"في عيونهن".. معرض فوتغرافي تزينه تاء التأنيث

صور المصورات المشاركات في المعرض " في عيونهن " .. معرض فوتوغرافي تزينّه تاء التأنيث
كثير من الصور الفوتغرافية بالمعرض تعبّر عن واقع حياة الفلسطينيين (الجزيرة)
وديع عواودة-كفر ياسيف
 
"في عيونهن" عنوان معرض صور فوتغرافية فريد ترعاه وزارة الثقافة الفلسطينية، يمتاز من ناحية ضخامته فضلا عن هوية من يقف خلف الكاميرا وأمامها.

وبعد عرضه الأول في رام الله يتحول المعرض إلى مركز "محمود درويش" بكفر ياسيف داخل أراضي 48، وهي البلدة التي أنهى الراحل محمود درويش دراسته الثانوية فيها.

وتروي الصور حكاية المرأة الفلسطينية المكافحة من أجل العيش الكريم، سواء بالعمل في زراعة الأرض أو بالحياكة والتطريز، والمناضلة ضد الاحتلال وقيوده إضافة إلى قيود مجتمعها.

ويضم المعرض ستين صورة لستين مصورة معظمهن هاويات، اختارت لجنة تحكيم برئاسة رئيس اتحاد المصورين العرب عوض عوض أفضل خمس صور منها من ناحية جماليتها الفنية وطاقتها التعبيرية.

‪جانب من الحضور في افتتاح المعرض‬ (الجزيرة نت)
‪جانب من الحضور في افتتاح المعرض‬ (الجزيرة نت)

قيود متباينة
وترتقي بعض الصور إلى مستوى العمل الفني الحرفي من ناحية الفكرة والإضاءة وزاوية التصوير، وترد كل صورة تحت عنوان خاص بها.

وتنعكس قيود الاحتلال والتقاليد في صورة للمصورة سهى قنقر من بيت جالا اختيرت واحدة من أفضل خمس صور تعترضها شبكة من القضبان الحديدية وتعيق حريتها وطاقاتها الإبداعية، وهكذا في صورة المصورة رندة عامر من نابلس وهي توثق اليد البشرية مع إشارة الانتصار.

وتربط المصورة تسنيم حميدات من الخليل بين المرأة الفلسطينية والهوية الوطنية بصورة تظهر فيها أم تمسك بأغصان شجرة زيتون، في حين شهد المعرض صورا عفوية لكنها تحمل رسالة مباشرة كصورة المصورة هبة ملحم من نابلس وفيها فتاة مكمّمة الفم كدلالة على تقييد حرية الرأي، لكن عيون الفتاة المكمّمة تستبطن متناقضات عدة كالألم والأمل، الشحوب والجمال، الشراسة والهدوء، العتمة والنور.

 
وترسل زميلتها عرين النتشة من القدس رسالة متشابهة بصورة كانت من الفائزات بمسابقة التصوير، عنوانها "لست دمية" تطل فيها فتاة وسط مسرح الدمى وهي تقطع خيوط الدمى كدلالة على التحرر من تقاليد اجتماعية ظالمة تحرم المرأة من المساواة وبقية الحقوق.

التحدي والكفاح
وتحت عنوان "الأم الفلسطينية والبقاء" للمصورة المحترفة فداء أبو العطا من غزة، تجد سيدة فلسطينية لا تكترث بالحصار وانقطاع الكهرباء والغاز وتعمل المستحيل لإطعام أطفالها الجياع بالخبز.

وتبعث المصورة إكرام سلايمة من الخليل دلالة معبرة عن نضال النساء الفلسطينيات بصورة لسيدة من الخليل ترفع شارة النصر وهي عائدة من زيارة أبنائها الأسرى.

‪إحدى صور المعرض‬ (الجزيرة نت)
‪إحدى صور المعرض‬ (الجزيرة نت)

زغرودة الفرح
أما المصورة المقدسية أميرة المهتدي فكرست عدستها للمحرومين والتقطت وجه امرأة ينطق بالبؤس وهي في واحد من شوارع القدس ساعية لتأمين لقمة العيش، وكتبت تحت صورتها "وحدهم الفقراء يستيقظون مبكرين قبل الجميع حتى لا يسبقهم إلى العذاب أحد".

ورغم الحزن والألم فضلت المصورة سمر بدر من الخليل التقاط صورة الفرح بفتاة تطلق زغرودة كبيرة في احتفالية انطلاقة حركة التحرير الفلسطيني (فتح) وهي تبدو شامخة كالزيتون.

وتحمل صورة المصورة نداء قطامش من البيرة دلالة معنوية مشجعة، ففيها فتيات يعزفن في إطار أوركسترا كلها من النساء، وهي تحطم صورة اجتماعية نمطية، وهي واحدة من الصور الخمس الفائزة بالمسابقة.

وهكذا في صورة فازت بالمسابقة للمصورة تمارا حبش من رام الله تعكس قوة وتحدي المرأة الفلسطينية من خلال صورة وجه فتاة تمتاز بعينين غاضبتين نقشت في وجهها بيت شعر عن الوطن.

بألف كلمة
ويوضح المخرج المصور باسل طنوس للجزيرة نت أن بعض الصور الفوتغرافية في المعرض معبّرة جدا عن واقع حياة الفلسطينيين وينطبق عليها القول "صورة بألف كلمة"، مؤكدا على خصوصية المعرض ليس من ناحية كونه مرآة تعكس واقع الشعب الفلسطيني تحت وطأة الاحتلال واللجوء والشتات فحسب، بل من ناحية رؤيته عبر عيون النساء.

ويوضح مدير مؤسسة محمود درويش-فرع الجليل الكاتب عصام خوري للجزيرة نت أن التصوير الفوتغرافي فن مستقل يحتاج الإبداع فيه إلى فكرة وإلى رشاقة الصياد الماهر كي يتم التقاط الحركة والزاوية المعبرتين.

ويقول إن "في عيونهن" معرض غني بصور فوتغرافية تكاد تنطق لقوة التعبير فيها، لافتا إلى إبرازه دور المرأة الفلسطينية بمختلف نواحي الحياة.

وكان وزير الثقافة الفلسطينية أنور أبو عيشة قد اعتبر أن المعرض الذي انطلق من رام الله يهدف إلى إبراز دور المرأة وطموحاتها ورؤيتها من خلال إبداعات الكاميرا، معتبرا في كراسة حول المعرض أن كل صورة تعكس لقطة من الحياة وتخفي وراءة حكاية فلسطينية.

وتكريما لمساهمتها خصص المعرض صورة ضخمة لكريمة عبود، أول امرأة فلسطينية احترفت التصوير الفوتغرافي مطلع القرن العشرين.

المصدر : الجزيرة