"عاشور العاشر" مسلسل يحاكي واقع الجزائر فكاهيا

مشاهد من مسلسل السلطان عاشور العاشر في طبعته الثانية
مشهد من مسلسل "السلطان عاشور العاشر" في طبعته الثانية والذي تعرضه قناة الشروق الجزائرية الخاصة (الجزيرة)

ياسين بودهان-الجزائر

لم تنجح القنوات التلفزيونية الخاصة في الجزائر في جذب المشاهد الجزائري الذي يبقى أسيرا لما تقدمه القنوات الأجنبية، فعلى كثرتها لم تنجح هذه القنوات إلا في حالات قليلة جدا في إنتاج برامج فكاهية أو درامية منافسة وقوية.

وفي ظل الفراغ الذي تكسر صمته برامج الكاميرا الخفية -التي خلفت ردود فعل غاضبة لما تقدمه من محتوى مبتذل لا يركز إلا على ترويع وتخويف الضحايا- تمكنت بعض البرامج من التسلل لقلب المشاهد الجزائري، وحظيت بقبوله واهتمامه، أهمها مسلسل "السلطان عاشور العاشر" في نسخته الثانية والذي تبثه قناة الشروق الخاصة.

ففي يوميات "المملكة العاشورية" ثمة إسقاطات في شكل درامي تجمع بين الفكاهة والدراما على الواقع الاجتماعي والسياسي لجزائر اليوم، وهي الإسقاطات التي يراها البعض جرأة وتجاوزا للسقف المسموح به، ورسائل جادة للمشاهد في قالب فكاهي.

المسلسل الذي يؤدي دور البطولة فيه نجم الفكاهة الصالح أوغروت شارك في كتابة السيناريو الخاص به ثمانية كتاب لامسوا من خلاله جوانب عدة من يوميات الجزائريين في مجال الصحة والتعليم والسياسة وسلطوا الضوء عـلى مظاهر اجتماعية خطيرة مثل العنف ضد المرأة وانتشار المخدرات بين أوساط الشباب. 

وقد استغرب مخرج المسلسل ومنتجه جعفر قاسم تركيز البعض على الحديث عن محاولة إحراج السلطة ببث رسائل سياسية تتجاوز الممنوع، وأكد للجزيرة نت أن "الشخصيات التي تؤدي مختلف الأدوار ليس لها علاقة بأي شخصيات سياسية واقعية، فهي مجرد خيال".

مخرج مسلسل
مخرج مسلسل "السلطان عاشور العاشر" جعفر قاسم يتوسط نجوم عمله التلفزيوني(الجزيرة)

وقال إن المسلسل يحتوي رسائل أخرى عديدة ذات بعد اجتماعي، وإن "حلقات السلطان عاشور ليست موجهة كلها للسلطة، وإن كانت ثمة رسائل موجهة إليها على غرار الرسائل المتضمنة لواقع قطاع الصحة المتردي، والحديث عن المنظومة التربوية.. ومشكلة البطالة بين الشباب، فليس كل من يتحصل على شهادة البكالوريا في الجزائر يحظى بفرصة عمل، إلى جانب مواضيع أخرى على غرار الديمقراطية وغيرها".

وعبر عن ارتياحه لاستقبال المشاهد تلك الرسائل بإيجابية، وكشف أن "الحلقات الست المتبقية ستتجه أكثر إلى الدراما، وتبتعد عن الفكاهة لتعويد المشاهد على المشاهد الجادة، وللتأكيد على أن الضحك ليس هو الغاية دائما".

وكان "السلطان عاشور العاشر" غاب عن الشاشة العام الماضي، وبرر جعفر قاسم ذلك الأمر بالقول إنه اختار أن يمنح لنفسه الوقت الأكبر لتقييم الجزء الأول للعمل على تجاوز النقائص، والخروج بعمل راق من ناحية التصوير، والديكور، وحتى السيناريو.

تجاوز سطحي
ويعتقد الروائي والإعلامي إسماعيل يبرير أن "السلطان عاشور العاشر" صنع الفارق خلال العامين الأخيرين، وفي تقديره فإن "الجزء الحالي ونسب مشاهدته هما استمرار لحصاد الجزء الأول منه"، لكن ذلك لا يمنع برأيه من القول إن "نوعية الصورة والأداء هي أفضل بكثير من المستوى العام للمنتوج".

ولاحظ أن هناك تغييرا في محنى الاعتناء بالتقنية والصورة في إنتاج السمعي بصري حاليا بالجزائر، وضرب مثلا بمسلسل "الخاوة" الذي يعرض في قناة الجزائرية الذي يعتني أكثر بالديكور وبجودة الصورة أكثر من اعتنائه بالسيناريو.

وما يؤخذ على "السلطان عاشور" برأي يبرير دخوله في "إسفاف غير مبرر، فحتى وإن احتوى رسائل سياسية وأخرى أيديولوجية إلا أن الكثير من المشاهد هي فكاهة من أجل الفكاهة، لكن ذلك لا يمنع من القول إنه خطوة جيدة في سبيل الوصول إلى منتوج جزائري راق".

وعن الجرعة الزائدة في تناول الراهن الجزائري أكد أن المسلسل "فعلا تجاوز المسموح لكن بشكل سطحي، لأن التجاوز عادة ما يكون في الأفلام الدرامية والواقعية، أما الفكاهة فهي أفق مفتوح يمكنك أن تتجاوز السقوط في فخ الرقابة أو العقاب".

المصدر : الجزيرة