"مفرق 48" فيلم فلسطيني-إسرائيلي ضد التمييز

المخرج اودي الوني من اليمين مع الفنان الفلسطيني طارق قبطي المشارك في الفيلم : " الفيلم صرخة ضد الظلم ورسالة سياسية حول الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي والطريق المناسبة لتسويته ".
الفنان الفلسطيني طارق قبطي (يمين) مع مخرج الفيلم أودي ألوني (الجزيرة)

وديع عواودة-حيفا

"مفرق 48" فيلم فلسطيني جديد مخرجه إسرائيلي يستعرض بأسلوب درامي ساخر واقع الحصار والاغتراب لدى الشباب الفلسطيني في مدينة اللد التي تهمشها إسرائيل وتمارس التمييز العنصري ضد المتبقين من أصحابها.

واللد مثال للمدن الفلسطينية الساحلية التي تكابد سياسة هدم المنازل، وارتفاع نسبة البطالة، وتفشي المخدرات، وغيرها من المشاكل والأزمات.

ويسلط الفيلم الضوء على نهضة شبابية تتصدى للتهميش والتمييز الإسرائيليين بالإقبال على التعليم والنضال والتخلص من آفات اجتماعية تنميها إسرائيل، وتتخلل الفيلم مقاطع غناء راب احتجاجية لافتة.

‪الفنان تامر نفار مع الصحفية سهير سلمان منير‬ (الجزيرة)
‪الفنان تامر نفار مع الصحفية سهير سلمان منير‬ (الجزيرة)

ويسرد الفيلم قصة حب الشاب "كريم" ابن أسرة متوسطة الحال مع "منار" فتاة من مدينته اللد، التي يحاول أن يقنعها بالغناء معه ضمن الفرقة الموسيقية التي كونها، لكن أقرباءها المحافظين يمنعون مشاركتها بالتهديد.

صرخة بالموسيقى
الفيلم صرخة مدوية يطلقها شباب بالدراما والموسيقى من أجل الحياة الكريمة والبقاء، لكنها موجهة أيضا ضد ظواهر اجتماعية سلبية مثل قمع النساء.

نفار الذي ولد لأب موسيقي وقائد فرقة طافت البلاد من غزة إلى حيفا ما زال يقيم في اللد، وفيها يربي طفليه، ومنها يستمد أفكار الفيلم الذي كتب له السيناريو ويلعب فيه دورا رئيسيا.

وبموازاة تأكيد الفيلم على اعتزاز الشباب الفلسطينيين بمدينة اللد بهويتهم الوطنية ورفضهم الاستعلاء الإسرائيلي، فإنه يناهض قمع النساء ويوجه سهامه بسخرية ضاحكة أحيانا ومحزنة أحيانا أخرى.

وشهدت مدينة اللد عشرات جرائم القتل على خلفيات جنائية راح ضحيتها شباب عرفهم وشاركهم مباريات كرة القدم.

‪جمهور العرض الاحتفالي لفيلم
‪جمهور العرض الاحتفالي لفيلم "مفرق 48" في يافا‬ (الجزيرة)

وتعرب الصحفية سهير سلمان منير عن انبهارها بالفيلم الذي عكس مأساة مدينتها اللد، التي حولتها إسرائيل بعد النكبة من رمز الازدهار للاندثار، حيث تدميها الجريمة وتتفشى المخدرات والبطالة.

أغاني الراب
وتقول سهير منير للجزيرة نت إن الفيلم يسلط -طيلة نحو تسعين دقيقة- الضوء على هدم المنازل والخوف، في ظل تهديدات إسرائيلية دائمة بهدم المأوى، ويقدم ذلك بطريقة لبقة مثل استخدام أغاني الراب بعدة لغات.

في المقابل، تبدي تحفظها على الاستخدام المفرط للكلمات والشتائم النابية التي يعدّها آخرون تعبيرا طبيعيا عن واقع الحياة في بعض أحياء المدينة المهمشة.

تامر نفار (36) الذي يلعب دور كريم يوضح للجزيرة نت أن الواقع المأساوي الذي تعيشه بعض أحياء مدينته اللد تحفزه على النضال والمساهمة بإصلاحها من خلال أغاني الراب الاحتجاجية.

تامر نفار: الواقع المأساوي الذي تعيشه مدينتي حفزني على المساهمة في إصلاحها من خلال أغاني الراب الاحتجاجية (الجزيرة)
تامر نفار: الواقع المأساوي الذي تعيشه مدينتي حفزني على المساهمة في إصلاحها من خلال أغاني الراب الاحتجاجية (الجزيرة)

ويشير إلى أنه يتواصل يوميا مع الشباب مع سكان مدينته، خاصة الفقراء منهم، ويستوحي نصوصه منهم، ويتابع "لست قادما من هوليوود لأكتب عنهم بل أعيش معهم حتى اليوم".

جائزتان دوليتان
وفي هذا السياق، قال نفار إن هذا الواقع هو خلفية تأسيسه فرقة "الهيب هوب" (دام) مع شقيقه سهيل وصديقه محمود قبل 16 عاما؛ احتجاجا على الواقع المأساوي في الكثير من أحياء المدينة.

ويتفق المخرج الإسرائيلي المناصر للقضية الفلسطينية أودي ألوني مع نفار في اعتبار الفيلم رسالة سياسية حول الصراع والطريق المناسبة لتسويته.

ويوضح ألوني للجزيرة نت أن هذه الرسالة تجلت في عدة لقطات، أبرزها نقاش سريع مع فنان إسرائيلي يؤكد خلاله كريم أنه دون اعتراف إسرائيل بمسؤوليتها عن نكبة الفلسطينيين لن يتحقق السلام، وأن "السلام بين السيد والعبد" يعني استمرار الحرب.

وفاز مفرق 48 بجائزة "جائزة الجمهور" في مهرجان برلين السينمائي قبل شهور، كما حاز قبل أسبوعين على جائزة "أفضل فيلم عالمي" ضمن قائمة الأفلام الرسمية المشاركة بمهرجان "ترايبيكا" للأفلام السينمائية في نيويورك.

المصدر : الجزيرة