الدراما التاريخية تجذب الأتراك لقراءة كتب التاريخ

لقطة من مسلسل السلطان عبد الحميد
لقطة من مسلسل تلفزيوني تركي عن السلطان عبد الحميد (الصحافة التركية)

أبحرت الدراما التركية خلال السنوات الأخيرة في أعماق التاريخ لترصد الماضي على الشاشة الصغيرة، مما شجع الأتراك على التوجه إلى قراءة جديدة لتاريخهم، ولا سيما وسط تطورات الأوضاع السياسية بالمنطقة.

مسلسلا "قيامة أرطغرل"، و"عاصمة عبد الحميد الثاني" وتطورات الأوضاع السياسية في الشرق الأوسط أعمال كافية لإقبال الأتراك على شراء كتب التاريخ وقراءتها، بل والرفع من أعداد كتب التاريخ في رفوف المكتبات ومعارض الكتب.

في فبراير/شباط الماضي بدأت قناة تركية عرض أولى حلقات مسلسل "عاصمة عبد الحميد" أسبوعيا، حيث يوثق أبرز الأحداث في الأعوام الـ13 الأخيرة من حياة السلطان عبد الحميد الثاني (1842-1918) الذي دام حكمه 33 عاما.

وبعدما حقق معدلات مشاهدة قياسية في تركيا عقب عرض عدة حلقات منه بدأ المسلسل يحظى باهتمام وإقبال كبيرين على المستوى العالمي، حيث سيعرض على عدة قنوات عالمية.

لكن أحداث مسلسل "قيامة أرطغرل" تدور بين ولايتي حلب وأنطاكية في القرن الـ13 في زمن الصراعات والنزاعات بين الإمبراطوريات بالمنطقة، في وقت تزامن مع وصول دفعات جديدة من قبائل الأوغوز التركية (التركمان) إلى المنطقة.

مسلسل
مسلسل "قيامة أرطغرل" يستعرض نزاع المغول والروم على المنطقة(مواقع التواصل)

ويواصل "قيامة أرطغرل" جذب أنظار واهتمام المشاهد العربي مع استمرار عرض الموسم الثالث منه، إذ يتابعه الملايين في المنطقة مترجما أو مدبلجا عبر شاشات التلفزيون أو مواقع تبادل الفيديوهات.

ويستعرض المسلسل نزاع المغول والروم على المنطقة، حيث كان المسلمون يعانون الكثير من المشاكل في القرن الـ13 خاصة ضعف الخلافة العباسية، وكان العالم الإسلامي بانتظار قائد بطل ليظهر أرطغرل متحديا كل الظروف.

وفي معرض الكتاب بمنطقة بيازيد وسط إسطنبول الذي يفتتح سنويا في رمضان في سنته الـ36 اتخذت كتب التاريخ مكانها بين المؤلفات الأخرى ولاقت اهتماما من الزائرين.

ويقول مسعود جليك -الذي في يعمل جناح دار نشر "موتتو"- إنه لاحظ أن هناك اتجاها نحو كتب التاريخ، خاصة السلطان عبد الحميد الثاني، والسلطان وحيد الدين، وتاريخ العثمانيين، وتاريخ الجمهورية القريب والتاريخ القديم.

ويضيف أن الأبناء اليوم "لا يتخيلون أنهم سيصبحون سوبر مان أو غيرهم كمثل عليا لهم، بل القادة الحقيقيون مثل أطغرل وغيرم هم هدفهم وقدوتهم، ومعرفتهم بأجدادهم هي التي تستنهض الرغبة بالبحث في التاريخ".

وشدد على أن "الجيل الجديد في تركيا يبدأ من المسلسلات في رحلة البحث، والأحداث التي فيها تدفعهم إلى الكتب للبحث والتمحيص عن حقائق الأمور".

أما سليمان قوجا باش -وهو مؤرخ تركي كتب نحو ثمانين كتابا عن التاريخ العثماني وتاريخ الجمهورية- فيلاحظ بدوره أن هناك اهتماما أكبر بالتاريخ في المعرض، حيث تحققت أرقام كبيرة بالمبيعات.

وفسر ذلك التوجه بما حصل في البلاد من أعمال عنف مؤلمة دفعت المواطنين لمعرفة التاريخ، وقال "من لا يعرف تاريخه لا يمكنه أن يفهم الحاضر والمستقبل، ولذلك نجد أنهم يهتمون بالكتب والكتاب التاريخيين".

من ناحيته، يقول محمد إيمرك -وهو أحد زوار المعرض- "أكثر ما لفت انتباهي هو وجود كتب الدين، ولكن هناك ارتفاع ملحوظ بكتب التاريخ مؤخرا، وهي التي تلفت انتباهي كثيرا".

المصدر : وكالة الأناضول