مشروع كتابه المسرحي، زار العدوان موقع جدار هادريان والمتحف الخاص به في بريطانيا وبوابة هادريان في جرش، ورجع إلى مراجع وكتب حول تفاصيل مهمة لها علاقة بالنص المسرحي الذي يشتغل عليه.

المصدر : الجزيرة