هشام عبد الحميد: الرقابة على الفن تعود لحقبة الاستعمار

الفنان هشام عبد الحميد
عبد الحميد اعتبر قرار شطبه من نقابة المهن التمثيلية "غريبا" ويعكس تعنتا من قبل النقيب وخلطا للسياسي بالمهني (الجزيرة)
عبد الرحمن رمضان

أبدى الفنان المصري هشام عبد الحميد تفاؤله بتجاوز القطاع الفني "المرحلة القاتمة" التي يمر بها والتي تحفل -حسب قوله- بالكثير من التجاوزات والانفلات غير المحسوب، مستحضرا في هذا السياق مراحل تاريخية سابقة استطاع القطاع فيها تجاوز ضعفه وانتكاساته.

ورأى في حوار خاص مع الجزيرة نت عبر الهاتف من إسطنبول، أن الرقابة المفروضة على القطاع لم تتغير منذ الاستعمار الإنجليزي واستمرت بعد ثورة يوليو 1952 وحتى وقتنا الحالي، ولم يتم تجاوز القيود الرقابية، حيث يتم تفريغ الأعمال السياسية من محتواها إلى حد منعها من العرض في بعض الأحيان.

لقراءة الحوار كاملا اضغط هنا.

وعدَّد عبد الحميد ضمن الأعمال الممنوعة من العرض في مصر مؤخرا، الفيلم الصامت "لا" الذي أخرجه وحصد جوائز وألقابا عديدة، منها جائزة "آندي" للسينما المستقلة، مشيرا إلى أنه حصل على إشادة من الكونغرس الأميركي ومن البرلمان الكندي.

ومع الحديث عن حضور المال السياسي لدعم النظام بأعمال سينمائية أو درامية، يرى عبد الحميد أن تلك الأعمال ليست مؤثرة بالصورة المرجوة من قبل أصحابها، خاصة في حال المقارنة بينها وبين ما تم إنتاجه بمراحل سابقة لدعم موقف الأنظمة حينها.

واستبعد ما أعلنه مسؤولون مصريون من إمكانية نقل مدينة الإنتاج الإعلامي إلى العاصمة الإدارية، متوقعا الإبقاء على المدينة الحالية وإنشاء أخرى بالعاصمة الإدارية، لما تتطلبه المرحلة الحالية من حركة إنتاج أوسع حيث لم تعد المدينة الحالية تلبي المطالب الفنية المتزايدة.

واعتبر قرار شطبه من نقابة المهن التمثيلية "غريبا" ويعكس تعنتا من قبل النقيب وخلطا للسياسي بالمهني، مشددا على أن ذلك أمر غير مقبول في العمل النقابي والمهني.

واعترف بأن التحاقه بقناة الشرق المحسوبة على معارضي النظام الحالي، استدعى هجوما إعلاميا وشعبيا واسعا، إلا أن الموقف الشعبي تغير لاحقا بعد انطلاق برنامجه الفني ووضوح رسالته وأفكاره التي لاقت قبولا لدى المتابعين، وأصبحت ردود الفعل في معظمها إيجابية وداعمة.

ويبلغ هشام عبد الحميد 54 عاما، وقدم أكثر عن 70 عملا فنيا متنوعا بين السينما والدراما والمسرح، ومن أشهر أفلامه "معالى الوزير" و"قليل من الحب كثير من العنف" و"البحث عن طريق آخر"، كما خاض تجربة الإخراج من خلال الفيلم الصامت "لا" الذي يعرض أسباب قيام ثورات الربيع العربي.

وهو أحد الفنانين الذين أبدوا مواقف معارضة للنظام الحالي، حيث صرح بأنه كان يتمنى احترام الديمقراطية وإزاحة الرئيس المعزول محمد مرسي بالانتخابات، ويقدم في المرحلة الحالية برنامجا فنيا في قناة الشرق الخاصة التي تبث من إسطنبول، وهي إحدى القنوات المحسوبة على معارضي النظام الحالي.

المصدر : الجزيرة