فنان إسباني يثير الاهتمام بمأساة السوريين وينتقد الغرب

منحوتة للفنان الإسباني أندريس لاسانتا خيمينو عن الطفل السوري أيلان
أندريس لاسانتا خيمينو أمضى ستة أشهر في إنجاز عمله "الحل النهائي اضرب نفسك في صفر" (مواقع التواصل)

بعمل فني جديد أسماه "الحل النهائي اضرب نفسك في صفر" أثار الفنان الإسباني أندريس لاسانتا خيمينو جدلا وجذب اهتماما واسعا بقضية اللاجئين السوريين، ورصد أزمة العقل الغربي في أوروبا، الذي بات قائما على الارتياح لموت مصدر المشكلة بدلا من البحث عن حل لها.

وعبر منظور جديد تربط المنحوتة بين الطفل السوري إيلان (ثلاث سنوات) الذي عثر عليه ميتا على شاطئ تركي بعد محاولة عبور لجزر اليونان عام 2016 وبين بارت سمبسون وهو شخصية وهمية بمسلسل الرسوم المتحركة عائلة "سمبسون" الشهير الذي يبث منذ ربع قرن ويتمتع بنسبة مشاهدة مرتفعة للغاية في أنحاء العالم.

وهذا العمل عبارة عن مجسّم لجسد طفل ميت ملقى على الأرض، بالوضعية نفسها التي وجد عليها جسد إيلان وكذلك بملابس مشابهة وألوان مماثلة، بينما الرأس في هذا العمل هو رأس سامبسون.

فعندما جذبت صورة جثة إيلان الانتباه لقضية اللاجئين السوريين، بدأ الفنان الإسباني العمل على "تجسيد هذه المعاناة في تلاقيها مع النظام العالمي، بعد ستة أشهر من العمل المتواصل".

وقال خيمينو (57 عاما) وهو من أشهر فناني إسبانيا وذو ميول يسارية ومدافع عن "قيمة الفن" كداعم للقضايا الإنسانية "عانيت نفسيا وبدنيا بشكل كبير خلال هذا العمل.. كنت أواصل العمل حتى ينال مني الإرهاق، فأنام ساعات ثم أعود إلى مواصلة العمل".

العمل الفني الأخير للفنان الإسباني عن اللاجئين السوريين جذب الكثير من الاهتمام والجدل، لاسيما وأن اسمه يرتبط بعبارة "الحل الأخير" وهو اسم خطة نازية لمعالجة المشكلة الألمانية المتمثلة في اليهود إبان الحرب العالمية الثانية حيث دعت هذه الإستراتيجية للترحيل القسري المنظم لليهود إلى معسكرات الأعمال الشاقة بهدف إبادتهم.

أما الجزء الثاني من اسم العمل الفني وهو "اضرب نفسك في صفر" فهي مقولة إسبانية تشير إلى الفناء والاندثار، فالنتيجة في النهاية هي صفر، بمعنى لا شيء، وهي مقولة يرددها دوما "بارت سيمسون".

والهدف من هذا العمل -وفق خيمينو- هو "لفت الانتباه إلى أن النظام العالمي المسيطر، بما فيه أوروبا، ينحت مفاهيم خاطئة أقرب إلى روح النازية تجاه قضايا عالمية مهمة مثل اللاجئين".

وأضاف "أحيانا كنت أقف حائرا بين تناقضات الحياة والتشابه بين مأساة إيلان وملهاة بارت سيمسون.. الفكرة هنا لا تتعلق بالسخرية، بقدر ما تتعلق بالمأساة المضحكة.. لقد حاولت تجسيد انعكاسات فلسفة الإلهاء".

المصدر : وكالة الأناضول